«الغارديان»: الدوحة خالفت التوصيات الخاصة بحقوق العمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير لها، الظروف القاسية التي يعمل فيها آلاف من العمال المهاجرين في مواقع البناء في قطر، بما في ذلك بناء ملاعب كأس العالم 2022، حيث يتعرض العمال لحرارة عالية تهدد حياتهم. وينتقد التقرير، الحكومة القطرية لفشلها في تنفيذ توصيات عام 2014 الخاص بحقوق العمال.

وأوضح التقرير أن فترات العمل القانونية المفروضة خلال ساعات منتصف النهار الصيفية لا تحمي العمال بشكل كافٍ، كما أظهر تحليل للطقس في الدوحة الصيف الماضي أن العمال في بناء مشاريع كأس العالم يتعرضون لخطر شديد، على الرغم من النظام الأكثر تقدماً الذي يستخدمه منظم البطولة، «هوميدكس»، الذي يقيس مستويات السلامة من الحرارة والرطوبة.

وفي عام 2012، كشفت الحكومة القطرية وفاة 520 شخصاً من بنغلاديش والهند ونيبال -الذين يسافر مواطنوهم من مئات الآلاف للقيام بأعمال البناء في الخليج - ومن بين هؤلاء، توفي 385 شخصاً أو ما يقرب من ثلاثة أرباعهم لأسباب لم توضحها السلطات القطرية ولم تحقق فيها حتى الآن.

وينتقد التقرير، الحكومة القطرية لفشلها في تنفيذ توصيات عام 2014 الخاص بحقوق العمال، وأشار إلى أن عدد الوفيات في قطر بسبب السكتة القلبية كان مرتفعاً، ودعا إلى نشر تحقيقات تتمتع بالشفافية، بما في ذلك إجراء إصلاح قانوني يسمح بإجراء فحوص ما بعد الوفاة في حالات الوفاة المفاجئة.

وفي العام الماضي قالت الحكومة القطرية إن 35 عاملاً لقوا حتفهم بسبب السقوط من الارتفاعات العالية، ويفترض أن يكون ذلك في مواقع البناء، ولكن هذا لم يأخذ في الاعتبار مئات الأشخاص الذين ماتوا بسبب النوبات القلبية.

وكشف التقرير أن 10 عمال في مشاريع كأس العالم توفوا بين أكتوبر 2015 ويوليو من هذا العام، من بينهم ثلاثة رجال في العشرينات من العمر، وهي حوادث غير مرتبطة بالعمل لأنها ناجمة عن السكتة القلبية أو فشل الجهاز التنفسي. ويوجد ما يقرب من مليوني مهاجر يقومون بالجزء الأكبر من العمل اليدوي في قطر، حيث يبلغ عدد السكان الأصليين، الأكثر ثراء في العالم في المتوسط بسبب احتياطيات البلاد من الغاز الطبيعي، نحو 300 ألف فقط.

ويعمل نحو 800 ألف عامل من دول جنوب آسيا الأكثر فقراً على مشروعات البناء الضخمة في البلاد، بما في ذلك 12 ألف مشروع يتوقع أن يرتفع إلى بناء 35 ألف استاد لكأس العالم. وخلال الأشهر الحارة، غالبا ما يكون العمال المهاجرون هم الأشخاص الوحيدون الذين يقضون وقتاً طويلاً خارج المباني والمركبات المكيفة في البلاد، كما جاء التقرير الأخير عقب احتجاج دولي على عدد العمال الذين يموتون في قطر.

Email