برقية أميركية.. قطر سعت إلى إضعاف الجيش اللبناني في لبنان

■ من مشاهد سيطرة ميليشيات حزب الله على بيروت 2008 | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى سنوات زعمت قطر أنها تقدم الخير للبنان، ولكن رسالة سرية كتبتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندليزا رايس كشفت دورها في محاولة إضعاف الجيش اللبناني لصالح ميليشيات حزب الله الإرهابية الموالية لإيران. فسيدة الدبلوماسية الأميركية السابقة كشفت في رسالتها، أن قطر لعبت بشكل متزايد دوراً معرقلاً في الانتخابات الرئاسية بلبنان مطلع عام 2008.

وكانت هذه التدخّلات لصالح الفريق المعارض حينها والموالي لإيران وعلى رأسه مليشيات حزب الله.

واستناداً إلى الرسالة المؤرخة بـ 6 فبراير 2008، «فإن قطر عملت مع سوريا (التي كانت تسعى لاستعادة السيطرة على لبنان) للتأثير على جهود وساطة جامعة الدول العربية لتهدئة الوضع في لبنان، وذلك لصالح المعارضة المؤيدة لدمشق، بما فيها حزب الله الموالي لإيران.

صراع داخلي

وحذرت رايس من أن فوز المعارضة اللبنانية، في إشارة إلى الأحزاب المؤيدة لسوريا حينها، سيزيد احتمالية صراع داخلي أو إقليمي آخر سيغمر لبنان. حينها كانت قطر وافقت على مشاركة 203 من جنودها في القوات الأممية»اليونفيل«، ثم زعمت الانسحاب منها «لأسباب داخلية»، ليتضح لاحقا أنها فعلت ذلك لصالح تعاظم قوة حزب الله.

‎وكانت الاتصالات لانتخاب خليفة للرئيس اللبناني إميل لحود الذي انتهت ولايته في 24 نوفمبر من العام 2007، تواصلت لأشهر عدة، إلى حين إجرائها في 25 مايو 2008، حيث تم انتخاب ميشال سليمان ليصبح الرئيس الـ 11 للبنان. وفي حينه تأجلت الانتخابات الرئاسية 19 مرة، علماً بأن الرئيس اللبناني يُنتخب من أعضاء المجلس النيابي بأغلبية الثلثين في الدورة الأولى والأغلبية المطلقة في الدورة الثانية شريطة حضور ثلثي الأعضاء.

وآنذاك كان «حزب الله» يقود فعلياً الصوت المعارض في لبنان والمؤيد لسوريا، علماً أنه في حينه كان هناك 68 مقعداً للأكثرية و59 مقعداً للمعارضة. ووقتها، استثمرت الدوحة علاقاتها مع حزب الله من أجل استضافة حوار بين الفرقاء اللبنانيين في 18 مايو 2008.

التدخلات

وتعود قصة هذا التدخل القطري المعاكس لمصلحة لبنان إلى الفترة التي شهدت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري 2005. وقتها انفتحت ساحة لبنان على مصراعيها للتدخلات الدولية بحجة التحقيقات بشأن من يقف وراء الاغتيال من ناحية، أو لتهدئة الأمور بين الفرقاء في الحكومة والمعارضة من جهة أخرى.

وكان الجيش السوري ما زال متواجداً في لبنان الذي طالبه بالرحيل وترك لبنان يدير شؤونه بنفسه، إلا أن دمشق استقوت وقتها بحزب الله وأحزاب أخرى موالية لها ولإيران؛ ما فتح الباب لصراعات وتوترات وحوادث تفجير عانى منها لبنان بشكل مرير. وفي حين كانت جامعة الدول العربية تسعى لوضع حد لهذا البركان الذي زلزل لبنان، تسربت قطر من الصف العربي لتنضم لصف إيران وحزب الله وسوريا وتعمل ضد لبنان في الخفاء.

Email