التلاعب بالمجتمع الدولي.. رهان الدوحة الخاسر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحاول تنظيم الحمدين البحث عن حلول للأزمة التي تسبب بها خارج البيئة الحقيقية للحل الكامنة في المنطقة، وتحديداً المطالب الـ13 للدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

وقال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم، إن قطر تحاول تدويل القضية والبعد عن المعالجة المطروحة بصورة جدية من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وهي تتحدث عن المبادرة باعتبارها مسألة في إطار التدويل، ولكن الجهد الحقيقي الذي تقوم به قطر هو محاولة التدويل عبر أميركا أو ألمانيا، أو بعض الدول الغربية. حتى أنها حاولت إقحام روسيا على الخط لكنها فشلت وفشل تدويلها.

وأضاف: «بالتوازي مع النشاط الدبلوماسي الدعائي لقطر، فهي تقوم بتمويل آلاف المواقع الالكترونية والسيطرة على سبع فضائيات غير الجزيرة، بالإضافة لقنوات دينية، ضمن منظومة كاملة على الصعيد الدعائي والتحريضي وتشويه الحقائق، بالإضافة لأبواقها في المنتديات ومنابر حركة الإخوان».

توظيف

وأوضح أن قطر توظف مئات الملايين من أموالها في المواقع والفضائيات من اجل أن تتكامل مع الجهد السياسي والدبلوماسي لها، بل ويدفعون أموالاً طائلة لصحف ووسائل إعلام غربية لتقوم بمقابلات مع مسؤوليهم، وكل هذا الجهد ليس عشوائياً بل ممنهجاً وترصد له أموال كبيرة في إطار حملة متكاملة لمحاولة تفكيك المقاطعة العربية والخروج من الأزمة.

تحريض

وأكد أن قطر تتعامل بتكامل بين التحريض والتشويه والتنصل، عبر وسائل الإعلام الممولة منها، وأبواق الإخوان ضمن المنظومة المتكاملة، حتى وإن فشلت حتى الآن فهذا لا يلغي المنظومة التكاملية. واستدرك: «لن تنجح قطر بهذه الخطة، وليس لديها أمل بالنجاح، وهذه الخطوات هدفها تقليل الخسائر، وتريد حل الأزمة في إطار لا يصل لأن تدفع ثمناً كبيراً».

وأشار إلى أن قطر ليس لها سيادة على شئ لأنها محكومة بجملة من المركبات الدولية، ولا تستطيع الخروج عنها، ولا تريد أن تتراجع، لأن قوتها أن تكون معارضة لمجلس التعاون الخليجي، وأن تبقى جزءاً من الإخوان.

وتحدث عن أن المشكلة مع قطر لا تحتاج في حلها إلا لخمس دقائق، باعترافها بالخطأ، وأن تكون جزءاً فاعلاً وصادقاً ونزيهاً في مجلس التعاون الخليجي، لكن قطر لا تريد ذلك، وترغب بالمراوغة. وأوضح أن الخطوات الجديدة قادمة لدول المقاطعة، والمسألة مؤجلة لأسباب تتعلق بموقف الدول المقاطعة، ولا تريد أن تأخذ خطوات من شأنها الإضرار بالشعب القطري، كما أنهم يعملون بكثير من الحكمة والحنكة والخطوات المدروسة، وقد يتخذون خطوات يجعلون فيها القيادة القطرية في وضع أصعب مما هم عليه الآن.

سياسة العناد

في السياق، قال المحلل السياسي طلال عوكل، إن قطر تمارس سياسة العناد والمراهنة على التلاعب بالمجتمع الدولي وبالذات أميركا، وبالتالي تشعر قطر أنها غير مضطرة للاستجابة لكل الشروط بسرعة، لمحاولة تخفيف الشروط قدر الإمكان، واستغراق وقت أطول في مرحلة عض الأصابع، كما أن قطر نفسها تتوقع مزيداً من العقوبات بعد مد يد العون لها من تركيا وإيران.

وأكد عوكل على أن قطر لن تنجح في عنادها كل الوقت، ولا تستطيع قطر أن تبقى في عنادها، لأن المرحلة المقبلة سيكون فيها خسائر وحالة إرباك، وهناك تخوف رسمي حقيقي قطري من ذلك، ولن تنفد قطر بجلدها من العقوبات.

واختتم بالقول: «الدول العربية تريد من قطر أن تعود لمحيطها العربي وفق التفاهمات التي وقعتها في الرياض، وبالتالي الهدف ليس إسقاط قطر، ولكن الضغط على قطر للتراجع عن سياساتها، وبالنهاية ستأتي قطر متخففة من كثير من الأحمال التي ألقتها على نفسها في بحثها عن دور إقليمي كبير اكبر من حجمها».

Email