«حصان طروادة» الإرهاب لتهديد أمن الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتخذ التهديد القطري لأمن الخليج أبعاداً إستراتيجية من خلال تحالف الدوحة مع كيانات وجماعات إرهابية لا تؤمن بمفهوم الدولة الوطنية، وتتبنى العنف والإرهاب وسيلتين للاستحواذ على الحكم، ومن خلال تحول الدوحة إلى ملجأ أمن لتلك الأطراف المعادية وشعوبها، وتمكينها من التمويلات المطلوبة والدعم الإعلامي وأبواق التحريض، إضافة إلى الغطاء الشرعي عبر فتاوى دعاة الفتنة المرتبطين بمشروع المنازعة على السلطة والانقلاب على شرعية الأنظمة، الأمر الذي جعلها «حصان طروادة» احتشدت داخله التنظيمات الإرهابية في محاولة لتهديد أمن الخليج العربي.

كما أن تحالف الدوحة مع أنقرة زاد من حجم الخطر الداهم، بتحويل الأراضي التركية إلى مرتع للجماعات الإرهابية في ظل تنسيق قائم بين البلدين، حيث إن قطر تمضي بذلك إلى ضمان أكثر من ملجأ لحلفائها المتآمرين على دول الخليج والبلاد العربية، واتجهت الدوحة بحسب مراقبين إلى توفير منصات لدعم تلك الجماعات في بلاد الغرب، عبر تجنيد بعض وسائل الإعلام والمنظمات «الحقوقية» وجماعات الضغط السياسي ومراكز الأبحاث والدراسات وشركات العلاقات العامة، للعمل في اتجاهين: تشويه صورة الدول والأنظمة وتلميع صورة شبكات التطرف والإرهاب، فما يهم تنظيم الحمدين هو الظهور في مظهر من يقود التحولات الجذرية في المنطقة اعتماداً على شعار الفوضى الخلاقة، الذي لم يطف على السطح إلا بعد غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش،عندما ورد في تصريح وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس في حديث لها أدلت به إلى صحيفة الواشنطن بوست الأميركية في مايو 2005.

كما أن من معالم التهديد القطري لأمن الخليج الإستراتيجي، تبني الدوحة لمنظومات عقائدية مستوردة، ولشخصيات وكيانات وافدة بثقافة راديكالية في بعديها النفسي والاجتماعي إضافة إلى حساباتها السياسية المرتبطة بأجندات مناقضة لمصالح دول وشعوب الخليج بما فيها الشعب القطري الذي بات خاضعاً لتعليمات النائب الإسرائيلي الأسبق عزمي بشارة وفتاوى الإرهابي المصري يوسف القرضاوي وأبواق الإعلام الإخواني التخريبي ووقع أقدام الجنود الأتراك والمستشارين العسكريين والأمنيين الإيرانيين.

نقيض

ويرى المراقبون أن مجرد سعي قطر لأن تكون نقيضاً لدول الخليج العربية من حيث الثوابت والمبادئ والمصالح والرؤى والمواقف، يجعل منها دولاً مارقة عن الاجتماع الخليجي، ومعادية لمصالح مجلس التعاون، ومتآمرة ضد مفهوم الدولة الوطنية، مشيرين إلى أن تنظيم الحمدين يصرّ على تبني مشروع تخريبي واضح المعالم في المنطقة، حتى أن البعض يصف قطر بـ«إسرائيل الخليج» بمعنى أن تكون الدولة الصغيرة التي تهدد أمن جيرانها، وتدفع بهم إلى استنزاف طاقاتهم في تحصين أنفسهم من تهديداتها الدائمة لاستقرارهم، بما يخدم في الأخير أطرافاً أجنبية لا ترى في قطر إلا حصان طروادة المسرّج براية الإخوان لاقتحام حصون الخليج التي عمل أهلها على تحصينها ضد الدخلاء والعملاء والمرتدين.

Email