لجم قطر يخنق نفوذ الإرهابيين في اليمن

بإسناد إماراتي.. قوات النخبة تنفذ عملية نوعية ضد «القاعدة» في شبوة

■ مقاتلون من الشرعية اليمنية على إحدى جبهات القتال في مأرب | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصاب لجم التدخّل القطري في اليمن قوى الإرهاب في مقتل، وبدأت الجماعات الإرهابية في التلاشي وتراجع النفوذ بعد أن حرمتها الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضد «تنظيم الحمدين» من مصادر التمويل اللازمة للقيام بجرائمها، إذ تمكنت قوات النخبة وبإسناد كبير من القوات المسلحة الإماراتية والأميركية، من السيطرة على مدينة عزان ثاني أكبر مدن محافظة شبوة وطرد عناصر «القاعدة» من مديرية حبان، وقطع شريان الدعم القطري للتنظيم المتطرّف، وفيما بدا واضحاً التأثير المباشر لقطع شريان دعم الدوحة للإرهابيين في اليمن، شدّد خبراء عسكريون استراتيجيون، على أنّ وقف دعم «تنظيم الحمدين» للإرهابيين في اليمن آتى ثماره في دحر تنظيم القاعدة، مشيرين إلى أنّ قوات الشرعية بإسناد الإمارات ستبسط سيطرتها على كامل شبوة خلال أيام.


وصرح مصدر مسؤول في القوات المسلحة لدولة الإمارات، أنّ قوات النخبة اليمنية وبإسناد كبير من القوات المسلحة الإماراتية والأميركية نفّذت صباح أمس، عملية نوعية كبيرة ضد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية والمنتشر في محافظة شبوة.


وعملت قوات التحالف بوساطة القوات الإماراتية خلال الفترة الماضية على تدريب وتأهيل وتجهيز وإعداد هذه القوات من قبائل محافظة شبوة، إذ تمّ جمع مجندين من عدة قبائل وتوجيههم لمعسكرات التدريب المخصصة التي قامت بتأهيل عناصر النخبة الشبوانية على مهارات استخدام الأسلحة والآليات، الأمر الذي برزت نتائجه بشكل واضح خلال العملية التي نفذتها هذه القوات، أمس، في محافظة شبوة.


وتحرّكت القوات اليمنية وقوات النخبة الحضرمية وبإسناد إماراتي أميركي ومنذ الصباح الباكر، من مواقعها لدحر عناصر التنظيمات الإرهابية، لاسيّما تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، والذي عاث فساداً في البلاد والعباد، حيث استغل هذا التنظيم الظروف التي كانت تمر بها محافظة شبوة، وقام بالانتشار فيها، خاصة بعد الهزائم التي مني بها أثناء عمليات قوات التحالف في مكافحة الإرهاب بمحافظة المكلا خلال العام الماضي.


وقوبلت القوات بترحيب شعبي عارم عند مرورها بمدن وقرى المحافظة، ما أجبر عناصر التنظيم الإرهابي على الهرب والفرار من هذه المدن، والبحث عن ملاذات آمنة في المحافظات الأخرى. وقامت القوات بتأمين المدن الرئيسيّة: «عزان، عتق، العقلة، جبان والحوطة»، وتمشيط القرى والوديان لطرد هذه العناصر المخرّبة التي أجبرت شعب المحافظة على العيش في خوف ورعب أثناء سيطرة هذه التنظيمات على محافظة شبوة.


طرد إرهابيين
وسيطرت قوات النخبة المنضوية تحت لواء قوات الشرعية على مدينة عزان ثاني أكبر مدن محافظة شبوة، بعد أن طردت عناصر القاعدة من المدينة، كما سيطرت على مديرية حبان. ودخلت قوات النخبة المدينة تحت غطاء جوي من التحالف.

وانتشرت القوات في المقرات الأمنية والعسكرية في المدينة واستحدثت نقاط تفتيش في الشوارع لتثبيت الأمن والاستقرار في المدينة، فيما توجهت قوات أخرى نحو مديرية حبان في المحافظة ذاتها.


وشنّ مسلّحو القاعدة مساء أول من أمس، هجوماً انتحارياً بسيارة مفخّخة استهدفت ثكنة عسكرية تابعة لقوات النخبة في مديرية رضوم بشبوة أعقبه هجوم مسلح، أدى إلى مقتل 7 جنود وجرح 8 آخرين فيما قتل 3 من المهاجمين.


تلاشي نفوذ
على صعيد متصل، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خالد النسي، إنّ الجماعات الإرهابية في اليمن «بدأت تتلاشى» ويتراجع نفوذها بعد التعامل بجدية مع ملف التدخل القطري في اليمن، مشيراً إلى أن قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي ستبسط سيطرتها على شبوة بالكامل خلال أيام.

وأضاف: «عند التعامل مع التدخل القطري في اليمن، بدأت الجماعات الإرهابية تتلاشى، والدليل أن أحد أكبر قياديي الجماعات الإرهابية في منطقة يافع، المدعو خالد عبد النبي، سلم نفسه لقوات الحزام الأمني، ما يؤكد أن مساعي الجماعات الإرهابية لإدخال المحافظات الجنوبية في دوامة العنف، لن تنجح».

وأشار النسي إلى أن هناك «خطة بعيدة المدى» يتم تطبيقها بدعم من قوات التحالف وخاصة القوات الإماراتية، لتثبيت الأمن جنوبي البلاد. وتابع: «خلال أيام ستثبت قوات الأمن المدعومة من التحالف، الأمن في كل شبوة»، مشيراً إلى أن هذا سيتم على يد قوات النخبة التابعة لقوات الشرعية، وهي قوات «ليست محصورة بمنطقة أو قبيلة».


وبشأن عزان، قال النسي إن قوات الشرعية والتحالف كانت قد انشغلت بمواجهة الانقلابيين في محافظات جنوبية كعدن وأبين والضالع، الأمر الذي استغلته القاعدة لتبسط سيطرتها على حضرموت وجزء كبير من شبوة. ولفت إلى أن قوات النخبة الحضرمية، مدعومة من التحالف، تمكنت من تحرير حضرموت، ما دفع الجماعات الإرهابية للاتجاه إلى شبوة، وخاصة عزان.

وأضاف: «تمّ إعداد وتأهيل قوات النخبة لمدة تصل لنحو عام، في معسكرات على يد قوات التحالف، خاصة القوات الإماراتية، وبدأ التنفيذ على الأرض، والسيطرة على عزان التي كانت معقلاً للقاعدة وداعش في شبوة». وأشار إلى أنه تم إعداد هذه القوات لمواجهة الجماعات الإرهابية، والتعامل معها، خاصة في الأحياء السكنية والأزقة.


صد وتحرير
في الأثناء، صدّت قوات الجيش والمقاومة بإسناد من القوات المسلّحة الإماراتية، هجوماً لميليشيا الحوثي وصالح في منطقة الهاملي مديرية موزع غرب تعز. وأكّد القيادي في المقاومة التهامية المقدم أيمن جرمش لـ«البيان»، أنّ الميليشيات نفّذت هجوماً صباح أمس على منطقة الهاملي التي كان الجيش والمقاومة قد تمكنا من تحريرها مطلع الأسبوع الماضي في محاولة لاستعادتها، مضيفاً: «الهجوم باء بالفشل الذريع وتراجعت عناصر الميليشيات مخلفة الكثير من القتلى والجرحى في صفوفها، بعد أن تصدى لها أبطال المقاومة».


كما سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة على قرية الكدرة شمال منطقة الهاملي في مديرية موزع. وذكرت مصادر ميدانية أنّ قوات الجيش والمقاومة تمكنت من تحرير القرية التي كانت تتمركز فيها الميليشيات بكثافة وقد لاذ عناصرها بالفرار باتجاه منطقتي الكديحة والنجيبة إلى الشمال من قرية الكدرة. في السياق، نفّذ طيران التحالف العربي عدة غارات استهدفت تعزيزات ومواقع الانقلابيين بالقرب من منطقة الزهاري على الساحل الغربي.


كما سيطرت قوات الجيش على آخر طرق إمداد الميليشيا في مدينة ميدي والمرتفعات المطلة على المدينة من الجهة الغربية. وذكر مصدر عسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة، أن هذا التقدم جاء إثر هجوم شنه الجيش الوطني صباح أمس، وكبد فيه الميليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مشيراً إلى أنّه وبهذا التقدم يكون الجيش قد أحكم الحصار على ميدي من جهة الغرب بعد السيطرة على معظم مداخل وطرق إمداد الميليشيات.


دحر انقلابيين
على صعيد متصل، أسفرت مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والانقلابيين في جبال حام شمال الجوف، عن قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، فضلاً عن تسليم 5 انقلابيين أنفسهم خلال المعارك في جبل العنبر.

وذكرت مصادر عسكرية في المنطقة السادسة لـ«البيان»، أن المواجهات تركزت في موقع القلب وميمنة جبهة حام المطل على بوابة معسكر حام الاستراتيجي وموقع العنبر وموقع السرب، حيث استهدفت مدفعية الجيش مواقع الميليشيات بمختلف أنواع الأسلحة، موضحة أنّ الجيش الوطني أفشل محاولات تسلل لميليشيا الحوثي والمخلوع في عدة مواقع من مديرية المصلوب.

وأفادت مصادر ميدانية لـ«البيان»، أنّ مواجهات عنيفة شهدتها مواقع عدة في مديرية المصلوب، حيث حاولت الميليشيا التسلّل إلى مواقع قويحش والجبل في جبهة الساقية وموقع ملحان في القيزان، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات في تلك المواقع، فضلاً عن فرار جماعي لعناصرهم بعد كسر هجومهم مخلفين وراءهم جثثاً وأسلحة.

كما تمكنت قوات الجيش من إعطاب آلية عسكرية تابعة للميليشيات تحمل مدفعية عيار 23 في مديرية خب والشعف، فيما اندلعت مواجهات متقطعة بين قوات الجيش وميليشيا الحوثي والمخلوع غرب جبهة صبرين، إذ تحاول الميليشيات التسلل إلى مواقع الجيش الوطني لاستعادة ما خسرته من مواقعها مؤخّراً.


إضاءة
تعد عمليات مكافحة الإرهاب من أهم العمليات التي تنفذها قوات التحالف بغرض دعم الشعب اليمني وتحقيق الأمن والطمأنينة، كما أنّ هذه العمليات تصب في صالح المجتمع الدولي، لأنّ هذه التنظيمات استغلت وجودها في شبوة من أجل العمل كقاعدة لعمليات أضرت باليمن، كما أنّ هذه التنظيمات قامت باستغلال الموارد النفطية في شبوة لخدمة أغراضها، ما حرم الشعب اليمني منها، وزاد من حدة الفقر الذي يعاني منه الشعب اليمني لاسيّما محافظة شبوة.

وقام الهلال الأحمر الإماراتي بعمليات الإغاثة من أجل رفع معاناة الشعب اليمني، علماً أنّ دولة الإمارات ملتزمة بإعادة إعمار المؤسسات اليمنية والبنية التحتية، كما أنّ الدولة ستعمل على تمكين الدولة اليمنية من حماية وتأمين المنشآت النفطية.

Email