تقارير «البيان»

جهود سعودية جدية لإعادة العراق إلى حاضنته العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسارعت بشكل كبير الخطى الهادفة لترميم العلاقات السعودية- العراقية، التي ظلت دون المستوى المطلوب منذ احتلال العراق للكويت ومن ثم اعتلاء تيارات ذات علاقة وطيدة بطهران للسلطة في بغداد، وبحسب مراقبين فإن الرياض كلما اقتربت من بغداد فمن شأن ذلك أن يعمل على إضعاف النفوذ الإيراني، في بلاد الرافدين.

ويرى المراقبون أن السعودية بدأت منذ أشهر عدة على استعادة دولة العراق إلى حاضنتها العربية، وتجلت أحداث مظاهر هذا الجهد في استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخراً لمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري العراقي في الرياض، بجانب الزيارات المتواصلة للمسؤولين العراقيين إلى الرياض.

ولتعضيد التقارب الماثل بين البلدين قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار نعيم الكعود، إن المملكة العربية السعودية قدمت تسهيلات «مهمة وجدية» في منفذ عرعر الحدودي، مشيرة إلى أن جهود البلدين ستسهم في تطوير المنفذ.

ومضى عكود مؤكداً أن علاقات البلدين تمضي بوتيرة متسارعة، بعد الفتور الذي شهدته طيلة الفترة الماضية مشيراً إلى أن «مجلس محافظة الأنبار خصص في وقت سابق مبلغ مليار دينار لغرض تطوير منفذ عرعر الحدودي، لما له من أهمية كبيرة، خاصة في موسم الحج».

وأضاف أن «الجانب السعودي قدم تسهيلات مهمة وجدية في هذا المنفذ، من أجل إعادة العلاقات الطيبة بين البلدين»، لافتاً إلى أن «جهود البلدين ستسهم في تطوير المنفذ». وتابع الكعود، إن «طريق منفذ عرعر يحتاج في بعض أماكنه إلى تصليحات وترقيع من أجل انسيابية المرور»، لافتاً إلى «إننا نأمل أن يكون هذا الطريق وسيلة لإنعاش التبادل التجاري بين العراق والسعودية».

وفي السياق ذاته ذهب الكاتب الصحافي سالم الكتبي، الباحث في القضايا السياسية إن المملكة السعودية عملت منذ عدة أشهر على استعادة دولة العراق إلى حاضنتها العربية، وتحريرها من النفوذ الإيراني، وتجلت أحداث مظاهر هذا الجهد في استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخراً لمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري العراقي في الرياض.

مهمة صعبة

وتابع، في مقال نشرته صحيفة عكاظ السعودية: «لن تكون عملية استعادة العراق سهلة بطبيعة الحال بعد سنوات طويلة من الإهمال العربي، الذي ترك فراغاً استراتيجياً كبيراً استغلته إيران، ونجحت في اختراق العراق تماماً، وتمددت فيه، وسيطرت على مختلف قطاعات هذا البلد العربي العريق، حتى أصبح الإنسان العادي يعتقد أن العراق بكل ما يمتلك من بشر وموارد وتاريخ وقدرات إستراتيجية بات تابع لملالي إيران يتحكمون فيه كما يشاؤون!».

وأكمل: «لم يخطئ العرب وحدهم في حق العراق، فقد أخطأت القوى الدولية الكبرى أيضاً حين سمحت بتمدد النفوذ الإيراني في العراق، بل سلمته «هدية مجانية» إلى الملالي منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، حيث عاثت إيران فساداً هناك.

وحرصت على نسف أو استنزاف أو تعطيل كل مظاهر وموارد القوة الشاملة التي يمكن الاعتماد عليها في بناء عراق جديد، فقامت بتغذية الفتن الطائفية وتغيير التركيبة السكانية، وإحداث هندسة ديموجرافية جديدة في كثير من المناطق العراقية بما يسمح ببقاء النفوذ الإيراني، واستمرار هيمنة الملالي عبر أتباعهم ومواليهم من الساسة».

تشجيع

يرى مراقبون أن الجهد السعودي لاستعادة العراق يستحق كل تشجيع عربي، حيث يتسم بالجدية ومن دون تدخل مباشر في شؤون العراق، ويمضي وفق إطار يحفظ للعراق سيادته ووحدة شعبه، بعيداً عن الطائفية البغيضة التي عمقتها التدخلات الإيرانية

Email