«ذا ناشيونال إنترست»: قطر تخاطر بلعبة سياسية جبانة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الباحث السعودي نواف عبيد أن الدول الداعية لمكافحة تمويل الإرهاب محقة في مسار تعاملها مع الدوحة للضغط عليها بهدف إنهاء دعمها لجماعة الإخوان، عبر مطالب تستند إلى محاولة إقناع القطريين بمكافحة التطرف والإرهاب.

ويقول الكاتب في تقريره على موقع «ذا ناشيونال إنترست»: في الوقت الذي يتم حث الحكومة القطرية على قبول هذه المطالب، فإن القضية الخلافية المركزية تتمثل بدعم قطر لجماعة الإخوان، إذ لا يخفى على الدول المقاطعة ما أثبتته تجارب العديد من الحكومات الإسلامية منذ أمد بعيد، فـ«الإخوان» حركة ترتبط بالعنف السياسي والإرهاب المتطرف، ولا يسعها تقديم شكل مستدام للحكم، والأسوأ من ذلك أنه ليس بجعبتها سوى القليل من البرامج الاجتماعية والاقتصادية.

يضيف الخبير السعودي إن للأزمة الراهنة بعداً جيوسياسياً وتاريخياً ودينياً، حيث إن قطر دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة (تقل نسبة المواطنين القطريين عن 10% من إجمالي عدد السكان) وقد شعرت، ومنذ أمد طويل، أنها مجرد دولة صغيرة.

فشل الجماعة

وبعد عقود من تأسيس جماعة الإخوان عام 1928، وانتشارها عبر فروع تابعة في كل من تونس والمغرب وسوريا والأردن وفلسطين وغيرها، ثبت أن أعضاءها غير قادرين على العمل بنجاح، ولا حتى بشكل سلمي ضمن النظم السياسية السيادية الراسخة. ويرجع ذلك إلى حد كبير لثلاثة عوامل أولها تركيز الجماعة على الأيديولوجية الدينية بشكل يفوق تركيزها على الاقتصادات التنموية، وهو ما أدى لنفور العرب منها، الذين لديهم تفضيل متزايد للحكم المدني الفعال، كما أن عدم قدرتها على إبقاء فروعها العديدة على وفاق أدى لإدراك مدى الخلافات الداخلية التي تمنعها من إيجاد حكم متسق، وأخيراً عجزها عن دحض الشكوك المتعلقة بصلتها بالعنف المتطرف.

لعبة جبانة

قطر التي تغذيها الرغبة في ممارسة النفوذ الهائل، عمدت لصياغة لعبة جبانة تقوم على إيواء قادة «الإخوان» ودعم محاولات الجماعة للاستيلاء على السلطة في مختلف الدول العربية. يذكر أن أمير البلاد السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والد الأمير تميم بن حمد، يتمتع بعلاقة وثيقة للغاية بمنظر الجماعة يوسف القرضاوي، الذي عاش في قطر منذ عام 1961. وبالإضافة إلى ذلك، موّلت قطر شبكة الجزيرة التي وفرت منصة عالمية للقرضاوي وغيره لتعزيز البيان السياسي الثيوقراطي الجامد للجماعة.

وبالعودة لسالف الزمن، يدرك الجميع أن جماعة الإخوان لم تحظ بتاتاً بالسلطة في مصر، إلا لفترة وجيزة بعد ما يسمى بالربيع العربي، عندما ثبت أنها غير قادرة على حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وبفضل الجيش والدعم الخارجي تمت تنحيتها عن السلطة.

Email