خبـراء ومحللون: قطر تلعب على وحدة النسيج الاجتماعي الخليجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء ومحللون أن قطر لم تفهم الحكمة والمرونة من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب واعتبرتها تنازلات وحاولت الاستغلال والإساءة والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وأن تنظيم الحمدين تمادى كثيراً، وحذروا من أن تحالف قطر مع إيران وتركيا ضرب من الانتحار السياسي.

وقال نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، الدكتور خالد آل خليفة، خلال مشاركته في برنامج «ما وراء الخبر»، على تلفزيون البحرين، أن هناك محاولات جادة لحل الأزمة القطرية، لكن في الحقيقة أن البحرين لديها معلومات أكيدة عن التورط القطري الإيراني في زعزعة الأمن والاستقرار، من خلال ما قدمته قطر من دعم مادي ولوجستي وإعلامي للجماعات الإرهابية الذين أرادوا الاستيلاء على البحرين بكاملها، وهو ما يؤكد أن قطر لا تزال ترتبط بتاريخها الدموي الطويل والصراع بين ساستها وقياداتها، في حين أن البحرين لم تعرف مثل هذه الصراعات، بل وجهت كل إمكانياتها وجهودها للبناء والتطور وتأسيس حياة مدنية وإدارة حديثة، فيما الجانب القطري عاش تاريخاً طويلاً على التنازع والحروب، لذلك ليس مستغرباً على قطر اليوم أن تنتهج مثل هذه السياسات.

وأكد أن حكام قطر لم يستطيعوا فهم الحكمة والمرونة من قبل البحرين والسعودية والإمارات، واعتبروها تنازلات من قبلهم، ولكن هذه الحكمة كانت حفاظاً على وحدة الصف الخليجي والنسيج الاجتماعي بين شعوب الخليج العربي، وهو ما حاولت قطر استغلاله والإساءة والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، ولكن الحقيقة أن دولة بعمر قطر لا تستطيع الوقوف أمام دول عملاقة ذات تاريخ عريق.

عناصر ضعيفة

من جانبه وعبر اتصال هاتفي من الرياض، أعرب الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، سلطان البازعي، عن أمنيته أن تستغل دولة قطر النعمة التي حباها الله بها لتطوير الجوانب الحضارية والفكرية والاقتصادية، وتنمية شعبها على مختلف الصعد، مبدياً أسفه على كون كل هذه الاستثمارات تذهب إلى خارج مسارها وخارج مصلحة الشعب القطري. بل تكون وسيلة للتعدي وسفك دماء شعوب مسالمة في العالم، وما يؤكد أن من يديرون هذه السياسة عناصر ضعيفة وغير مدركين لأبجديات حكم الدول.

تنفيذ التعليمات

وعن الاستهداف القطري لمملكة البحرين، ومحاولات الدوحة زعزعة الأمن والاستقرار، أشار رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية في لندن، الدكتور عمر الحسن، إلى أنه «من المؤمل أن يعود حكام قطر إلى الحضن الخليجي، مضيفاً أن هذا النظام تمادى كثيراً، وأعني بذلك نظام الوالد حمد بن خليفة، أما النظام الحالي فهو ينفذ تعليمات ولا يستطيع أن يغير ما تم رسم خطوطه سابقاً، خصوصاً ما عمل عليه حمد بن جاسم طوال عقود».

وأكد أن على تميم بن حمد أن يتخلص من التركة الثقيلة لوالده ولحمد بن جاسم، وأن يفتح صفحة جديدة تجاه دول الخليج العربية، حيث إن النظام السابق أساء للخليج ولا تزال مفاصله تعمل في الدولة القطرية إلى اليوم.

ودعا الحسن الأمير تميم ومن معه من قيادات شابة أن ينتفضوا على التركة الثقيلة ويعودوا إلى الحضن الخليجي، لأن التحالف مع إيران وتركيا سيكون ضرباً من ضروب الانتحار السياسي، مؤكداً على وجوب أن تستغل الدوحة ما أنعم الله عليها من خير في تحقق السعادة والرفاهية والتوعية للشعوب وليس التآمر عليها، مضيفاً أن المال لا يبنى الدول ولا الأشخاص، إذ إن المال القطري اليوم ينفق على مجموعات إرهابية تستهدف أمن دول شقيقة، وهو ما سيكون له مردود سلبي على الدوحة في المستقبل القريب إذا استمرت في سياساتها العدوانية، معبراً عن أمله أن تعود قطر إلى الحضن الخليجي من خلال الوساطة الكويتية، لأن هذه العودة معناها مزيداً من التلاحم والازدهار وتحقيق الأحلام لمواطني دول المجلس.

Email