كويتيون يؤيدون مقاطعة قطر: "حاولت زعزعة بلدنا"

المحامي الكويتي بسام العسعوسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر عدد من الناشطين الكويتيين بياناً طالبوا فيه الدولة بمواجهة القوى الداعمة للإرهاب، ومراقبة بعض الجهات والأفراد المنتمين لمنظمات متطرفة ومن بينها جماعات الإسلام السياسي، مثل الإخوان المسلمين والتنظيمات المحظورة كتنظيم القاعدة و النصرة و داعش وغيرها.

ونقلت "العربية.نت" عن  المحامي بسام العسعوسي (أحد الموقعين على البيان)، قوله : "نحن أصدرنا البيان بعد إصدار السعودية و مصر و الإمارات والبحرين بياناً عن أن هناك شخصيات قطرية أو محمية قطرياً تدعم الإرهاب بشكل أو بآخر، ونحن لدينا هدف وغاية منذ زمن وعلى المستوى الشخصي سبق أن رفعت دعوى لإغلاق جمعية الإصلاح الاجتماعي بالأساس، وهذه الجمعية واجهة الإخوان المسلمين في الكويت، حادت وخرجت عن الغايات والأهداف المقررة لها بنص القانون، لأن القانون يقول بأنها جمعية نفع عام، لذا يجب أن تبقى في إطار هذا النفع العام ولا تزاول العمل السياسي".

الإخوان وتمويل الإرهاب

وتابع قائلاً: "من هذا المنطلق رفعنا دعوى وتحدثنا كثيراً عن أن جمعية الإصلاح خرجت عن الغايات والأهداف التي قررت من أجلها، لاسيما عملية التبرعات والدعم المادي لجهات معينة، ووزارة الشؤون من الأساس المكلفة والمعنية بالعمل الخيري أوردت مجموعة ملاحظات وتقارير حول هذه الجمعية تحديداً جمعية الإخوان المسلمين، ونحن أصدرنا البيان لضبط عمليات التحويل، وناشدنا في أكثر من مرة لاسيما أن هناك تقارير من وزارة الخزانة الأميركية قالت إن هناك شخصيات تدعم وتمول الإرهاب وسمتها بالاسم".
وأكد #العسعوسي أن المجموعة التي أصدرت البيان مؤيدة لما اتخذته المملكة ومصر والإمارات والبحرين، وناشدت الحكومة_الكويتية ضبط ومراقبة الأموال عن كثب، لأن هذه التصرفات – جمع الأموال- قد تضع الكويت في خانة دول تدعم وتمول الإرهاب.

إلى ذلك، أضاف: "نحن يهمنا بالدرجة الأولى أن يبقى بلدنا نظيفاً، لذلك تداعت مجموعة من الشخصيات لإصدار هذا البيان الذي انتهينا فيه إلى حث الحكومة على المراقبة عن كثب وجدية، لأن الكويت اليوم تحت دائرة الاتهام والشكوك والظنون".

وتابع: "وبالمناسبة هناك شخصيتان من ضمن الشخصيات الواردة، هما حاكم المطيري وحجاج العجمي، وهما كويتيا الجنسية".

قطر أساءت للخليج

وعن قرار المملكة ومصر والإمارات والبحرين التي اتخذت إجراء المقاطعة تجاه قطر علق العسعوسي مؤكداً أنه من حق السعودية والدول العربية معها الحفاظ على أمنها الوطني عند الشعور بالخطر، واتخاذ العديد من الإجراءات للمحافظة على الأمن الوطني منها المقاطعة.

وأوضح أن قطر دولة تعاني من المتناقضات، مثل "فتح مكتب تمثيل إسرائيلي تجاري واحتضان حماس"، وهذا يطلق عليه "سفر التائهين"، واصفاً إياها بـ"الدولة المارقة"، ومتأسفاً على الحالة التي وصلت إليها.

كما قال متأسفاً: "إن قطر خرجت عن الإجماع الخليجي، لاسيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وتحتضن العديد من العناصر التي أضرت دول الخليج".

وتابع: "قناة الجزيرة لم تدخر وسعاً في الإساءة إلى كل دول الخليج، قطر شرّقت وغرّبت، ولم تترك أحداً لم تدعمه في مواجهة شقيقاتها، ونحن على مستوى الكويت تعرضنا إلى ما تعرضنا له من قناة الجزيرة ومن قطر، ومنذ إنشاء قناة الجزيرة أصبحت الناطق الرسمي باسم النظام العراقي".

تأجيج الحراك في الكويت

وشدد العسعوسي على أن قطر عندما هبت رياح الربيع العربي وسمومه الصفراء، وحدث نوع من الحراك الشعبي داخل الكويت اعتراضاً على بعض الأمور الدستورية حاولت أن تنفخ عليه النار، وتؤجج وتكبّر وتضخّم وتدعم وتموّل هذا الحراك، متسائلاً: "لمصلحة من كل هذا؟ ليش يا أختنا وعزيزتنا قطر كنتِ تحاولين تصوير الحراك الكويتي بأنه انقلاب شعبي على السلطة في الكويت ومحاولة إبراز أن الكويت دولة قمعية دكتاتورية شمولية تقمع شعبها؟ هذا السؤال نتمنى من الإخوة في قطر يجيبوا عليه".

زيارة "مشبوهة" لرئيس الوزراء القطري ولقائه بالمعارضة

وذكر المحامي الكويتي بسام العسعوسي تأكيداً لكلامه، أن محامي رئيس وزراء قطر السابق جاء أمس الأول إلى الكويت والتقى مجاميع معارضة، وقال: "لنا أن نسأل إيش فحوى هذه الزيارة؟ هل هي زيارة شعبية ودية؟ إذا كانت هي شعبية وودية لماذا يلتقي بمجموعات معينة، هم إخوان مسلمون ومجموعات معارضة للسلطة؟ وأنا لا أدافع عن السلطة لكن أتساءل بصوت عال، ولدي استفهامات كبيرة ما هو المعنى عندما يزور محامي رئيس الوزراء القطري مجموعات مناهضة للسلطة في الكويت؟".

وأضاف: "أنا لست متحدثاً باسم السلطة ولكن من حقي طرح هذه التساؤلات، وليس من الحصافة أن يحضر محامي رئيس الوزراء ويلتقي بهذه المجموعات أم أن هذا تأكيد على الدور القطري في الكويت؟".

وأوضح العسعوسي أن لديهم ملاحظات عن دعم قطر واحتضانها لكل ما يسيء للكويت، سواء كانت عناصر إخوان مسلمين أو معارضة أو عناصر مسيئة وأنه على الرغم من كل ذلك أبى أمير الكويت إلا أن يتحلى بأخلاق الفرسان، ويقود عملية مصالحة لعودة قطر إلى الحضن الخليجي، وزاد: "نحن نتعامل مع الناس بأخلاقنا وليس بأخلاقهم".

وحذر العسعوسي قطر مما وصفه بـ"اللعب بالنار"، لأنها ستحرقها، وقال: "هي اليوم تحتضن عدداً من الأفاعي، وربما تنقلب عليها، ونحن تجمعنا معها علاقات اجتماعية ونسب ومصاهرة ومصير مشترك، وعلاقات مديدة وطويلة إلا أن الأخوة في قطر عليهم إعادة التفكير في علاقاتهم، والسؤال لماذا كل المحيط العربي يغضب من قطر عليها التفكير في ذلك؟".

ولفت إلى أنه على قطر أن تعي أن الدول لديها إمكانيات ووسائل وسترد عليها بالمثل، وأردف قائلاً: "اليوم قطر تغضب من قناة العربية ولا تريدنا أن نغضب من الجزيرة على مدار سنوات، ولا يعتقد الإخوة في قطر أنهم هم الأذكياء فقط".

تركيا وإيران.. وين رايحين؟

كما ناشد العسعوسي في ثنايا حديثه صناع القرار في قطر بإعادة النظر بسياستهم، وقال: "يؤلمني أن قطر شذت ومن شذ شذ في النار، وهذه مناشدة من قلب صادق عليهم إعادة النظر في سياستهم، والتفكير بأنه ليس لدى قطر من سبيل سوى العودة للصف الخليجي".

وأضاف:" لا يمكن أن يدر في خلد جارات قطر إبراز أي عمل عسكري تجاهها وهذا يدفعني للتساؤل لماذا الاستعانة بقوات عسكرية، وهذه سقطة كبيرة، وهي دولة خليجية يجب أن تعيش في محيطها الخليجي، ارتماؤها في الحضن العثماني سيفيد تركيا أكثر من قطر على المستوى الاقتصادي والمالي ولو تركيا تستطيع نفع أحد لنفعت نفسها فهي تعاني من مشاكل داخلية، الاعتداء على الحريات وتكميم الأفواه وتقويض السلطة والجيش هناك مقموع وهناك أكثر من 10 آلاف معتقل ".

ولمح إلى أن تركيا تريد أن تبعد هذه المشاكل وتصدرها إلى قطر، بتحالفات لا تسمن ولا تغني من جوع على حد وصفه، وذكر العسعوسي أن الأخطر والأغرب من ذلك هو التحالف مع  إيران كون قطر تحاربها على تخوم دمشق ثم تستورد منها مواد غذائية، ثم تساءل بحرقة: "هذه من التناقضات لا أعلم سببها، وين رايحين؟ وين بيوصلون؟".

معول هدم.. وخطاب مرتبك

وتابع العسعوسي: "قطر أصبحت معول هدم، وتمثل خطراً على الدول الشقيقة، وقناة الجزيرة تحتضن المرتزقة وفتحت أبوابها للهاربين من بلدانهم، لذا لماذا تحزن قطر عندما يريد الآخرون الحفاظ على مصالحهم المشروعة؟ ".

وعن مفردة الحصار التي حاول أن يروج لها القطريون هذه الأيام في قنواتهم ومواقع التواصل الاجتماعي، علق العسعوسي، قائلاً: "هناك تناقض حتى في خطابهم، الآن في جانب يقولون بأنه حصار، وفي جانب آخر يقولون كل شيء متوفر والمنتجات موجودة والأسواق المركزية مفتوحة، والكل ينعم على المستوى الغذائي والاقتصادي وهذا التناقض امتداد لسياستهم".

وشدد العسعوسي على أنه بات الكل اليوم فاهما وواعيا وعارفا، والناس تعرف ما هو الدور القطري في الشأن الكويتي؟ ومحاولة تسويقها لأركان النظام البعثي البائد منذ إنشاء قناة الجزيرة، وتصويرها للحراك بأنه مشابه لما يحدث في سوريا و تونس، وتردد بأنه يجب تغيير نظام الحكم في الكويت لأن الحكومة شمولية وطاغية ومن هذا القبيل، وغيرها من المفاهيم التي حاول جمال ريان وفيصل القاسم وأحمد منصور وبقية الجوقة تسويقها علينا، في المقابل قد لا يسمح لك في قطر بانتقاد رئيس نادٍ".

Email