تدهور شامـل في ثقــة القطريـين والمقيمين

الشرخ الداخلي يتصاعد في قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاقم الشرخ الداخلي في قطر خلال الأيام القليلة الماضية، مع تدهور ثقة القطريين والمقيمين بسياسة النظام القطري، وتنامي القناعة بأن التبعات المترتبة على مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر ودول أخرى للدوحة (بسبب سياساتها التي استهدفت على مدى سنوات زعزعة الاستقرار في دول المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية)، ستؤدي إلى تدهور اقتصادي خطير.

وقال محللون أن محاولات الحكومة القطرية لطمأنه مواطنيها والمقيمين فيها، أخذت تفقد مصداقيتها بشكل تدريجي، مع تصاعد الخسائر الاقتصادية في مختلف القطاعات، وتدهور ثقة المستثمرين المحليين والأجانب، واتضاح مدى حدة الأضرار الشمولية المترتبة على سياسات النظام القطري.

وفشلت الرسائل الإيجابية التي تسعى الحكومة لبثها في الحيلولة دون تصاعد حدة القلق بين المواطنين والمقيمين في قطر، وبات الخوف من فقدان الوظائف واستمرار ارتفاع أسعار السلع يتصدران المخاوف المتنامية بين تواجه سكان البلاد.قال تقرير لوكالة اسوشيتدبرس إن هناك قلقاً متزايداً بين الوافدين في قطر بشأن احتمال فقدان وظائفهم، نتيجة تصاعد وتيرة غموض الوضع الاقتصادي وتدهور الأعمال.

ونقلت الوكالة عن أحد العاملين الأجانب قلقه بشأن وظيفته، فضلاً عن ارتفاع أسعار الغذاء. وقال الوافد للوكالة إذا استمر هذا الوضع سوف يكون هناك مشكلات كبيرة للعمالة الوافدة. وقال إن سعر الغذاء سوف يرتفع ولن يكون هناك وظائف.

وقال وافد آخر الجميع يتحدث عن هذه المشكلة، ويقول البعض إنهم قد يعيدونا إلى بلادنا. وأشار إلى أن أسعار بعض السلع الغذائية تضاعفت. وأعرب عن قلقه حول ما إذا استمر الوضع أطول من ذلك.

تراجع الأعمال

ويمثل اجيت الذي حصل على عمل في قطر قبل سبعة أشهر، لكن الكهربائي الهندي أصبح اليوم، مثل مئات غيره من العمال الأجانب، يخشى أن يفقد عمله ويضطر للعودة إلى بلده في ظل الأزمة المتفاقمة .

ولا يخشى اجيت خسارة عمله فقط، بل يتخوف أيضا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بعد إغلاق السعودية معبرها الحدودي مع قطر ومنع طائراتها من عبور أجواء المملكة ودولة الإمارات والبحرين.

وقال لوكالة فرانس برس «اذا استمر الوضع على هذا المنوال فسنواجه مشاكل بينها ارتفاع اسعار المواد الغذائية وفقدان اعمالنا».

ويشعر اجيت، الذي يجني نحو ألف ريال قطري (275 دولارا) في الشهر يرسل أكثر من نصفه إلى عائلته في الهند، بالقلق من ان تستمر الأزمة وتؤدي الى تراجع الاعمال في هذه الإمارة الصغيرة.

ويوضح «في بعض متاجر المواد الغذائية، ارتفعت أسعار الأرز والطماطم والبصل حتى أنها تضاعفت". ولم يجد الكهربائي وسيلة للتكيف مع ارتفاع الأسعار سوى في ان يكتفي بتناول وجبة واحدة فقط في اليوم.

ويقف أكثر من مليوني عامل في قطر معظمهم من جنوب آسيا، عند الخط الأمامي للمواجهة مع التبعات المباشرة للازمة.

وبينما من المفترض ان يتمكن الأجانب الغربيون في قطر من التكيف مع هذه التبعات، فان الثمن الاكبر سيدفعه اجيت ومعه مئات الاف العمال الآسيويين الاخرين، الذين قد لا يجدون وظائف في بلدانهم إذا قاد التدهور الاقتصادي في قطر إلى مزيد من التدهور في مختلف قطاعات الأعمال.

في إحدى ضواحي الدوحة، عند موقع بناء خاص ببطولة كأس العالم 2022 التي ستستضيفها قطر، يستريح انيل، الآتي من بنغلادش، بعد فترة صباحية من العمل في درجة حرارة مرتفعة بلغت 48 درجة مئوية. ويقول انيل لفرانس برس «الكل يتحدث عن هذه المشكلة. البعض يقولون انهم قد يعيدوننا إلى بلداننا»، مشيرا في الوقت ذاته الى ارتفاع اسعار الفواكه وبينها التفاح الذي ازداد سعره من سبعة ريالات للكيلوغرام الواحد إلى 18.

أزمة في رمضان

عبد الباري، الكهربائي الذي يجني 850 ريالا في الشهر، يعمل في قطر لتسديد مصاريف مدرسة ابنتيه في الهند.

ويقول «سمعت ان قطر تدعم الإرهابيين ولهذا فانهم يحاصرونها»، مضيفا ان الازمة ستنعكس على مستقبل ابنتيه.

ورغم التطمينات الرسمية، الا ان القلق في مواقع البناء العديدة في الامارة التي انفقت المليارات على الاعمال الخاصة ببطولة كأس العالم، يتصاعد يوما بعد يوم.

وقال عامل البناء نور الاسلام (26 عاما) «أعتني بأبي وأخي وأمي وشقيقاتي وأرسل لهم 1500 ريال في الشهر»، مضيفا «بالتأكيد ستواجه أسرتي مصاعب إذا استمرت الأزمة».

Email