وصول دفعة خامسة من القوات التركية إلى الدوحة .. واجتماع خماسي حـاسم في جدة اليوم

الدول الداعية لمكافحة الإرهاب: لا يمكن الوثوق في أي التزام يصدر عن قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، أنه لا يمكن الوثوق في أي التزام يصدر عن قطر في ظل سياساتها القائمة، وأنها ستستمر في إجراءاتها الحالية إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة كاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

موضحة أن توقيع مذكرة تفاهم في مكافحة تمويل الإرهاب بين واشنطن والسلطات القطرية هو نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعم الدوحة للإرهاب، مشددة على أن هذه الخطوة غير كافية وأنها ستراقب مدى جدية الدوحة في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه.

ويعقد في جدة اجتماع خماسي يشارك فيها وزراء خارجية الدول الأربع ونظيرهم الاميركي، لتحديد مستقبل العلاقة مع قطر، فيما وصلت الدفعة الخامسة من القوات التركية إلى الدوحة.

وذكرت الدول الأربع في بيان أصدرته مساء أمس أن الدول الأربع تثمن جهود الولايات المتحدة الأميركية في مكافحة الإرهاب وتمويله والشراكة المتينة الكاملة في صيغتها النهائية المتجسدة في القمة الإسلامية الأميركية التي شكلت موقفاً دولياً صارماً لمواجهة التطرف والإرهاب أياً كان مصدره ومنشأه.

وأكدت أن توقيع مذكرة تفاهم في مكافحة تمويل الإرهاب بين الولايات المتحدة الأميركية والسلطات القطرية هو نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب مع التشديد أن هذه الخطوة غير كافية وستراقب الدول الأربع عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه.

وتؤكد الدول الأربع أن الإجراءات التي اتخذتها كانت لاستمرار وتنوع نشاطات السلطات القطرية في دعم الإرهاب وتمويله واحتضان المتطرفين ونشرها خطاب الكراهية والتطرف وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهي نشاطات يجب أن تتوقف بشكل كامل ونهائي تنفيذاً للمطالب العادلة المشروعة.

وأوضح البيان أن السلطات القطرية دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات وآخرها كان اتفاق الرياض 2013 مما أدى إلى سحب السفراء وعدم إعادتهم إلا عقب توقيع السلطات القطرية على الاتفاق التكميلي 2014 واستمرارها في التدخل والتحريض والتآمر واحتضان الإرهابيين وتمويل العمليات الإرهابية ونشرها لخطاب الكراهية والتطرف «مما لا يمكن معه الوثوق في أي التزام يصدر عنها تبعاً لسياستها القائمة دون وضع ضوابط مراقبة صارمة تتحقق من جديتها في العودة إلى المسار الطبيعي والصحيح».

وأكدت الدول الأربع استمرار إجراءاتها الحالية إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة كاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

وزار تيلرسون الدوحة أمس، في إطار جولة إقليمية بدأها أول من أمس، في الكويت التي تتوسط للحل، على أن يزور المملكة العربية السعودية اليوم. وأعرب الوزير الأميركي من الدوحة عن أمله بإحراز تقدم في مساعي حلحلة الأزمة، وأكد أنه سيلتقي في جدة، اليوم الأربعاء، وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

وأعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي توقيع «مذكرة تفاهم بين البلدين لمكافحة تمويل الإرهاب»، وأوضح أن توقيع المذكرة يأتي «لتطوير آليات مكافحة تمويل الإرهاب بين البلدين». وزعم الوزير القطري أن الاتفاقية «لا علاقة لها بالأزمة الحالية» وأنها منفصلة بين قطر والولايات المتحدة.

وبينما أكد تيلرسون توقيع المذكرة، أوضح بيان صادر عن فريقه أن المذكرة تحدد «الجهود المستقبلية التي يمكن لقطر أن تقوم بها لتعزيز حربها على الإرهاب، ومعالجة مسائل تمويل الإرهاب بطريقة عملية»، رغم أن الدوحة تنصلت من اتفاقات سابقة وقعتها بهذا الخصوص.

وقال آر سي هاموند، كبير مستشاري وزير الخارجية الأميركي للصحافيين، إن المذكرة «تحدد الخطوط العريضة للجهود المستقبلية التي يمكن لقطر القيام بها من أجل تعزيز كفاحها ضد الإرهاب، والتصدي بنشاط لقضايا تمويل الإرهاب». وأضاف «هذه خطوة مبشرة للأمام».

وأكد تيلرسون أن المذكرة تستند إلى مخرجات القمة الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي ودعا فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب. وقال «نتيجة لدعوة الرئيس، فإن الالتزام باتخاذ خطوات سيبدأ فوراً وعلى العديد من الجبهات».

وأوضح أن المذكرة مع قطر جاءت نتيجة «أسابيع من المباحثات المكثفة بين الخبراء»، مضيفاً أنها تقوم على «إجراءات جدية ستتخذها الدولتان خلال الأشهر والسنوات المقبلة لتعطيل تمويل الإرهاب».

اجتماع خماسي

وتعقد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب اجتماعاً حاسماً في جدة، اليوم (الأربعاء)، بحضور وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، لتحديد مستقبل العلاقة مع قطر، فيما وقع تيلرسون في الدوحة اتفاقاً تتعهد بموجبه قطر في الانخراط بشكل عملي في محاربة الإرهاب ووقف تمويله، رغم أنها وقعت اتفاقات مشابهة مع أشقائها ولم تجد طريقها إلى التطبيق، بينما أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا والكويت بياناً مشتركاً حضت جميع الأطراف على حل الخلاف عن طريق الحوار.

ويلتقي وزراء خارجية كل من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر اليوم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مدينة جدة السعودية، وذلك على هامش الزيارة التي سيقوم بها للمملكة ضمن جولة إقليمية للتوصل لحل لأزمة قطر مع الدول العربية.

وأفادت وزارة الخارجية المصرية بأن الوزير سامح شكري تلقى دعوة من نظيره السعودي عادل الجبير لحضور الاجتماع. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية في بيان أمس، إن شكري «تلقى دعوة من نظيره السعودي عادل الجبير»، لحضور الاجتماع.

وأضاف أن «الاجتماع يأتي في إطار الحرص على تنسيق المواقف والتضامن بين الدول الأربع حول التعامل المستقبلي بشأن العلاقة مع قطر، والتأكيد على تمسكها بمواقفها والإجراءات، التي تم اتخاذها ضد قطر» في ضوء «مخالفتها للقوانين والأعراف الدولية، ودعمها للإرهاب والتطرف».

تنسيق

في الأثناء شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته للتصدي لظاهرة الإرهاب التي باتت تشكل خطراً كبيراً يهدد السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري مع وكيل وزارة الخارجية السعودي للشؤون السياسية والاقتصادية، السفير عادل بن سراج مرداد، أمس، على هامش مشاركتهما في الدورة الـ44 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة حالياً في العاصمة الإيفوارية «أبيدجان»، حيث تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والملفات الدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها أبرز مخرجات الاجتماع الرباعي، الذي استضافته القاهرة بشأن الأزمة مع قطر.

وقال أبو زيد إن وكيل وزارة الخارجية السعودي أعرب خلال اللقاء عن تعازيه في ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة في سيناء، مؤكداً وقوف السعودية مع مصر وتضامنها الكامل معها في حربها ضد الإرهاب.

وأكد شكري مواصلة بلاده حربها ضد الإرهاب وبذل أقصى جهودها لمكافحة الظاهرة بكل صورها.

وذكر الناطق باسم الخارجية المصرية أن الجانبين أكدا أن هذا اللقاء يأتي في إطار استمرار التنسيق والمتابعة بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين بشأن الإجراءات المتخذة ضد قطر والتي جاءت نتيجة مخالفتها لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية، ودعمها للتطرف والإرهاب.

بيان ثلاثي

وأعربت الولايات المتحدة وبريطانيا والكويت عن «عميق القلق» جراء استمرار الأزمة، مناشدة «كل الأطراف» العمل على سرعة احتوائها وحلها عبر الحوار.

وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية عقب اجتماع في الكويت ضم رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير الخارجية الأميركي ومستشار الأمن القومي البريطاني مارك سيدويل، قالت الدول الثلاث إنها وإذ تبدي «عميق القلق جراء استمرار الأزمة الراهنة في المنطقة» فهي تدعو «كل الأطراف إلى سرعة احتوائها وإيجاد حل لها في أقرب وقت من خلال الحوار».

وبحسب البيان فقد جدد الجانبان الأميركي والبريطاني «دعمهما الكامل للوساطة الكويتية ومساعي وجهود» أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية، أن الأمير صباح الأحمد أعرب «عن شعوره بالمرارة وتأثره البالغ للتطورات غير المسبوقة التي يشهدها بيتنا الخليجي»، لكنه قال إنه يعتزم المضي قدماً في جهود الوساطة التي يبذلها. ونقلت الوكالة عنه قوله إن ردود الفعل الإيجابية والتأييد لجهود الوساطة الكويتية رسخت إصراره وعزمه على مواصلة مساعيه لحل الأزمة.

وضمن مواصلة سياسة الاستقواء بالخارج، وصلت إلى الدوحة أمس، الدفعة الخامسة من القوات العسكرية التركية بكامل عدتها وعتادها، وانضمت هذه القوات إلى الدفعات الأربع السابقة التي وصلت إلى قطر منذ المقاطعة الخليجية العربية لها.

 

Email