لافروف يرهن تقدم التسوية بفصل واشنطن بين الإرهابيين والمعارضة

الأسد ينزف في دير الزور وقواته تقصف لاجئي "الحدلات"

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكبّد الجيش السوري خسائر فادحة في دير الزور، وتواجه قواته هجوماً عنيفاً من تنظيم «داعش» في مدينة السخنة التي دخلتها قواته قبل أيام، بينما دفع قصف نفذه طيران النظام إلى موجة نزوح كبيرة وسط العائلات السورية العالقة في مخيم الحدلات الواقع في المنطقة الفاصلة، في وقت رهن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تقدم عملية التسوية بما أسماه فصل واشنطن بين تنظيمات الإرهاب والمعارضة.

وقال المسؤول الإعلامي في الجيش الحر سعيد سيف، إن قصف المخيم الذي لم يتسبب بوقوع إصابات أو خسائر بشرية، هو محاولة ضغط من قبل قوات النظام على فصائل الجيش الحر من أجل إخلاء مواقعها القريبة من المخيم، لا سيّما وأن قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية الموالية له خاضت يوم أمس معارك لاستعادة مواقع فقدتها لصالح جيش أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو التابعين للجيش السوري الحر، بعد أن انسحب منها جيش أحرار العشائر.

وأوضح سعيد أن الجيش السوري كان قد سيطر على كامل النقاط الحاكمة والمخافر الحدودية مع الأردن ضمن محافظة السويداء، وهي نقطة «المخفر الحدودي 154» ونقطة «المخفر الحدودي 143» وعدد من النقاط الحاكمة الأخرى في ريف السويداء الجنوبي الشرقي على الحدود الأردنية -السورية، بعد أن أخلاها جيش أحرار العشائر دون التنسيق مع فصائل الجيش الحر بالبادية السورية.

في الأثناء، قالت مصادر سورية ميدانية إن قوات النظام السوري استهدفت الأراضي المحرمة دولياً بالقرب من الحدود السورية الأردنية في محيط مخيم الحدلات، الذي يبعد حوالي 30 كيلومتراً من مناطق سيطرة المعارضة السورية.

وأضافت المصادر أن الطيران الحربي السوري شن في الأيام الماضية عدة غارات جوية استهدفت المناطق المحرمة دولياً قرب منطقة بادية الحماد قريباً من مخيم الحدلات المحاذي للحدود الأردنية. وقالت المصادر إن الطيران الحربي السوري استهدف أطراف ومداخل مخيم الحدلات بـ 4 غارات جوية وسط محاولات نزوح اللاجئين إلى الساتر الأردني وخارج المخيم خوفاً من تجدد القصف.

معارك القلمون

إلى ذلك، قتل ما لا يقل عن 10 عناصر من قوات النظام السوري، بينهم ضابط، جراء المعارك في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق. وبحسب مصادر ميدانية، إن فصائل الجيش الحر سيطرت على منطقة في القلمون الشرقي قرب البادية السورية بعد المعارك مع قوات النظام.

شروط تسوية

سياسياً، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن عملية التسوية في سوريا يمكنها أن تتقدم بشكل ملموس في حال نفذت الولايات المتحدة وعودها بالفصل بين المعارضة والإرهابيين.

وصرح لافروف، خلال منتدى «منبر المفاهيم»، في مقاطعة فلاديميرسك الروسية، أمس، «قبل حوالي عام تمكنا في المفاوضات مع جون كيري، وزير الخارجية الأميركي السابق، من الاتفاق على سياسة التسوية في سوريا، وأعتقد أن ذلك كان تقدماً حقيقياً، وفر التوافق الكامل في أعمال القوات الجوية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة».

وأعلن «إن الشرط الوحيد في هذه الاتفاقية كان التزام الولايات المتحدة بالفصل الواضح بين المعارضة التي تدعمها والإرهابيين»، موضحا أن واشنطن لو نفذت فعلا هذا الشرط، كانت العملية السياسية في سوريا تقدمت بشكل ملموس وجرت المفاوضات حول الدستور والتحضير للانتخابات.

Email