اصطفاف دولي وقوائم ملاحقة وسعي لتدويل إجرام الدوحة

دلالات نجاح التحالف الرباعي في وقف إرهاب قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت دول التحالف الرباعي، البحرين والسعودية والإمارات ومصر، في اتخاذ العديد من الإجراءات والخطوات الحازمة لوقف إرهاب قطر، بدأتها بالإعلان تباعا عن مقاطعة قطر دبلوماسيا وطرد بعثاتها الدبلوماسية وإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنعها من العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية، ومنع مواطنيها من السفر إلى قطر أو الإقامة فيها، وإغلاق كافة المواقع الإعلامية القطرية. ثم استكملت إجراءاتها بالبيان الرباعي بتصنيف 59 فردا و12 كيانا مرتبطين بقطر في قوائم الإرهاب.

وتؤكد هذه القرارات الحزم والعزم في كف عبث الدوحة، والذي يستهدف أمن المنطقة وقادها إلى كثير من الحروب والأزمات والكوارث التي ما زالت تعاني منها أقطارنا العربية، كما تؤكد أن الدول الأربع لديها خطة متكاملة للتعامل مع التعنت القطري الذي تبدى في عدم الاستجابة للوساطات الخليجية.

تنسيق مواقف

إن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع تؤكد أنها نسقت مواقفها وحددت رؤيتها من التجاوزات القطرية غير المقبولة في لحظة فارقة استشعرت فيها أن شعوبها تتعرض لمؤامرات خطيرة تهدد سلامتها من خلال أعمال تمس سلامة الجبهات الداخلية، وأن استمرار السكوت يمكن أن تنتج عنه أوخم العواقب على أمن وسلامة الأمة العربية بأسرها.

لجم قطر

وهناك العديد من الدلالات على نجاح الجهود الرباعية في لجم قطر ووقف إرهابها لمحيطها الخليجي والعربي، أول هذه الدلالات اتساع الدعم العربي والإقليمي والدولي للمواقف المتخذة ضد الدوحة، فهناك أكثر من 15 دولة قامت باتخاذ إجراءات ضد قطر تدرجت ما بين اتخاذ نفس إجراءات الدول الأربع من قطع العلاقات الدبلوماسية ومقاطعة قطر برا وبحرا وجوا.

دعم دولي

الدلالة الثانية تأكيد الولايات المتحدة وروسيا بما لهما من ثقل دولي على تورط قطر في دعم وتمويل الإرهاب يساعد على كبح الإرهاب المدعوم من حكومتها، حيث صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن قطر تدعم الإرهاب وأن عزلها يشكل بداية نهاية الإرهاب، بينما رفضت روسيا استقبال وزير الخارجية القطري في تأكيد بأن موسكو لن تنحاز إلى الدوحة في هذه الأزمة.

مقاطعة وعزلة

ثالث الدلالات على النجاح أن قطر بدأت ترى بعينها للمرة الأولى نتاج وخطر وكلفة سياساتها العبثية والعدائية ضد بقية الدول في محيطها الخليجي والعربي، وها هي سلطات الدوحة تتجرع من كأس العزلة وأدركت أنها منبوذة في محيطها وفي العالم.

قائمة الإرهاب

رابع الدلالات على نجاح جهود الرباعية العربية في لجم إرهاب قطر، صدور قائمة محددة بالأفراد والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بقطر، بقرار رباعي مشترك، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها، وتدويل هذه القائمة باعتمادها في المنظمات الإقليمية والدولية.

تقصٍ قضائي

لقد وضعت القائمة قطر في الزاوية وثبتت عليها تهم دعم الإرهاب وتمويله، خاصة أن القائمة تضم شخصيات قطرية مقربة من العائلة الحاكمة وسبق وأن شغلت مناصب حكومية عليا، وشخصيات متشددة أخرى لها ارتباط وثيق بالدوحة وتشتغل ضمن أجندتها الداعمة للمتشددين.

وأدرجت الدول العربية الأربع العشرات من الأشخاص ممن لهم صلات بقطر على قوائم الإرهابيين، ما يلقي بأعباء إضافية على الدوحة، خاصة أن هذا الإجراء نقل الخلاف مع قطر إلى بعده الدولي من بوابة الإرهاب التي تحوز على الاهتمام الأول عالميا، وهو ما سيجعل سجل قطر في دعم المتطرّفين محور بحث أمني وتقص قضائي في كل العالم. ويعطي فتح هذا الملف أمام القضاء الدولي الفرصة لإماطة اللثام عن الشبكات السرية التي تديرها الدوحة خليجيا وعربيا ودوليا.

إن الموقف القطري بدعم الإرهاب يعبر عن مسعى انتهازي لممارسة دور سياسي يمنح الدوحة مرتبة في العالم العربي، وليس لأي أسباب أيديولوجية، فإذا كانت قطر تبحث عن زعامة فإن الزعامة لا تأتي عن طريق المشاركة في الجريمة، وإن كانت تمتلك قطر من المال والإعلام ما يجعلها تتوهم أنها قادرة على صناعة الدور، إلا أنها لا تستوعب أن لذلك ضوابط وحدودا عربية وقومية ودولية، فحالة البحث عن وجود ودور أوصلتها إلى عزلة عربية وخليجية، كونها ببساطة لا تملك الإمكانيات لذلك، كما أنها اختارت الطريق الخاطئ لتحقيق طموحاتها.

إن قطر حاولت لعب دور يفوق حجمها السياسي الحقيقي، وذلك من خلال عقد تحالفات ثنائية والدخول في أحلاف إقليمية وعالمية بعيدة عن البيت الخليجي، بالإضافة الى الاستفادة من بعض الادوات المتمثلة بالتنظيمات الارهابية كجماعة الاخوان وبعض التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة، وتلاقت في هذا الاتجاه مع ايران، كل ذلك أوصل المنطقة إلى ما هي عليه حاليا من صراعات واضطرابات.

دفع ثمن

آن لقطر أن تعرف أن هناك ثمنا لتخريب علاقات حسن الجوار والتدخل في شؤون شقيقاتها الخليجية والعربية، آن لها أن تعي الدرس قبل فوات الأوان فساعة الحسم دقت وصوتها وصل عاليًا لقطر ولن يغنيها صم آذانها والبحث عن مسوغات للهروب من التزاماتها، بل إن الطريق الصحيح الذي يجب أن تسير فيه هو تصحيح مسار سياساتها، فهناك عزم لا يلين من الدول الأربع على دفع الدوحة إلى التوقف عن دعم الإرهاب.

Email