تحركات مكثفة للدفع بعملية السلام في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد الأزمة اليمنية تحركات أوروبية أميركية وأممية، إذ تتواجد رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، ماريا أنتونا في العاصمة صنعاء لثلاثة أيام بهدف إقناع ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بقبول خريطة الطريق الأممية الخاصة بميناء الحديدة في وقت وصل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، إلى العاصمة الأردنية عمّان، في ثاني محطات جولته الإقليمية الجديدة من أجل إحياء مشاورات السلام اليمنية المتعثرة منذ عام.

وتنص الخطة على الانسحاب من الميناء وتسليمه إلى الأمم المتحدة، كطرف ثالث محايد.

وأعلنت مصادر سياسية يمنية أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع الدول الكبرى الخمس يتحركان باتجاه استئناف مسار السلام في اليمن.

مساع أوروبية

وحسب مصادر تحدثت إليها «البيان» فإن سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن وصلت صنعاء للقاء طرفي الانقلاب لإقناعهما بالقبول بالمقترحات التي وضعها ولد الشيخ بشأن تسليم ميناء ومدينة الحديدة إلى قوة أمنية وعسكرية محايدة وإشراف خبراء دوليين على إدارة الموارد المالية وصرف رواتب الموظفين باعتبار ذلك خطوات مهمة لبناء الثقة والذهاب بعد ذلك نحو جولة من المحادثات. ووفقاً لهذه المصادر فإنه وفِي حال قبل الانقلابيون بتلك المقترحات فإن لقاء سيعقد مع ممثلي الحكومة الشرعية لمناقشة تفاصيل تنفيذه وتحديد القوات الأمنية والعسكرية المحايدة التي ستتسلم المدينة والميناء وكذا الخبراء الذين سيتولون الإشراف على إدارة الموارد المالية.

وطبقاً للمصادر فإن نجاح هذه الخطوة من شأنه أن يفتح الباب أمام استئناف محادثات السلام التي توقفت قبل عام بالضبط والتي استضافتها دولة الكويت.

لقاء ثنائي

وفي إطار متصل، التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر وبحث معه آخر المستجدات على الساحة اليمنية وفي مقدمتها عملية السلام وجهود الحكومة في مكافحة الإرهاب.

وأكد هادي حرصه الدائم على تحقيق السلام المبني وفق رؤية عملية وعلى الأسس والمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار2216. وأشاد هادي بالتنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات ومنها ما يتصل بإنهاء الانقلاب واستتباب وعودة الأمن والاستقرار إلى كافة المدن والمحافظات اليمنية ومكافحة الإرهاب.

من جانبه، عبر تولر على دعم بلاده لليمن وشرعيتها الدستورية للمضي قدماً في تحقيق السلام ومجالات التعاون القائمة بين البلدين لمكافحة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله. وقال إن «موقفنا ثابت في هذا الإطار لدعم جهودكم ودعم السلام وفق مرجعياته الثلاث»

واثنى السفير الأميركي على جهود الحكومة اليمنية في استعادة مؤسسات الدولة وتطبيع الحياة العامة ومكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار لبدء عملية التنمية والبناء.

ولد الشيخ بعمّان

في غضون ذلك، وصل ولد الشيخ، إلى عمّان، في ثاني محطات جولته الإقليمية الجديدة من أجل إحياء مشاورات السلام اليمنية المتعثرة منذ عام.

جولة مكوكية جديدة للمبعوث الأممي إلى اليمن في المنطقة، بدأها من مسقط ووصل بها إلى الأردن ثاني محطاته على أن ينتقل في ثالثها إلى السعودية، وهدف ولد الشيخ هو إحياء المحادثات.

والتقى ولد الشيخ في عمّان وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، الذي أكد أن الميليشيات الحوثية سببت دمارًا في البلاد وزيادة في الفقر وانتشار الأوبئة.

كما سيلتقي المبعوث الأممي العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في محاولة أخرى لإطلاق المشاورات بين الأطراف اليمنية.

نفي وتوضيح

نفى مصدر دبلوماسي يمني رفيع وجود أي اتفاقات مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ على استئناف مشاورات السلام مع الانقلابيين في مسقط. ونفى المصدر التصريحات التي أطلقها ولد الشيخ، وقال فيها إن هناك بوادر لاستضافة عُمان لقاءات بين الأطراف اليمنية. وأشارت مصادر من صنعاء إلى أن ولد الشيخ يحاول إقناع الانقلابيين بالحضور إلى مسقط للبحث في ترتيبات حول ميناء الحديدة وصرف رواتب الموظفين، وأن هذه المحاولات لا ترقى إلى مستوى استئناف المحادثات بين الأطراف اليمنية.

Email