«البيان » تفتح ملف «حلف الأفاعي»

للدوحة.. يد تدعم «حماس» وأخرى تبني المستوطنات

ت + ت - الحجم الطبيعي

العلاقة الحميمة التي تجمع قطر بإسرائيل لا تقف فقط على تبادل الزيارات أو الدعم المتبادل بينهما سراً وعلناً في المحافل الدولية والقضايا السياسية التي تصل إلى حد التوسط في علاقات الأسرة الحاكمة والمتحكمة في الدوحة بل تمد إلى مجالات استراتيجية إذ يعلب تنظيم الحمدين أدواراً قذرة لمصلحة العدو الصهيوني.

وهي أدوار تطعن الشعب العربي في ظهره وبسكين صدئة، ولعل أهم ما يميز هذه العلاقة هو السخاء المالي والاستخباراتي القطري تجاه دولة الاحتلال، ففي عام 2014 نشرت إذاعة «صوت إسرائيل» تقريراً بعنوان: «هكذا تبرع أمير قطر بـ2.5 مليون يورو لمعاقي جيش إسرائيل».

وكشف التقرير أن الأمير القطري «الشيخ تميم بن حمد آل ثاني» اشترى منزلاً في الحي الثامن الراقي بالعاصمة الفرنسيّة باريس، من جمعية معاقي الجيش الإسرائيلي، رغم أن السعر أغلى من الثمن الأصلي بعشرات الأضعاف، وأضاف التقرير، أن الأمير دفع 2.5 مليون يورو تم تحويلها لحساب الجمعية الإسرائيلية في بنك «هبوعليم»، في تل أبيب.

كما كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية، أن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، تبرع بـ10 ملايين دولار لفريق كرة قدم إسرائيلي، كما وقع الطرفان اتفاقاً قطرياً إسرائيلياً لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعاً لإنتاج الألبان والأجبان اعتماداً على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية بوادي عربة، وبالاستعانة بالخبراء الإسرائيليين لمنافسة منتجات السعودية والإمارات التي تملأ المحال القطرية.

وفي مايو 2013 تم الإعلان عن بناء استاد الدوحة البلدي داخل الكيان الصهيوني حيث كانت كُلفة عملية البناء 6 ملايين دولار من أموال الشعب القطري، كما ضخت الحكومة القطرية استثمارات بملايين أخرى من الدولارات في مستشفى «هداسا» داخل إسرائيل، بينما كان حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق يشرف بنفسه على التعاون الإلكتروني الجديد مع الكيان الصهيوني.

بناء المستوطنات

ونشرت صحيفة الأهرام المصرية، وثائق تقول إن أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، دفع ملايين الدولارات لبناء مستوطنات جديدة في إسرائيل، وإنه كان على علاقات قوية بأعضاء منظمة «إيباك» أقوى جماعات الضغط على الكونغرس الأميركي التي تلعب دوراً بارزاً في تحقيق الدعم الأميركي لإسرائيل.

وفي أواخر عام 2016، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في ملحقها الاقتصادي تفاصيل العلاقات الاقتصادية التي تربط الدوحة وتل أبيب، وكشفت النقاب عن أن إسرائيل تصدر لقطر معدات خاصة بالصناعة العسكرية ويمثل ذلك 75% من إجمالي التصدير للدوحة، و20% متعلق بالماكينات والمعدات من أنواع مختلفة.

وأوضحت أن حجم التبادل التجاري بين قطر وإسرائيل بلغ في عام 2010 حوالي 2.8 مليون دولار، طبقاً لبيانات رسمية صادرة عن مكتب التصدير الإسرائيلي، وأكدت أن العلاقات التجارية بين البلدين تتم بشكل غير مباشر عبر دولة ثالثة هي تركيا وقبرص، حيث إن إسرائيل تبيع لقطر الماكينات والمعدات التكنولوجية، بينما تستورد تل أبيب المواد الخام لكونها دولة غنية بالنفط وخاصة البلاستيك الذي يعد محور استيراد تل أبيب.

وأشارت تقارير إعلامية في تل أبيب إلى أنه يوجد داخل قطر العديد من الشركات الأمنية الإسرائيلية التي تحمي آبار النفط، إلى جانب قيام الدوحة بدفع مبلغ 200 مليون دولار لشركات إسرائيلية، لتأمين مونديال كأس العالم 2020 الذي من المقرر أن تستضيفه الدوحة ومن بين هذا الشركات شركة «ريسكو» الإسرائيلية.

تمثيل في تل أبيب

وكشفت مصادر بارزة في المعارضة القطرية، أن هناك ممثلاً دبلوماسياً وأمنياً لقطر داخل تل أبيب وهو محمد العمادي، الذي أرسلته الدوحة إلى تل أبيب بحجة أن يكون وسيطاً بين إسرائيل وقطاع غزة لإعمار القطاع، وهو يقوم بدور سفير غير معلن للدوحة في إسرائيل، وكان العمادي، قد أجرى مؤخراً حواراً صحفياً مع موقع «واللا» أكبر موقع إخباري إلكتروني إسرائيلي، كشف خلاله لأول مرة بصورة علنية عن العلاقات الممتازة مع المسؤولين في تل أبيب.

وأكد فيه أنه على اتصال دائم بالمسؤولين الأمنيين في الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ومن بينهم منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة الجنرال يواف مردخاي، مشدداً على أن الدوحة تربطها علاقات وثيقة مع مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى وبالجهات الأمنية الإسرائيلية المختلفة.

في الأثناء، أكدت تقارير إسرائيلية وجود عدد من الخبراء والمستشارين الأمنيين الإسرائيليين في قطر يعملون ويتحركون بهويات غربية كالفرنسية والبريطانية والأميركية، إضافة إلى التنسيق اليومي بين المخابرات القطرية والموساد الإسرائيلي وهو التنسيق الذي بدأ منذ التسعينيات في إطار المتابعة المشتركة للملف العراقي آنذاك وبحسب المراقبين.

فإن ما خفي كان أعظم، إذ يعتمد النظام القطري في صفقاته وعلاقاته مع مراكز النفوذ في الغرب على عناصر إسرائيلية، وقد التجأ مؤخراً إلى عدد من الصهاينة المتشددين في الولايات المتحدة للتأثير في مواقف بعض الشخصيات والمؤسسات الحكومية وبعض وسائل الإعلام التي اتجهت نحو تبني وجهة نظر قطر في ما يخص أزمتها الحالية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

 

تطبيع رياضي

تعتبر الرياضة من أبرز بوابات التطبيع بين الدوحة وتل أبيب، ففي أبريل 2016 شارك منتخب كرة الطائرة الإسرائيلية في جولة قطر العالمية المفتوحة للكرة الشاطئية، حيث حطّ، الأحد 3 أبريل، اللاعبان الإسرائيليان شون فايغا وأريئيل هيلمان في مطار الدوحة بعد حصولهما على تأشيرة دخول إلى قطر في الأيام الأخيرة، علماً أن مسألة مشاركتهما في البطولة بقيت سرية لآخر لحظة.

وضمت البعثة الإسرائيلية التي حطت في مطار حمد الدولي في الدوحة، إلى جانب اللاعبين، كلاً من رئيس اتحاد كرة الطائرة الإسرائيلي، يانيف نيومان، والمدرب شاكيد حايمي.

ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية، عن مدير اتحاد الكرة الطائرة يانيف نيومان، قوله إن اشتراك المنتخب الإسرائيلي في الدورة، جاء بعد موافقة اتحاد كرة السلة في الدوحة ولجنتها الأولمبية. وأضاف أن إجراءات حراسة مشددة تحيط بأعضاء البعثة الرياضية الذين «قوبلوا بترحاب شديد في قطر» على حد تعبيره.

احترام وحفاوة

وفي أكتوبر 2016 كشف موقع المغرد الإسرائيلي الإلكتروني، عن مشاركة فريق الدراجات التابع لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في مباريات كأس العالم في سباق الدراجات الهوائية بالعاصمة القطرية، الدوحة. وقال الموقع المغرد الإسرائيلي إن الفريق تم استقباله «باحترام وحفاوة من القطريين ولم يتم تقييد حركة الرياضيين».

ونشر المغرد تغريدة جاءت على موقع أكاديمية الفريق قولهم «كإسرائيليين مولودين في الصحراء، شعرنا كأننا في وطننا في الصحراء القطرية في الدوحة». وذكر الموقع أنه من المعروف أن الهيئة الرياضية الدولية لبطولة كأس العالم تحتم على الدول التي تريد أن تستضيف المسابقات البطولية قبول جميع المتأهلين للمسابقات، بغض النظر عن السياسة.

وقال أحد المشاركين في الفريق الإسرائيلي، 21 عاماً، إنه لم يأبه لتطاول المغردين على إسرائيل والفريق في الشبكة وإن شعوراً عظيماً يغمره لأنه نجح بأن ينجز مهمة هامة. وكان موقع صحيفة الأهرام، قد نقل تجول الفريق في شوارع الدوحة، مشيراً إلى التطبيع الشعبي القطري مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

Email