أمل يلوح في الأفق بعد يأس القطريين من «الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار ظهور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني في وساطة الحجاج القطريين مع السعودية، قائمة من التساؤلات السياسية من ناحية التوقيت وإمكانية بروز نجمه سواء في إيجاد حل سياسي شامل للأزمة القطرية الخليجية في ظل حالة المكابرة والتعنت التي يمارسها تنظيم «الحمدين» الذي أغلق جميع منافذ الحوار ولم يترك أملاً لحل يلوح بالأفق. لم تقف تحليلات الخبراء عند هذا المستوى بل تناولوا إمكانية أن يكون بديلاً لتميم بن حمد، وأن يقود مسيرة الإصلاح والعودة إلى الحضن الخليجي.

وقال عضو مجلس النواب الأردني، محمد الحجوج إن المملكة العربية السعودية تتعاطى وتتعامل مع الأزمات بكل مرونة، واستقبالها للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني ينم عن حنكة سياسية، وكيفية نظرتها للأزمة بشكل شامل بعيدٍ عن التأزيم. وتحركه بالوساطة في ظل هذا التوقيت سيعمل على إثارة ردود فعل قطرية مختلفة تشكل ضغطاً على النظام القطري.

وأضاف: «من الاحتمالات الأخرى أن تكون قطر متفهمة ليكون وسيط خير لإعادة فتح ملف المفاوضات بشأن النقاط وخاصة مكافحة الإرهاب. فلا يمكن تجاهل أن الأزمة التي تعيشها قطر آخذة بالتفاقم وإيجاد حل سيكون السبيل لهم من الغرق. وجود مثل هذه الشخصية تقود مثل هذا التحرك سيفتح أبواباً من التحليلات».

خلافات داخلية

بدوره، أكد الخبير الاستراتيجي د. أيمن أبورمان أن ظهور مثل هذه الشخصية يثبت وجود خلافات داخلية في العائلة الحاكمة، وفي نهاية المطاف فإن الشعب القطري يبحث عن شخصية تقود قطر لتصل إلى شط الأمان، بدلاً من الانغماس في دعم التنظيمات الإرهابية واستهلاك الموارد القطرية في تنفيذ أجندات لا تخدم الشعب. هذه الشخصية ستشكل قلقاً للنظام القطري الحالي وخاصة في الاستمرار في رفضهم لمناقشة المطالب والانهيارات التي يشهدها نظامهم الاقتصادي وينعكس وجوباً على النظام السياسي.

يضيف أبورمان: «بالطبع فإن هذا البروز لعبدالله بن علي آل ثاني لم يكن عشوائياً. فهنالك مجموعة من المقومات التي ساعدته على ذلك، ومن أهمها علاقته الطيبة مع المملكة العربية السعودية وداخلياً له مؤيدون لا يمكن الاستهانة بحجمهم. في النهاية تحدي قطر لسياسة مجلس التعاون الخليجي لن يصب في مصلحتها وستشهد المزيد من الأزمات الداخلية التي ستنعكس على نظامها».

مدير مركز الثريا للدراسات، محمد جريبيع، يبين أن هذا التحرك لإيجاد وساطة بشأن الحج، يعكس رغبة الشعب القطري بتجاوز الأزمة التي يمر بها. ومن المحتمل أن يكون الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني قد اتفق مع العشائر القطرية على هذه الخطوة.

وبالطبع هذا يقلق ويوتر النظام القطري الحالي ويطرح تساؤلات عن مدى إمكانية أن يأخذ دور تميم بن حمد. دوماً المملكة العربية السعودية أكدت أن الأزمة هي أزمة مع النظام السياسي وليس مع الشعب القطري الشقيق. بالطبع الشعب القطري مدرك لهذه الحقيقة وله دور مهم في بقاء أو إسقاط النظام الحالي.

Email