إسرائيل وسيط خلافات الحمدين في 2013

■ علاقات وطيدة بين قطر وإسرائيل مهندسها حمد بن جاسم | آرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان كل شيء في قطر يدل على الاتجاه نحو تخلّي أمير البلاد حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم لفائدة نجله تميم في 2013، بينما كان الصراع على أشده داخل الأسرة الحاكمة حول قرار إقصاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك حمد بن جاسم عن دوره السياسي بعد أن كان أبرز الفاعلين في دائرة القرار القطري والمنافسين لولي العهد.

وأكّدت مصادر دبلوماسية أنّ حمد بن خليفة ونجله تميم تلقيا تقارير استخباراتية تتحدث عن سعي حمد بن جاسم للانقلاب عليهما بدعم من جهات خارجية، وأنّه بدأ فعلياً في الإعداد للانقضاض على الحكم بعد أن نجح في تشكيل تجمعات مساندة له داخل مؤسستي الأمن والجيش، وكذلك داخل الأسرة الحاكمة.

وتزامنت تلت التقارير مع معلومات أخرى عن قيام بن جاسم بتجنيد عناصر إرهابية من ميليشيا «سيوف الأمة» الناشطة في سوريا تحت إدارة مسؤول مخابراتي قطري سابق، لتنفيذ عمليات تخريبية في دول الجوار الخليجي، ونظراً لاتساع دائرة الخلافات بين الحمدين، أرسلت إسرائيل وفداً من ثلاثة مسؤولين للوساطة بينهما، إتماماً لمهمة سبق أن دشنتها واشنطن، وكان من بين الموفدين الإسرائيليين مسؤول أمني رفيع يرتبط بعلاقات واسعة مع حكام الدوحة.

وذكرت مصادر مطلعة نقلاً عن أحد المقربين من حمد بن خليفة، أنّ الوفد الإسرائيلي أمضى عشرة أيام في الدوحة على امتداد زيارتين للوصول إلى مصالحة بين الحمدين، بعد أن قام تميم بن حمد باعتقال سبعة من المعاونين والمقربين لرئيس الوزراء آنذاك حمد بن جاسم بينهم المسؤول عن جهاز الحماية الخاصة به ومدير مكتبه، واثنان من ضباط الأمن تربطهما به علاقة قوية، إضافة إلى إجراءات أخرى شملت وضع وحدات مراقبة على أماكن تردد حمد بن جاسم وقصوره ومكتبه.

ووفق المصادر ذاتها، فإنّ الوفد الإسرائيلي حمل رسالة من تل أبيب تحذّر من تصاعد الخلاف وخطورة ذلك على العائلة الحاكمة بأكملها، وتدعو إلى ضرورة إنهاء الخلاف نظراً لحساسية الموقف والظروف التي كانت تحيط بالوضع السوري.

وأكدت المصادر أنّ رئيس الوزراء حينها حمد بن جاسم تربطه علاقات متينة مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، وأنّه منفّذ أمين لتعليمات القيادة الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، ونفذ لها مهمات خاصة خطيرة خلال هذه السنوات، وبالتالي هي مهتمة بأن يظل في دائرة صنع القرار لمواصلة مهامه التآمرية في المنطقة.

ونقلت المصادر أن حمد بن جاسم خطط للإطاحة بحمد بن خليفة في أجواء فوضى تحدثها عمليات تفجيرية مفتعلة في عدة أماكن بقطر بتدبير منه، وأن هذه المعلومات وضعت أمام الوسطاء الإسرائيليين الذين نجحوا في نزع الفتيل، واتفقوا مع حمد بن جاسم على أن يدعم مشروع نقل الحكم إلى ولي العهد تميم بن حمد.

Email