الإعلام الغربي: سجل قطر الطويل في تمويل الإرهاب لا يجوز التساهل حياله

تصرفات الدوحة ينبغي أن تثير قلق أميركا

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا مدير مركز أليسون للسياسة الخارجية بمؤسسة هيرتاج، لوك كوفي، إلى عدم تجاهل سجل قطر الطويل في تمويل الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، مطالباً بمحاسبتها وعدم ترك الأمر يمر مرور الكرام، بجانب التأكد من التوصل إلى وقف تام لكل تصرفاتها الشائنة على مدى السنوات السابقة. وحذر لوك كوفي، من إجادة قطر اللعب على الحبلين، مشيراً في الوقت ذاته إلى عدم إيفائها بالتزاماتها في السابق، مشيراً إلى أن تصرفات قطر يجب أن تثير قلق الولايات المتحدة بقدر إثارتها لجيرانها العرب.

وأفاد الكاتب في مقال نشر في مجلة مركز نيكسون «ناشونال انترست»، أن العديدين في الغرب يجدون صعوبة في فهم لماذا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين ومصر، قررت قطع العلاقات مع قطر في المقام الأول، مع دخول النزاع شهره الثاني من دون نهاية في الأفق.

وفيما يشير إلى إحدى النظريات الشائعة، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو من يتحمل المسؤولية عن ذلك بطريقة أو بأخرى، يقول إنه يجد هذه النظرية غير منطقية على الإطلاق، ذلك أن الاحتكاك بين قطر وجيرانها، يعود إلى سنوات خلت، وأن بذوره تم زرعها في عام 1995، عندما تولى حمد بن خليفة آل ثاني العرش في قطر من أبيه في انقلاب غير دموي، وإطلاق قناة الجزيرة، أثناء عهده، والتي باتت الآن مصدر هلاك للعديد في المنطقة، عدا عن أن حمد أيضاً مقرب كثيراً من أحد القادة الروحيين الرئيسين لجماعة الإخوان، رجل الدين المولود في مصر، يوسف القرضاوي، فيما البحرين ومصر والسعودية والإمارات، قامت بحظر هذه الجماعة ووصفتها بمنظمة إرهابية.

ويفيد الكاتب أن التوترات بين حمد وجيرانه احتدمت في أعقاب «الربيع العربي» في عام 2011. وأن دعمه المتواصل لجماعات مثل الإخوان، زعزع استقرار العديد من بلدان الخليج العربي. وعندما تنحى عن العرش في عام 2013 لابنه تميم بن حمد آل ثاني، أمل كثيرون في المنطقة أن تعود قطر إلى الصف الخليجي، وهذا لم يحدث، بل دخل تميم بعد أشهر من صعوده إلى العرش في مواجهة دبلوماسية مع جيرانه.

دعم الاخوان

أما النقاط الرئيسة العالقة وفقاً للكاتب، فكانت دعمه لجماعة الإخوان في مصر، وهو ما دفع السعودية والإمارات والبحرين، لاستدعاء سفرائها في مارس 2014، وقد دام النزاع لعدة أشهر، ولم يحل إلا عندما وقع الأمير على اتفاق سري يلزم قطر بتغيير المسار. ويؤكد الكاتب أنه بعد ثلاث سنوات، ومع الإعلان عن هذا الاتفاق، بتنا نعلم أن قطر لم تفِ بالتزاماتها أبــداً.

أما سبب آخر للتوترات الماثل، بحسب الكاتب، هو الدعم المستمر لقطر للجماعات الإرهابية، حيث كان قطريون أثرياء لفترة طويلة يمولون منظمات إرهابية في أنحاء المنطقة، فيما يبدو أن الحكومة القطرية كانت تغض الطرف عن ذلك. ودعا إلى ضرورة الوقف الفوري لهذا الأمر، حيث من المعروف أن قطر توفر موارد كبيرة لحركة حماس، التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، كما الاتحاد الأوروبي وغيره.

دور مشبوه

ويشير إلى أن قطر دعمت أيضاً بعض الجماعات الشائنة في سوريا، مثل أحرار الشام، التي لديها علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة، وأقرب إلى الديار الأميركية، خالد الشيخ محمد، العقل المدبر لهجوم الحادي عشر من سبتمبر، الذي عاش في قطر تحت حماية الأسرة الحاكمة من عام 1992 إلى عام 1996.

ويؤكد الكاتب أن كل هذه الممارسات، لا بد أن تثير قلق البلدان العربية التي تقوم بمقاطعة قطر الآن، كما ينبغي أن تثير قلق الولايات المتحدة أيضاً.

ويشير إلى أن قطر تحاول مع ذلك أن تجمع بين الأمر ونقيضه. فهي تستضيف قاعدة عسكرية أميركية رئيسة، ما يجعلها شريكاً هاماً لأميركا في المنطقة، لكن لا ينبغي بسبب ذلك أن تمنح جواز مرور مجاني على سجلها الطويل من الأنشطة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وهو يرى أنه لم يفُت الأوان بعد في أن تستدير قطر وتبرهن على أنه يمكنها أن تلعب دوراً بناء ومستقراً في المنطقة، حسب قوله، داعياً إلى امتناعها عن تمويل الجماعات الإرهابية في ليبيا وسوريا، ومؤكداً ضرورة غياب التسامح التام مع مثل تلك النشاطات الشائنة.

ويؤكد الكاتب أن الاستقرار الإقليمي والتضامن العربي في وجه العدوان الإيراني، لهما أهمية للولايات المتحدة. وأنه لفترة طويلة، فإن العديد من الإجراءات القطرية كانت غير مؤاتيه، بل مضرة بالمصالح الأميركية في المنطقة. ويلخص أن الرئيس ترامب لم يكن سبباً لهذه الأزمة الحالية، لكن القيادة الأميركية يمكنها، بل وينبغي عليها، المساعدة في التوصل إلى خاتمة لها، بطريقة تخدم المصالح الوطنية لأميركا وحلفائها الفعليين في المنطقة.

Email