نهاية عصـر «الجزيرة».. كتاب يرصد المسار المضطرب والمسيرة المشبوهة للقناة القطرية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد كتاب «نهاية عصر الجزيرة» من أبرز وأهم المؤلفات التي ترصد المسار المضطرب والمسيرة المشبوهة لقناة «الجزيرة» القطرية اعتماداً على دراسات وتقارير صحافية ترجمها الباحث السعودي د. حمد العيسى عن عدد من الباحثين والكتاب والصحافيين العرب والأجانب الذين نشروها باللغة الإنجليزية، وهم رون ساسكايند، أندرو تيريل، محمد أوحمو، ألكسندر كوهن، كريستوف رويتر، غريغور شميتز، كليف كينكيد، أيمن شرف، ديفيد كيرباتريك، ويليام أسانج وعبدالله شلايفر.

أهمية الكتاب تكمن في أنه قدم رصداً لمواقف ورؤى حول القناة، صادرة عن أقلام أغلبها أجنبي، بحيث لا يمكن التجريح فيها، أو حسبها على تيارات سياسية أو جهات حكومية عربية، كما أن أغلب هذه المواقف صدر في صحف وكتب ومواقع غربية بالأساس قبل أن ينكشف دور الجزيرة التخريبي على نطاق واسع في المنطقة العربية.

ويتضمن كتاب «نهاية عصر الجزيرة» الصادر عن دار «مدارك» للنشر، 16 فصلاً مطولاً وفيه 10 ملاحق وثائقية مهمة تتضمّن تأثيرات معلومات مهمة عن قضية يسري فودة والتسريبات التي أدت من خلال استغلاله لإلقاء القبض على قادة تنظيم «القاعدة» من منفذي 11 سبتمبر، فضلاً عن الفضيحة التي فجرها موقع «ويكيليكس» وكيف أدت إلى استقالة وضاح خنفر، مع الأسباب الحقيقية لاستقالات الإعلاميين المصريين من (الجزيرة).

4 أقسام

وينقسم الكتاب إلى 4 أقسام، القسم الأول بعنوان: «تفكيك قناة الجزيرة» وكشف فيه عبر تحليلات المختصين أهداف القناة التي قد تكون غير معروفة للبعض، والقسم الثاني بعنوان «ويكيليكس تنهي عصر الجزيرة»، وأثبت فيه بالوثائق التي لا تقبل الشك التنسيق الحميم بين «الجزيرة» و«الاستخبارات العسكرية الأميركية»، والقسم الثالث بعنوان: «الجزيرة والقاعدة».

وكشف فيه نقلاً عن تحقيق استقصائي أميركي موثوق أيضاً كيف تسرّبت عمداً من (الجزيرة) معلومات كان يفترض أن تكون «سرية للغاية» بحسب ميثاق الشرف المهني لـلقناة نفسها، ما ساعد الولايات المتحدة على إلقاء القبض على مخططي هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، والقسم الرابع حول المخاطر التي تتهدد هوية واستقرار المجتمع القطري العربي بسبب السياسات الخاطئة للدولة.

تفكيك «الجزيرة»

وفي الفصل المعنون بـ«تفكيك قناة الجزيرة: كيف تستفيد أميركا من قناة الجزيرة؟» ينقل كتاب «نهاية عصر الجزيرة» عن البروفيسور أندرو تيريل الباحث المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب للجيش الأميركي قوله: «إن الكثير من الأميركان يعتقدون أن قناة الجزيرة هي زعيمة الأوغاد المعادين للسياسة الأميركية المعاصرة.

وقد اتُّهمت هذه المحطة في أوقات مختلفة بكونها بوقاً لزعيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن، وغير مبالية بخسائر الولايات المتحدة في الحروب، ومستعدة للعثور على دوافع سيئة في كل شيء تفعله أميركا تقريباً في المنطقة، العديد من التهم ضد قناة الجزيرة مبالغ فيها».

ويردف الكاتب الأميركي: «في الواقع هناك جانب إيجابي ومفيد جداً للولايات المتحدة، فمن خلال السماح لقناة الجزيرة بالعمل بحرية غير مسبوقة، فإنّ دولة قطر الصغيرة يمكن أن تتخلص ظاهرياً من تهمة كونها حليفة للولايات المتحدة في المنطقة العربية، لقد استخدم القطريون هذه الحيلة الماكرة ليصبحوا حليفاً جديراً بثقة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وهذا أمر مهمّ للغاية، لأنّ اثنتين من القواعد العسكرية الأهمّ لدينا في المنطقة تقعان على الأراضي القطرية: قاعدة العديد الجوية، ومعسكر السيلية الذي يعتبر بمثابة مقر متقدم للقيادة المركزية الأميركية الوسطى، السماح لمثل هذه القواعد العسكرية الحساسة بالعمل خلال الحربين الأفغانية والعراقية كان مكروهاً بشدة في العالم العربي.

ولكن القطريين نجحوا في مواجهة الضغوط الخارجية ومساعدة الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها العسكرية بفضل حماية قناة الجزيرة المعنوية والسيكولوجية وما توفره لأمير قطر من شهادة حسن السيرة والسلوك أمام الجماهير العربية المتطلعة للحرية التي تقدمها الجزيرة.

وإضافة إلى ذلك، أصبح على نقاد دور قطر الجديد الموالي لحروب أميركا، وهم من خصوم الولايات المتحدة أن يفهموا حقيقة أنهم سيعارضون دولة يمكن أن تدافع عن نفسها سياسياً بقوة وعنف عبر الجزيرة التي تصل إلى أكثر من 50 مليون نسمة».

ويضيف أندرو تيريل: «إضافة إلى استعدادها لتحقيق مصالح الولايات المتحدة، فإن قطر أصبحت أيضاً دولة رئيسة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتسعى إلى حل معتدل وهو دور كان سيكون صعباً دون الحماية المعنوية والسيكولوجية التي توفرها قناة الجزيرة لساسة قطر كما ذكرنا آنفاً، وبدأت قطر بعلاقات تجارية مع إسرائيل منذ 1996.

وهي السنة ذاتها التي تأسست فيها القناة، وقاومت قطر لاحقاً بنجاح طوال سنوات ضغوطاً قوية لقطع تلك العلاقات بفضل قناة الجزيرة، ولذلك ساند الإسرائيليون ترشيح قطر لتصبح عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة استجابة لطلب علني للدعم وجهته الدوحة لتل أبيب.

كما أثنى القطريون كثيراً على قرار إسرائيل سحب قواتها من غزة، وأعلنوا أن الوقت أصبح مناسباً لتحسين العلاقات العربية الإسرائيلية، وصرح وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن الحكومات العربية بحاجة إلى التحدث وجهاً لوجه مع الإسرائيليين، والتخلي عن مقولة إن إسرائيل هي العدو، تماماً كما فعلت قطر».

بوق للفاشيين

ويورد الكتاب ترجمة لمقال للكاتب المغربي محمد أوحمو، نشر بتاريخ 13 سبتمبر 2013 على موقع (المغرب أخبار العالم) الإنجليزي، جاء فيه: «لسنوات عدة حظيت قناة الجزيرة باحترام على نطاق واسع بسبب تقديمها تغطية مهنية للأحداث في جميع أنحاء العالم.

وأصبحت الجماهير لفترة طويلة تنظر إليها كصوت من لا صوت لهم ومنبر المضطهدين والمظلومين الذين لا يستطيعون توصيل أصواتهم لقنوات، مثل البي بي سي والسي إن إن».

ولكن في السنوات الأخيرة، تحولت «الجزيرة» بوضوح فاضح من قناة مستقلة إلى أداة لخدمة أهداف وزارة الخارجية القطرية، وتحولت إلى بوق بروباغندا غير رسمي لجماعة فاشية كجماعة الإخوان تسبب هذا التغيير في الأهداف والاستراتيجيات لقناة «الجزيرة»، لتصبح من بين القنوات الأقل مشاهدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد تربعها على المرتبة العليا لمدة عشر سنوات.

وعلى الرغم من أن جميع الدراسات التي أجريت أخيراً، تبين أن قناة الجزيرة خسرت بجدارة جماهيريتها في العديد من البلدان العربية، إلا أنه يبدو أن إدارتها تعيش في «حالة إنكار» ولذلك تواصل «الجزيرة» الإشارة إلى استطلاعات ودراسات وهمية، لا بل غير موجودة ولم تحدث مطلقاً تصنف القناة على أنها الأكثر مشاهدة في بلدان الشرق الأوسط.

فعلى سبيل المثال، بثت القناة في أوائل يناير 2013 تقريراً يزعم أن معهد «إبسوس» الفرنسي لأبحاث السوق أجرى دراسة كشفت أن «الجزيرة» كانت القناة الأكثر مشاهدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولكن ثبت لاحقاً أن التقرير المزعوم كان مجرد خدعة، لأن إدارة معهد «إبسوس» نفت إجراء مثل هذه الدراسة واتهمت «الجزيرة» بالفبركة.

يضيف أوحمو: «على الرغم من كشف كذب الجزيرة، إلا أنها واصلت ممارساتها المشينة عندما أشارت لدراسة غير موجودة أخرى أجرتها مؤسستان إعلاميتان في فرنسا إلى أن قناة الجزيرة هي القناة التلفزيونية الأكثر مشاهدة في العالم العربي. ولكن وكالة الصحافة الفرنسية حققت في مزاعم قناة الجزيرة واكتشفت أن المؤسستين الفرنسيتين المزعومتين لا وجود لهما مطلقاً من الأساس!».

وتتعامل «الجزيرة» مع التقارير الأخرى التي لا تصنفها من بين القنوات الأعلى مشاهدة كما لو كانت غير موجودة. فعلى سبيل المثال أجرت جامعة «نورث وسترن» دراسة بعنوان «استخدام وسائل الإعلام في الشرق الأوسط: دراسة لثماني دول» كانت نتائجها غير مبهجة لإدارة «الجزيرة».

ووفقاً لهذه الدراسة، فإن مشاهدي القناة في مصر كانوا 20 في المئة فقط، وينخفض المعدل لأكثر من ذلك في بلدان، مثل تونس 9 في المئة ويصل إلى القاع في البحرين عند 4 في المئة.

ويردف الكاتب المغربي: «عندما أجريت معظم الدراسات المذكورة أعلاه، لم تكن ثورة 30 يونيو 2013 المصرية التي قضت على الفاشية الدينية للإخوان قد وقعت. ولكن بالرغم من ذلك، كان من اللافت أن العديد من المصريين كانوا مدركين تماماً حقيقة الجزيرة قبل تلك الثورة، وعَبَّروا في الاستطلاعات عن سخطهم لتغطية الجزيرة المنحازة للأحداث التي تجري في بلدهم.

فبدلاً من تغطية الأحداث بحيادية ومهنية كما في سيرتها الأولى، اختارت أن تتحول إلى بوق بروباغاندا لجماعة لإخوان، ولذلك، يمكن وصف تغطية الجزيرة للأحداث في مصر بأي وصف باستثناء مهني».

وتخلت الجزيرة ببساطة عن شعارها الذي كان سبب شهرتها وجماهيريتها «الرأي والرأي الآخر»، وتحول الشعار إلى «الرأي الواحد فقط».

لقد توقفت تقريباً عن استضافة السياسيين والمتخصصين من أصحاب الآراء المتعارضة، وأصبحت تبث فقط آراء الأشخاص الذين يتحدثون باسم جماعة الإخوان كما أصبحت تضيق بالمشاهدين المصريين الذين يتصلون بالقناة للتعبير عن دعمهم للجيش في مواجهته ضد التنظيم الإخواني وتقطع الاتصال بلا أي تفسير.

سري للغاية

في فصل آخر، وتحت عنوان «سري للغاية: من سرب معلومات يسري فودة إلى المخابرات المركزية الأميركية؟»، نقل كتاب «نهاية عصر الجزيرة» عن عن كتاب رون ساسكايند «مبدأ الواحد في المئة»، الصادر عن «سايمون آند شوستر للنشر» أن قادة قطر هم من سربوا المعلومات التي كانت في حوزة يسري فودة الذي كان يعمل في (الجزيرة) عام 2002، وهي عن قادة «القاعدة» في باكستان، وأدت إلى القبض عليهم وتحديداً خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة.

وفي نص تقرير سرّي للصحافي الأميركي عن رئيس المخابرات الأميركية وفقاً للكتاب يقول: وصل جورج تينيت إلى اجتماع 5 مساء اليومي في مقرّ «سي أي آي»، ودخل القاعة بحماس واندفاع.

وقال تينيت بينما كان كبار موظفي «سي أي آي» يدخلون القاعة ويجلسون على مقاعدهم: «سأتكلم أنا أولاً اليوم»، وهكذا تمّ تغيير البروتوكول المعتاد للاجتماع اليومي، ليتحدّث تينيت أولاً قبل مدير مركز مكافحة الإرهاب في «سي أي آي»، وأضاف تينيت بثقة: «ما لدي اليوم سيكون البند الأهمّ الذي سنناقشه».

كان الاجتماع في منتصف يونيو 2002، وبعد أن تأكد تينيت من وصول الجميع وجلوسهم في كراسيهم، قال: «كما تعلمون، كانت لدينا خلافاتنا مع صديقي الأمير»، ثم أضاف: «ولكنه اليوم قدّم لنا هدية مدهشة، ولعل المثير في الأمر أن يسري فودة قدم في اليوم ذاته المعلومات التي طلبها من حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجزيرة وفق ملاحظة أوردها صاحب كتاب نهاية عصر الجزيرة في الصفحة 238، ما يعني أن المعلومات طارت إلى واشنطن في اليوم ذاته».

ويواصل رون ساسكانيد نقلاً عن رئيس المخابرات الأميركية أنه سرد الحكاية الطويلة والحلوة، وهو يستمتع بتلاوتها، إنها حكاية اجتماع يسري فودة مع كبار قيادات القناة القطرية، عن لقائه مع خالد ورمزي، مع كلّ التفاصيل المهمة بما في ذلك معلومات رئيسة كالموقع التقريبي للمبنى ومن كان هناك، وطبيعة المعلومات التي كشف عنها خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة.

بما فيها الخطة الملغاة لضرب منشآت نووية في الولايات المتحدة، وكانت لدى فودة فكرة جيدة عن موقع الشقة في كراتشي، ورقم الطابق الذي توجد فيه، واختتم تينيت الحكاية بتعبيره الأثير: وبعبارة أخرى، لقد عثرنا على ابن الـ…..

ونوقشت في محادثة الأمير مع تينيت شروط الأمير حول كيفية تعامل «سي أي آي» مع المعلومات، حتى لا تتهم (الجزيرة) بتسريبها، كما قال لي شخص كان في الاجتماع.

جو احتفالي

وبسرعة ساد جو احتفالي في قاعدة الاجتماع، وكما قال لي والقول للصحافي الأميركي رون ساسكانيد مسؤول في «سي أي آي» حضر ذلك الاجتماع: «لقد كانت تلك حكاية جورج ورواها بطريقته الخاصة، وكان يحب أن يوصلها لنا بأسلوب مضخم، وكلنا أحببنا أن يكون قادراً على القيام بذلك، وكانت تلك أفضل معلومات استخبارية تصلنا عن القاعدة حتى تلك اللحظة».

ووفقاً للصحافي الأميركي، فإن تينيت على أية حال، لم يكن من كوادر «سي أي آي» القديمة، ولم يتدرّب على التجسّس والاستجواب وأساليب جمع المعلومات الاستخبارية، لقد كان سياسياً ورئيساً لموظفي أحد كبار أعضاء الكونغرس، وصعد إلى الأعلى في اللحظة المناسبة بعدما أعجب به الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وأوصله إلى القمة.

وطُرحت بعض الأسئلة خلال الاجتماع: «هل كان الأمير يفعل هذا ليغيظ جيرانه السعوديين الذين زعم أنهم حاولوا اغتياله قبل عدة سنوات، ولم يكونوا يتعاونون جيداً مع العديد من مطالب الولايات المتحدة؟ وهل كان يحاول كسب ودّ أميركا بالرغم من حقيقة تدميرها مكتب محطته في كابول، أو بسبب تدميرها؟ وهل أدّى استعمال القوة، في هذه الحالة، للنتيجة المرجوة؟ أولئك الذين يؤمنون بأهمية القوة قالوا: نعم».

ثم عاد بروتوكول الاجتماع المعتاد وتحدث مدير مكافحة الإرهاب في «سي أي آي» عن تقرير التهديد «Threat Report»، وتلاه هانك الذي قدّم موجزاً عن الوضع في أفغانستان ومن ثمّ رولف عن مبادرات أسلحة الدمار الشامل، ثم فيل العصبي عن المصفوفة العالمية «Global Matrix».

ثم بدؤوا يناقشون بحماس المهام الحساسة القادمة على أساس هدية الأمير وستبدأ على الفور وكالة الأمن القومي المختصة بجمع المعلومات المرسلة عن طريق أنظمة الاتصالات المختلفة وتحليلها، في تغطية مناطق معينة من كراتشي، ويجب على رؤساء محطة «سي أي آي» في باكستان البدء بالتخطيط لاستراتيجية المعلومات البشرية، يمكن تركيز جميع جهود عمليات مركز مكافحة الإرهاب الآن على كراتشي.

وينبغي إعطاء من يستجوبون القيادي في «القاعدة» زين العابدين محمد حسين المكنى بأبي زبيدة سلاحاً جديداً، وهو القدرة على مفاجأته بصورة غير متوقعة بمعلومات جديدة، وهو أنهم يعرفون مكان وجود «مختار» لقب خالد شيخ محمد، وابن الشيبة.

ومن ثم ملاحظة ما إذا كان الأسير قد يملأ لهم من دون قصد بعض الفجوات المعلوماتية، هذه هي الطريقة لجمع بعض أفضل المعلومات: «أن يقول الأسير شيئاً يعتقد أنّ المحققين يعرفونه بالفعل»، وأخيراً قال تينيت للحضور: «لا أحد منكم سينام»، وأضاف: «سنضيّق عليهم الخناق».

 

 

Email