إرهاب الدوحة..تدفع ثمنه رياضياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال أصداء المقاطعة العربية والعالمية لقطر باعتبارها راعية للإرهاب تتردد في العالم أجمع، وما لهذه المقاطعة من أصداء اقتصادية ورياضية وسياسية، ونظراً لدخول الجانب القطري في العديد من الشراكات الرياضية سواء برعاية الأندية أو الاتحادات أو من خلال سيطرة شبكة القنوات القطرية »بي إن سبورتس« على حقوق النقل الحصرية لمباريات الدوريات الكبرى والبطولات المفضلة في أغلب أنحاء العالم.

وحقيقة الأمر فماكينة الأعلام القطري تنتشر على الكثير من الموائد الصحافية في العالم سواء المرئية أو المطبوعة والرقمية، لتنفي أو تبعد التماس والعلاقة المباشرة بين الوضع السياسي القطري والرياضة، على اعتبار أن السياسة تسير في اتجاه والرياضة في اتجاه آخر.

وفي الوقت الذي يدعي الإعلام القطري ذلك يفعل عكسه على أرض الواقع، وأكبر دليل ما ظهر به لاعبو المنتخب القطري في مباراة الفريق يوم الأربعاء، والتي خرجوا فيها مرتدين شعارات سياسية، تدل بقوة على عمق وتأصل العلاقة بين السياسة القطرية والرياضة.

وقد لاقى التصرف القطري وقمصان اللاعبين في مباراة الفريق أمام المنتخب الكوري في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم استنكاراً واسعاً، من الإعلام الغربي.

واهتم كتاب المقالات بهذا الأمر، باعتبار أن الاتحاد الدولي »فيفا« لم يعلن عن عقوبات فورية، وهو أمر يتنافى مع مواثيقه الرافضة للدعايات السياسية والشعارات العنصرية أو الرسائل الفئوية من خلال المسابقات الدولية.

وطالب الكاتب الفرنسي يانيك ساغورين الاتحاد الدولي بأن يكون حازماً وحاسماً في قراراته ضد الاتحاد القطري لكرة القدم، الذي وفقاً للكاتب بموقع »سبورتس« الفرنسي، يتلاعب بالرياضة لخدمة مصالحه.

وقال يانيك في مقاله المنشور أول من أمس، مذكراً جيانيني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بتصريحه عندما قال حول القضية القطرية واحتمالية سحب كأس العالم 2022 من قطر، والذي قال فيه: »فيفا، هو لرعاية كرة القدم حول العالم، وليست للتدخل في السياسة«.

وقال يانيك مدللاً بتصريح إنفانتينو إن كرة القدم لو كانت ليست للتدخل في السياسة فلماذا ارتدى منتخب قطر قمصاناً تحمل شعارات سياسية، معتبراً أن ذلك عكس ما يقال ويتم تناوله من فصل السياسة عن الرياضة، ومؤكداً أن ما حدث دلالة واضحة على تورط الرياضة في السياسة برعاية »فيفا«، التي يجب أن تتدخل سريعاً وبشكل رادع لإيقاف مثل هذا الأمر.

القمصان

وعلى جانب آخر نفى نادي برشلونة الإسباني أن يكون للأزمة الخليجية المتعلقة بقطر تأثير مالي على النادي الإسباني، وفي تقرير منشور عبر موقع »غول« الإنجليزي أكد أن التأثيرات المالية على النادي تعد ضئيلة، كون الفريق الكتالوني سيخلع القميص الذي يحمل شعار الطيران القطري خلال 15 يوماً بانتهاء العقد بين النادي وخطوط الطيران القطري يوم 30 من الشهر الجاري.

وبالتالي وفي ظل مباريات الأجندة الدولية وانتهاء الموسم الكروي فلن تكون هناك مباريات في الفترة الحالية، كما أن مبيعات القمصان تتضاءل قبل نهاية الموسم بشكل اعتيادي، وتكون كميات القمصان قد تضاءلت في المتاجر، انتظاراً لإصدار القميص الجديد.

وكان برشلونة قد وقع عقداً مع »راكوتين أدورين« اليابانية المتخصصة في المتاجر الرقمية لرعاية قميص البلاوغرانا اعتباراً من الموسم 2017/ 2018، وحصل برشلونة بموجب العقد على 59 مليون يورو عن العام الواحد، وتضاف نسبة 1.5% ربحاً في حالة حصول الفريق الكتالوني على لقب الدوري الإسباني، وخمسة ملايين يورو إضافية في حالة ربح دوري أبطال أوروبا.

والمتأثر الوحيد هو خطوط الطيران القطرية، التي خسرت سباق رعاية برشلونة العام الماضي أمام الشركة اليابانية، بعد أن قدمت القطرية 35 مليون يورو أقل بـ19 مليون يورو عن الشركة اليابانية، الأمر الذي دفع النادي الكتالوني بعدم التجديد مع القطرية.

كذبة

وكانت تغريدة قطرية كاذبة قد لاقت رواجاً كبيراً في الأوساط الرياضية، حيث قالت التغريدة إن ارتداء قميص برشلونة بالشعار القطري يتسبب بالحبس 15 عاماً لمرتديه في السعودية.

الأمر الذي سبب رعباً في الأوساط الرياضية واستنكاراً بعد أن نشرته صحف الميرور وصن الإنجليزيتين دون الاستناد لمصادر صحافية صحيحة، وبالطبع كانت كذبة ليس لها أي أساس من الصحة، وبأي حال من الأحوال فعقد الفريق الكتالوني قد انتهى ولن يتم تجديده.

التجديد

وعلى صعيد التجديد يبدو الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا في مأزق بسبب خطوط الطيران القطرية، التي صارت ممنوعة من دخول العديد من البلدان العربية، وفي قارة آسيا، والرقعة تتسع بمنع والحجب، وبالتالي فشراكة الخطوط القطرية مع الاتحاد الدولي وكونها الناقل الرسمي للاتحاد في بطولاته سيكون محل شك في الفترة المقبلة.

وربما يلجأ »فيفا« لحلول بديلة لفسخ التعاقد أو على الأقل إدخال ناقل آخر بديل مع خطوط الطيران القطرية لتدارك أزمة الحجب التي يعاني منها الاتحاد القطري، وقد يكون ذلك بداية لزعزعة عملية استضافة كأس العالم 2022، والتي تتكفل بجزء كبير من تكلفتها خطوط الطيران القطرية وشراكتها مع فيفا.

وتمتد شراكة الاتحاد الدولي لكرة القدم وخطوط الطيران القطرية حتى 2022، وتشمل الرعاية ناقلاً حصرياً لبطولات كأس القارات 2017، وكأس العالم روسيا 2018، وكأس العالم للأندية 2019 وكأس العالم للسيدات وأخيراً كأس العالم 2022 في قطر.

أزمة

وتبدو أزمة الدوريات الكبرى وحقوق النقل الحصري لشبكة قنوات بي إن سبورتس القطرية في ظل المقاطعة الخليجية والشرق أوسطية للدولة الراعية للإرهاب وقنواتها في طريقها للانتهاء، بعد أن أكدت مصادر في موقع »سكاي سبورتس« أن الدوري الإيطالي بصدد النزول للمعترك وطرح حقوق بثه للبيع المفتوح بشرط البيع لشبكة مشفرة.

وغير مفتوحة، وقد أعدت أكثر من شبكة شرق أوسطية العدة للدخول في المنافسة على نيل حقوق النقل الحصري، والأمر نفسه ينطبق على الدوري الألماني المنتظر طرحه أيضاً للبيع.

وتجد الدوريات الكبرى والمسؤولين عن تسويقها أنفسهم في أزمة تسويقية حادة في ظل حجب القناة القطرية ومنع بيع اشتراكاتها في دول الخليج، وبالتالي تراجع نسب المشاهدة في الشرق الأوسط، الأمر الذي يؤثر مباشرة على عقود الرعاية والدعاية والإعلان للأندية الكبرى والدوريات.

فالأساس في بيع القمصان ورعاية الدوريات، والتي تحقق دخلاً بالمليارات للأندية والاتحادات الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية، الأصل أن كتابة الشعار على قمصان الأندية أو على الاستادات أن يصل لأكبر نسبة مشاهدة حول العالم.

بنسب معينة، وللشرق الأوسط حصة كبرى من الدعاية والإعلان للشركات الكبرى، وبالتالي فحجب القناة ومنع بيع اشتراكاتها يهدد المعلنين بعدم وصول أسماء شركاتهم لعدد كبير من قاطني الدول المقاطعة للقناة والدولة الراعية للإرهاب.

الأمر الآخر أن منطقة الشرق الأوسط من أهم المناطق المستهدفة من الأندية الكبرى وحجب مشاهدة مباريات تلك الأندية في المنطقة يؤدي إلى تراجع شعبية تلك الأندية، ما يعود بخسارة ملايين من الاستثمارات على تلك الأندية.

وبالتالي فالخسارة المباشرة وغير المباشرة ستلحق بالدوريات الكبرى والفرق الأشهر في العالم ورعاتها بسبب مقاطعة قنوات بي إن سبورتس، وهو الأمر الذي يبشر بزوبعة جديدة تقودها الأندية والدوريات الكبرى للخروج من سطوة »بي إن سبورتس«، التي ستتراجع نسب مشاهدتها إلى أبعد الحدود بسبب المقاطعة، وقد يؤدي الأمر لفسخ العقود السارية أو عدم التجديد للمنتهية عقودهم كالدوري الإيطالي الباحث حالياً عن عروض نقل حصري.

ماكينات الدعاية القطرية تنفي تأثير السياسة على الرياضة

الدوحة تستعين بكرة القدم لتجميل صورتها الخارجية

كاتب فرنسي يدعو إنفانتينو للتمسك  بشعاراته وتطبيقها

تغريدة كاذبة وراء شائعة السجن بسبب القميص الكتالوني

برشلونة ينزع »طيران قطر« عن قميصه خلال أسبوعين

الناقل الرسمي لـ »فيفا« مهدد بفسخ العقد مع اتساع رقعة المقاطعة

الدوري الإيطالي أول الهاربين من أسر »بي إن سبورتس«

نسب المشاهدة تهدد الدوريات الكبرى والفسخ هو الحل

Email