1100 وحدة.. ونتانياهو يتباهى: حكومتي الأكثر عملاً لصالح الاستيطان

الاحتلال يقطّع أوصال الضفّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

صعّد الاحتلال من توسّعه الاستيطاني العشوائي في أراضي الفلسطينيين، بوضع حجر الأساس لحي جديد في مستوطنة بيتار عيليت يضم أكثر من 1100 وحدة، وفيما تباهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأفضلية حكومته في تشريع المستوطنات على سابقاتها، دانت السلطة الفلسطينية خطوة الاحتلال، مشيرة إلى أنّ المستوطنات «غير شرعية»، داعية الإدارة الأميركية للتدخّل الفوري ووقف محاولات تقويض جهود حل الصراع.

وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، أنّه لم يسبق أن قامت أي حكومة إسرائيلية بمثل ما تقوم به حكومته لصالح الاستيطان. وأضاف نتانياهو خلال وضعه حجر الأساس لحي جديد في مستوطنة بيتار عيليت في الضفة الغربية المحتلة سيضم أكثر من 1100 وحدة: «نقف بعزم في دعماً للاستيطان»، مشيراً إلى أنّ أنّ السلطات الإسرائيلية بدأت العمل بسرعة من أجل إقامة مستوطنة عميحاي والتي ستكون أول مستوطنة جديدة في الأراضي الفلسطينية منذ ربع قرن. وستؤوي المستوطنة الجديدة نحو 40 عائلة خرجت من مستوطنة عشوائية تعرف باسم «عمونا» في الضفة الغربية.

إدانة فلسطينية

وعلى الفور، دان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بشدة المشروع، لافتاً إلى أنّ المستوطنات غير شرعية من أساسها، وأنّ على الحكومة الإسرائيلية أن تتوقف فوراً عن نهجها التدميري لحل الدولتين.

وشدّد أبو ردينة على أنّ أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة هي أراضٍ فلسطينية محتلة وليست أرض إسرائيل، كما زعم نتانياهو في كلمته، موضحاً أنّ «التصعيد الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية واستفزازاتها الاستيطانية، تستدعي التدخل الفوري من قبل المجتمع الدولي لوضع حد لهذا العبث».

ودعا أبو ردينة الإدارة الأميركية إلى التدخل الفوري من أجل وقف محاولات نتانياهو تقويض الجهود التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لحل الصراع والتي رحب بها الجانب الفلسطيني وأبدى كل الاستعداد لإنجاحها، مبيناً أنّ هذه التصرفات ضد الشعب الفلسطيني، تعمل على خلق مناخ متوتر، ستكون لها عواقب لا يمكن السيطرة عليها، تتحمل الحكومة الإسرائيلية عواقبها. كما دان أبو ردينة نية الشرطة الإسرائيلية إخلاء عائلة فلسطينية من منزلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة لصالح المستوطنين.

استمرار صلف

من جهته، حذّر رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أمس، من مواصلة الاحتلال إجراءاته الاستفزازية في المدينة المقدسة، واقتحامات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى، مؤكدا أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

ودعا الحمد الله خلال استقباله مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، مؤسسات المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في ظل تصعيد الاحتلال من انتهاكاته بحق مقدسات الفلسطينيين، مناشداً الدول العربية والإسلامية الوقوف بشكل فعلي مع المقدسيين، ودعم القدس بشكل ملموس، بما يعزز من صمود أهلها وثباتهم على أرضهم.

مركزية قضيّة

على صعيد متصل، أكد السفير سعيد أبوعلي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، أن القضية الفلسطينية مازالت وستبقى العامل الرئيسي الذي يحدد مصير المنطقة بأكملها.

وقال السفير أبوعلي في تصريحات للصحافيين أمس، إن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والأمن والاستقرار واجتثاث الإرهاب ومفتاح التنمية والازدهار، التي لن تتحقق إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية الثابتة، وممارسة استقلاله في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، محذّراً من استمرار التهرب من استحقاق ومتطلبات تحقيق السلام العادل الذي يمارسه الاحتلال وصولاً إلى الدفع نحو تفجير حرب دينية في المنطقة، جراء الممارسات والمخططات التي تستهدف القدس والحرم القدسي واستمرار ممارسات وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه على الأراضي الفلسطينية.

ولفت إلى خطورة المقترح الذي تقدمت به أحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرّف وقيادات ووزراء وأعضاء في الكنيست، بضم خمس مستوطنات استعمارية كبرى إلى القدس، مؤكداً أن ذلك يشكّل اعتداءً على حقوق الشعب الفلسطيني وتحدياً للمجتمع الدولي وانتهاكاً جسيماً لقرارات الشرعية الدولية، فضلاً عن خطورة هذه المستوطنات وأثرها على القدس والمقدسيين.

Email