خبراء وأكاديميون في حلقة الحبتور من «حوار صريح»:

الإجراءات نجحت في كبح دعم قطر للإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع الأكاديميون والخبراء والإعلاميون الذين شاركوا في الحلقة الرابعة من «حوار صريح»، الذي ينظمه مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، رجل الأعمال خلف أحمد الحبتور، على أن إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أفلحت في وقف دعم الدوحة للجماعات الإرهابية، فقلّت العمليات في العراق ومصر.

وتكاد تكون انعدمت في ليبيا، بينما استطاعت قوات التحالف العربي في اليمن تحقيق انتصارات كبيرة بشكل شبه يومي خلال الستين يوماً الماضية، مؤكدين أنه لا خيار أمام قطر التي انكمشت بعد الإجراءات إلى الداخل وباتت في موقع المدافع، غير الرضوخ لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وكف يدها عن إيذاء جيرانها.

مشددين على أنه لا تسامح مع الإرهاب والإرهابيين الذين سفحوا الدماء وخربوا المنطقة، وأكد المشاركون في الحلقة، التي ناقشت على غير العادة «الأزمة الخليجية القطرية.. الأبعاد والحلول»، على أن الدوحة تتبنى مشروعاً تخريبياً يتماشى مع تفكير جماعة الإخوان الإرهابية، ويتماهى تلقائياً مع مخطط تقسيم وتشتيت الأمة العربية.

وسعت منذ اعتلاء حمد بن خليفة الحكم فيها إلى استهداف حكومات منطقة الخليج العربي بلا استثناء، بل مؤامراتها تعدت المنطقة إلى خارجها، مصدّرة الموت والدمار والخراب دون مراعاة لروابط الدم والأخوة والجغرافيا مشددين على دول مكافحة الارهاب لن تغفر اساءات الاعلام القطري للرموز الخليجية.

لا مساومة

وفي فاتحة الجلسة، شدد خلف الحبتور على أنه لا مساومة مع الإرهاب وداعميه، مؤكداً أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وتعدادها عشر دول، لا تستهدف الشعب القطري الشقيق، ولا تنطلق من مبدأ كراهية لقطر، وإنما من مبدأ حبها للسلام والخير للجميع، وحرصها على أمن مواطنيها ورفاهية عيشهم، مشيراً إلى أنه ولد في الإمارات التي لا تعرف التفريق بين الناس باللون أو العرق أو الدين، والجميع يعيش فيها سواسية، تسعى إلى الخير بين الناس وتعمل له.

وقال الحبتور إن ما نشر في وسائل الإعلام أخيراً كشف مدى الدعم الذي تقدمه قطر للإرهاب والإرهابيين، وصدمت المعلومات المنشورة كثيراً من الناس الذين لم يكونوا على دراية بالدور القطري، وكشفت عن حبل الصبر الذي مده قادة دول التعاون الخليجي لها، وصبرهم عليها لا من ضعف، وإنما من باب الأمل بأن تصحوا الدوحة وتفيق وتعود إلى حاضنتها العربية والخليجية.

ومضى الحبتور إلى القول: «غير أن الأمر استمر واستفحل، 20 عاماً وقادتنا يحاولون ويسعون مع حكام قطر بالحسنى، ويمنحونهم الفرصة تلو الأخرى عسى أن يتراجعوا، ولكن مع الأسف لم يحدث ذلك، ولأن الإرهاب مرض وجرائم، ولا مجاملة مع الإرهابي ولو كان ابناً لك أو شقيقاً، لا يمكنك أن تجامله على دماء الناس وأرواحهم، أي إرهابي يضرب أرض الإمارات أو أي دولة عربية يجب أن يحاسب».

وأضاف الحبتور: «يجب على الجميع عدم الإمساك بالعصا من المنتصف في هذه القضية، سواء كان ذلك على مستوى مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية بشكل عام، الموقف يجب أن يكون إما مع دعم الإرهاب أو مع مكافحته، لأن هذه القضية لا تحتمل الوقوف على الحياد».

وأضاف: «يجب أن نكون واضحين جداً في هذا، نحن ضد الإرهاب، ومن يدعم الإرهاب هو عدو لنا، كل من ارتكب جرماً يجب أن يعاقب وتنزل عليه أشد العقوبات»، وأردف: «هذا لا مجاملة ولا مساومة ولا حديث فيه».

ودعا الحبتور، في الوقت ذاته، حكام قطر إلى الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبوها، وأن يذهبوا إلى الرياض لتقديم اعتذارهم، ويتعهدوا بعدم تمويل الإرهاب، و«يستغفروا الله على ماضيهم».

انخفاض العمليات الإرهابية

ولفت إلى انخفاض العمليات الإرهابية في العراق ومصر واليمن التي بدأت تشهد انتصارات كبيرة على جميع خطوط القتال وتقدم القوات المسلحة اليمنية وقوات التحالف العربي، عازياً ذلك إلى انخفاض ما سماه «الفيول» القطري الذي كان يصل كالسم إلى تلك المجموعات الخارجة.

وقال الحبتور: «إن المال القطري ظل كما السم يدفع لهؤلاء الناس لتنفيذ عملياتهم»، مؤكداً أن الدعم القطري للإرهاب والجماعات الإرهابية الآن توقف تماماً، لأن الداعمين للإرهاب الآن يريدون أن يحفظوا أموالهم أكثر مما يدفعون للآخر الإرهابي، وهذا من ثمرات الإجراءات التي اتخذت.

واستطرد الحبتور، مشيراً إلى تقرير وكيل وزارة الخزانة الأميركية السابق لشؤون الإرهاب ديفيد كوهين الذي أصدره في عام 2014، والذي أكد فيه أن قطر منحت حصانة للمواطنين القطريين الذين فرضت عليهم أميركا والأمم المتحدة عقوبات بتهمة تمويل الإرهاب.

ومن بينهم خليفة السبعي وعبد الرحمن النعميمي المتهم بحسب تقرير كوهين بنقل مليوني دولار شهرياً إلى تنظيم القاعدة و250 ألفاً إلى حركة الشباب الصومالية الإرهابية، وأضاف الحبتور: «حتى الصومال التي يعاني أهلها الفقر والجوع لم تسلم من تمويلات قطر للإرهاب فيها».

وزاد متحسراً: «يدعمون حركة إرهابية في الصومال لتقتل الأطفال وتختطف النساء وسبيهن». واستشهد خلف الحبتور بالبرقية الدبلوماسية التي وقّعتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في عام 2009 التي أشارت فيها إلى أن التعاون القطري في مكافحة الإرهاب هو الأسوأ في المنطقة والعالم.

وشدد الحبتور على أن إجراءات مكافحة الإرهاب لا تستهدف الشعب القطري الذي وصفه بأنه «منا وفينا»، مشيراً إلى أن عائلة آل ثاني نفسها فيها الكثير من الخير والخيرين، وهي مكان احترام وتقدير، وفيها عدد كبير من أبنائها لا مقارنة بينهم والطرف الحاكم باسمها الآن في قطر الذي تسبب في هذا الضرر للمنطقة»، معبراً عن أمنياته أن لا تطول إجراءات المقاطعة حتى لا تؤثر في إخواننا وأهلنا في قطر، وأن تحل الأزمة في أسرع وقت ممكن، ودعا الحبتور إلى فصل المسار السياسي والدبلوماسي عن القانوني.

مشيراً إلى ضرورة أن يتم إعداد ملفات بالوثائق والبيانات التي توافرت عن الدعم القطري للإرهاب، وتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية، حتى ينال المجرم عقابه على ما اقترفت يداه، مشيراً إلى قضية ملسوفتش التي تحاكم فيها جرائمه.

مؤكداً ضرورة عدم حساب الأزمة مع قطر بالأيام أو الشهور ولا حتى الساعات، وقال: «هناك إرهابي يجب أن يحاكم ويعاقب على ما اقترف من جرائم»، لافتاً إلى الجرائم التي وقعت في ليبيا ومصر والبحرين والإمارات والكويت والسعودية، مضيفاً: «حكام قطر لم يتركوا بلداً لم يؤذوه»، وأضاف: «أتوقع أن تقدم الملفات المتكاملة القانونية إلى الجهات الدولية لمعاقبة المجرم الإرهابي».

وقال: «يكفي العذاب الذي تعذبناه، ويكفي الهم الموجود في العالم العربي»، وزاد: «كم أرملة وكم أم الآن تبكي أطفالها ورجالها، كم ضابط الآن في مصر امتدت إليه أيادي الإرهاب، سواء كان ذلك في سيناء أو القاهرة وغيرها من المدن المصرية»، مطالباً بالتركيز على من هو المجرم وتقديمه للعدالة.

مؤكداً أن هذا المسار سيقصر تطاول الزمن الذي يمكن أن تستغرقه الأزمة، وأنه سيعطي الحق لأهله،مؤكداً على أن اقتصاد الامارات لم يتأثر بالازمة.

مؤامرات قطرية

في الحلقة النقاشية ذاتها التي شارك فيها كوكبة من رموز الإعلام والفكر والمسؤولين في العالم العربي، على رأسهم المحلل السياسي ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام العقيد ركن متقاعد بالجيش الكويت د. فهد الشليمي، ورئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد الجار الله، ورئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» فيصل جلال عباس، وأستاذ العلوم السياسية د. عبد الخالق عبد الله، ومدير مكتب قناة العربية في دبي د. عبد الله المطوع، والإعلامي الإماراتي طارق الزرعوني، أول مذيع خليجي في قناة «الجزيرة»، ومؤلف كتاب «وحيداً في الجزيرة».

قال الجار الله إن قطر ظلت تغرد خارج السرب منذ ظهور حمد بن خليفة في المشهد، لافتاً في هذا الصدد إلى واقعة القمة الخليجية التي انعقدت في الدوحة لمناقشة احتلال العراق للكويت التي أصر فيها حمد على عدم مناقشة موضوع الكويت، إلى حين حل قضية جزيرة «فشت الدبل» مع البحرين.

وهو الأمر الذي جعل الراحل الملك فهد بن عبد العزيز يستشيط غضباً،وقام بالتوبيخ الشهير لحمد، مشيراً إلى أن قطر ظلت عشرين عاماً تصدر البلاء والأذى لدول الخليج والمنطقة، لافتاً إلى أن حمد جاء إلى قطر بنفس مختلف فيه روح «قذافية».

مؤكداً أن تلك الروح تجلت بعد اكتشاف الغاز في قطر وارتفاع دخلها من مليار إلى 60 مليار دولار، فارتفعت روح حمد العدائية تجاه السعودية وعمل لإيذاء الإمارات والبحرين، والكويت،وقال: «لولا نزع الحكم من مرسي، لشهدت منطقة الخليج أعمالاً تخريبية إخوانية بتمويل قطري، وآذت المنطقة كثيراً».

لا استهداف للقطريين

وذهب أستاذ العلوم السياسية د. عبد الخالق عبد الله في الاتجاه ذاته، مشيراً إلى أن قطر لولا إجراءات المقاطعة لم تكن سترتدع أبداً، مؤكداً أن الإجراءات التي اتخذت، اتخذت لحب الإمارات والدول الداعية لمكافحة الإرهاب للسلام لا من باب كره قطر.

مشيراً إلى أن النظام القطري كان معروفاً لدى الجميع بتمويل الإرهاب ودعم الجماعات الخارجة على أنظمة دولها لزعزعة الاستقرار فيها، فهي تجمع المتناقضات في سبيل تحقيق مشروعها والاستمرار في نهجها المخالف، والآن انكشف القناع واتضحت الجريمة.

وقال المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر إن ما حدث في 30 يونيو إنقاذ حقيقي للأمة العربية، مثمناً دور دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في هذه الثورة.

وتابع أبو بكر، خلال كلمته، إن السياسات القطرية الداعمة للإرهاب جعلت المشهد المصري خلال العامين ونصف العام الماضيين أكثر حزناً وألماً على فراق خيرة شباب مصر نتيجة مواجهة الإرهاب.

وتساءل أبو بكر: «هل الإسلام والعروبة أن يقتل المسلم أخاه المسلم؟»، لافتاً إلى التسجيلات الصوتية لضباط بالمخابرات القطرية بجماعات إرهابية في مصر لإعطائهم أموالاً لقتل المصريين، لم تنفها قطر حتى الآن.

من ناحيته استعرض طارق الزرعوني تجربته في قناة الجزيرة والدور المشبوه الذي قامت به قطر عبرها في ايذاء السعودية والعديد من الانظمة العربية ، كما تحدث العقيد الركن المتقاعد بالجيش الكويتي د. فهد الشليمي عن دور قطر التخريبي ومآلاته ومحاولتها لزعزعة استقرار المنطقة.

Email