«نيويورك تايمز»: قطر تفتح أبوابها لجميع أطياف الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، ازدواجية المعايير القطرية، فبينما تؤوي جميع أطياف التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، تحاول دائماً استخدام ثروتها في تحسين صورتها أمام العالم، وتسعى للاستقواء بدول مثل تركيا وإيران.

وفي مقال نشرته الصحيفة لمدير مكتبها بالقاهرة، ديكلان والش، قال إن العاصمة القطرية الدوحة تحتضن جميع أطياف الجماعات الإرهابية في العالم وتعامل أفردها كمواطنيها بطريقة تثير الدهشة.

وأضاف والش أنه «إذا ما حاولنا التعرف إلى الدوحة فيما وراء ناطحات السحاب وواجهتها المعروفة للعالم كدولة فائقة الثراء، يمكن أن نجد أثناء تجولنا بإحدى مناطقها الغربية عدداً من المسؤولين بتنظيم طالبان الإرهابي ومعهم عائلاتهم يتسوقون بمتاجرها ويترددون على المطاعم الأفغانية بها، في ظل ما توفره لهم قطر من مجال آمن، وكذلك سنجد مقر حركة حماس بفيلا فارهة، ونشاهد المسؤولين بها يعقدون مؤتمرات صحفية بأرقى فنادق الدوحة».

وأشار إلى أن يوسف القرضاوي، الهارب من القاهرة، وأحد أبرز قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، يتمتع برفاهية الإقامة بقطر ويحضر الحفلات الخاصة والأعراس.

وأشار إلى أنه على الرغم من كل هذه المظاهر من الترف التي أصحبت عليها قطر الآن، نجد أنها في نفس الوقت مأوى لمقاتلين متطرفين بمختلف الأطياف والإيديولوجيات، وكأنها نسخة مكررة من مدينة «فيينا» أثناء الحرب الباردة.

ثروة

وأوضح والش أن كل هذه المظاهر من الترحيب الذي قدمته قطر للمتطرفين كانت السبب الرئيسي في تعرضها للأزمة الدبلوماسية الأصعب في تاريخها مع جيرانها من دول الخليج، وقطع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين للعلاقات الدبلوماسية معها الشهر الماضي.

ولفت إلى أنه حتى الآن لم تظهر أي بوادر لتراجع قطر عن دعمها للجماعات الإرهابية، التي تحتضنها في أراضيها، حتى يتم حل أزمتها مع الدول الرافضة للإرهاب.

وذكر والش أنه في القرن الـ19 وصف جاسم بن محمد آل ثاني، مؤسس قطر، بأنها «موطن المطرودين».

وقال والش إن هذا الوصف تحول في النهاية لنهج سار عليه جميع أحفاد المؤسس، الذين فتحوا أبواب قطر على مصراعيها منذ منتصف التسعينات لجميع أطياف المنبوذين وغير المرغوب بهم.

ونوه بأن قطر تحاول دائماً استخدام ثروتها في تحسين صورتها أمام العالم، فنجد أن شوارعها مكتظة بالسيارات الفارهة، ونجد أنها تشيد في كل عام المزيد من ناطحات السحاب، إلى جانب استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2022، ولكن كل هذا لم يغير من نظرة جيرانها العرب لها بسبب سياستها التي تتميز بكرم الضيافة مع الإرهابيين.

وتابع: حتى في الأوقات التي كانت تحاول بها قطر الظهور كصانعة سلام، لم تتمكن من التنصل من تناقضها وسياستها في الانحياز لمصالحها في النزاعات الدولية.

Email