دعمت «القاعدة» و«الحشد الشعبي» و«حزب الله» بالمال والسلاح

قطر.. إرهاب بقنـاع دولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تحشد دول العالم كل قواها ووسائلها لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، ووضع حد لنموه، تثبت قطر خلاف ذلك، وأن موقفها الفعلي دعم المنظمات الإرهابية والقوى المتطرفة، وتوفير الحماية للمعارضات السياسية باستقطابهم ومنحهم منصة إعلامية ينفثون سمومهم عبرها، حيث تصر على التمادي في السياسات الكارثية التي تنتهجها في التخريب لدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة، ودعمها لمخططات إيران في المنطقة، واتخاذ مسلك معادٍ لدول المنطقة، وقد فشلت كافة المحاولات لإثنائها عن هذا الطريق الذي يهدد الأمن الخليجي والعربي والدولي، وأصبحت تواجه عزلة دولية حقيقية، مع هذا الرفض العالمي الكبير لسياساتها.

 

سوريا

تمويل تنظيم القاعدة

لم تعد العلاقة بين جبهة النصرة الإرهابي، ودولة قطر سرية، بحكم التطور الرومانسي والفاضح لهذه العلاقة طوال السنوات الأربع الماضية، بل بات الحديث عن هذه العلاقة من الماضي، لكننا نفتح هذا الملف للتأكيد على مسؤولية قطر في تغذية هذه الجماعات وبشكل مباشر، والذي تسبب في مقتل المئات من الأبرياء، سواء من خلال العمليات الانتحارية أو من خلال الحرب التي تشنها هذه التنظيمات على السوريين أو في أي مكان آخر.

وهناك دلائل ملموسة على عمق العلاقة القطرية بالتنظيمات الإرهابية، ليس فقط جبهة النصرة، وإنما يتجاوز ذلك إلى الحشد الشعبي العراقي، وإلى حزب الله اللبناني.

في العام الماضي، وجه الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، اتهاماً لقطر بأن لديها علاقة مؤكدة مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وقال في مقاله له في صحيفة «الإندبندنت»، «ليس هناك شك بأن هناك علاقة بين قطر وجبهة النصرة»، واستشهد فيسك بلقاء قناة الجزيرة مع قائد التنظيم أبو محمد الجولاني.. والسؤال هنا، في الوقت الذي اختار فيه الجولاني أن يظهر بشكله الحقيقي على التلفاز، اختار منبر قناة الجزيرة القطرية..! لماذا؟.

خطاب تكفيري

لم تنتهِ التساؤلات التي تقودنا إلى يقين العلاقة القطرية مع تنظيم القاعدة، ففي خطاب التحول المزعوم لأبو محمد الجولاني من تنظيم جبهة النصرة (القاعدة في بلاد الشام)، إلى تنظيم فتح الشام، أيضاً اختار الجولاني شاشة الجزيرة، ليس فقط لأنها المنبر الأوسع انتشاراً، بل لأنها المنبر الذي يتبنى هذا التنظيم، وهذا الأمر ينطبق على زعيم التنظيم الإرهابي أيمن الظواهري أيضاً.. إذاً نحن أمام مشروع تبني للخطاب التكفيري الإرهابي في المنطقة. وهذا لم يعد سراً، إذ ان كل الخطابات الإرهابية تجدها على منصة قناة الجزيرة.

وقد ذكرت مجلة «فورن بولسي» الأميركية الشهيرة، أن وزارة الخزانة الأميركية، رصدت التمويل القطري في سبتمبر 2014 لتنظيم القاعدة، من خلال رجل أعمال قطري منح انتحاريي تنظيم القاعدة في سوريا، مبلغ مليوني دولار..

تساهل

وبحسب ما أوردته المجلة في تقريرها، فإن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، كشفوا تساهل قطر مع مسلحي تنظيم القاعدة، وأكدوا أن بعض مواطني قطر يمولون تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، ووصفت المجلة موقف قطر بالمتناقض، فهي تدعم تنظيم القاعدة، وتستضيف قواعد عسكرية أميركية على أراضيها.

بل إن صحيفة «واشنطن بوست»، كشفت في تقرير لها في 2013، عن تورط الأكاديمي القطري الشهير عبد الرحمن النعيمي، في دعم تنظيم القاعدة باسم التمويل الخيري، كما أنه الممول الرئيس، بحسب الصحيفة، لكافة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وأمام هذا المشهد، لا بد من إعادة قراءة الدور القطري في كل الدول العربية، التي تعمها الفوضى، والبحث عن الدور الخفي لدولة قطر في دعم هذه التنظيمات.

تمويل

في أغسطس، أطلقت جبهة النصرة سراح الجنود الفيجيين الذين يعملون في الأمم المتحدة على الحدود بين الاحتلال الإسرائيلي وسوريا في الجولان، وقد واكبت الجزيرة هذه الحادثة لحظة بلحظة، بينما توسطت قطر في الإفراج عن هؤلاء الجنود. وكشفت مصادر في المعارضة السورية لـ «البيان»، أن سامي العريدي (المسؤول الشرعي العام لجبهة النصرة)، تلقى أموالاً طائلة من قطر للإفراج عن هؤلاء الجنود. وأكدت المصادر أن العريدي كان من أكثر الشخصيات المقربة من الاستخبارات القطرية، وكان يتحرك بموجب التوجيهات القطرية ضد الفصائل المعتدلة، وقلما قاتل مقاتلوه قوات النظام السوري في تلك المنطقة، أو مواجهة حزب الله الإرهابي. وقد كانت هذه الاستراتيجية القطرية، من أجل تمويل هذه التنظيمات، بحيث تدخل على خط الوساطة للإفراج عن مختطفين من قبل هذه التنظيمات، ومن ثم، تجد في هذا الباب مسوغاً لتمويل هذه التنظيمات الإرهابية، وخصوصاً مع تنظيم فتح الشام (النصرة سابقاً).

تغيير ديموغرافي

كانت العملية الأكثر بشاعة في سوريا، هي نقل أهالي كفريا والفوعة إلى منطقة مضايا والزبداني، مقابل العكس، وقد وصفت هذه العملية بأنها أكبر عملية تغيير ديموغرافي في سوريا منذ بداية الأزمة لحماية النظام السوري، وتحقيقاً لرغبة إيران في الانتشار الشيعي على محيط مدينة دمشق.. فمن هو عراب هذه الجريمة اللا إنسانية.

يقول مسؤول في المعارضة السورية، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الدور القطري كان المحرك الرئيس في هذه الصفقة، فقد تمكنت قطر من جمع ممثلين عن حركة أحرار الشام وجبهة النصرة اللتين تسيطران على مدينة إدلب ومحيط كفريا والفوعة، مع ممثلين عن حزب الله والحرس الثوري الإيراني، اللذين يسيطران على مضايا والزبداني، ومن خلال الدور القطري، تمت الصفقة الدنيئة بترحيل أهالي المنطقتين، مقابل منح كل من تنظيم النصرة وأحرار الشام أكثر من 50 مليون دولار.. وبالفعل، تمت العملية، وبالتالي، مولت قطر بصورة غير مشروعة تنظيم القاعدة، بمبلغ هائل، يكفي التنظيم للحياة أكثر في سوريا.

400 مليون

وقالت مصادر على اطلاع بقضايا التنظيمات الإرهابية في سوريا وتحولاتها لـ «البيان»، إن خطاب التحول الشهير الذي أعلن بموجبه الجولاني عبر قناة الجزيرة، التحول من تنظيم النصرة إلى فتح الشام، كان مقابل 400 مليون دولار، دفعتها قطر من أجل إعادة تموضع القاعدة، حين كان الضغط الأميركي يركز على ضرورة فصل النصرة عن فصائل الجيش الحر المعتدلة.

وأكدت المصادر أن هذه الطريقة، كانت تهدف قطر من خلالها إلى تقوية تنظيم جبهة النصرة، في ظل تزايد الضغط الدولي على التنظيم، وإعلان التحالف الدولي للحرب ضده، وكذلك الأمر، السماح لهذا التنظيم بابتلاع بقية التنظيمات الأخرى، وبالفعل، كان هذا ما حدث بعد تحولات الجولاني المزعومة واستلام المال القطري، حيث فتحت النصرة النار على الفصائل المعتدلة في الريف الغربي من حلب، وكذلك هاجمت بعض الفصائل في ريف إدلب.

الشواهد على العلاقة الوثيقة بين قطر وجبهة النصرة، علاقة مفضوحة لدى أوساط المعارضة السورية، حتى إن قيادات عسكرية من هيئة الأركان السورية السابقة، طلبت من قطر أن تتعامل بشكل مباشر معها فيما يتعلق بالتمويل وتقديم السلاح، إلا أن قطر أصرت على أن تتعامل بشكل منفرد. وتؤكد مصادر موثوقة في المجلس العسكري للمعارضة السورية، الذي تأسس في أنطاليا عام 2012، أن قطر كانت تخصص 40 في المئة من الأسلحة التي تقدمها للمعارضة، فيما توزع بقية الأسلحة على أكثر من عشرين فصيلاً، لافتاً إلى أن ميزانية القاعدة (جبهة النصرة)، كانت تعادل أضعاف مخصصات الفصائل الأخرى.

ولفت إلى أن الهجوم الشهير على مقر قيادة الأركان في باب الهوى في عام 2014، سبقه دعم قطري لا محدود لهيئة الأركان، وبعد هذا الدعم، هاجمت جبهة النصرة وفصائل إسلامية متطرفة، مقر هيئة الأركان، ونهبت كل الأسلحة في المستودعات، معتبراً أن هذا جزء من الخطة القطرية لإغراق سوريا بالقوى المتطرفة.

شراء الفصائل الضعيفة

العديد من المراقبين السوريين للأحداث، بما فيهم سياسيون معارضون، تحدث إليهم «البيان»، وفضلوا عد ذكر أسمائهم، أبدوا استغراباً من السياسة القطرية حيال سوريا.

وأكدت عدة شخصيات، أن الدعم القطري للتطرف بدا واضحاً في عام 2014، فقد اعتمدت قطر على شراء الفصائل الضعيفة وضمها إلى تنظيم القاعدة، وكانت تقدم، وحتى هذه اللحظة، رواتب مغرية للفصائل، من أجل استدراجها والانضمام إلى تنظيم النصرة.

وأكدت شخصية بارزة في المعارضة السورية، أن قطر يوماً من الأيام ستدفع الثمن الباهظ بسبب سياستها المدمرة في سوريا، لافتاً إلى أن اللعب بالإرهاب استراتيجية فاشلة، جربها العديد من الدول، وفي النهاية ينقلب السحر على الساحر. وبينت أن حجم سيطرة جبهة النصرة على المناطق السورية لم يكن لولا الدعم القطري، لافتاً إلى أن أول من خرج من مدينة حلب وتسبب بسقوطها، هو تنظيم القاعدة الموالي لقطر، لافتاً إلى أن قطر ضالعة بشكل مباشر في سيطرة روسيا والنظام وإيران على تلك المدينة.

العراق

دعم «الحشد الشعبي»

العلاقة القطرية مع مثل هذه التنظيمات تجاوزت سوريا إلى العراق، إذ نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، عن مصادر عراقية، وجود علاقة ارتباطية بين اتفاق كفريا والفوعة، ومساعي قطر للإفراج عن مختطفين قطريين، بينهم أعضاء في العائلة الحاكمة في قطر في العراق.. وأشارت «ذا غارديان» إلى أن طائرة قطرية انتظرت أربعة أيام على التوالي في بغداد، لإتمام صفقة الإفراج عن 26 مختطفاً قطرياً. وأوضحت أن تلك الصفقة، ربما تكون جزءاً من صفقة إقليمية ترتبط بصورة كبيرة بعملية إجلاء سكان 4 بلدات محاصرة في سوريا. ليتبين في ما بعد، أن قطر أيضاً قدمت 200 مليون دولار هدية لميليشيات لحشد الشعبي الطائفية، التي تنكل بالمدنيين في الأنبار والموصل، في سياسة تفوق الغرائبية والتصورات المنطقية، فكيف بدولة مثل قطر، أن تدعم الأضداد وتحرض على القتل في سوريا والعراق، والسؤال الكبير، ما مصلحة قطر في تنمية هذه التنظيمات القاتلة؟!!

ويؤكد محللون أن التنظيمات الإرهابية لعبة خطيرة، العديد من الدول جربها، وفي النهاية انقلب السحر على الساحر، حدث ذلك مع تنظيم القاعدة في أفغانستان، الذي انقلب على كل الداعمين له في حربه من الروس في أفغانستان، وحتى هذه اللحظة، تتذوق باكستان الداعم الرئيس للقاعدة في الحرب ضد الاتحاد السوفييتي، المرارة بسبب العمليات الانتحارية التي يشنها التنظيم على المدن الباكستانية.

وبعيداً عن ارتداد السحر على الساحر، إن العلاقة مع مثل هذه التنظيمات الإرهابية، مهما كانت الأسباب والدوافع تتنافى مع مفهوم الدول الحديثة، وأصول العلاقات الدولية، ذلك أن التحالف العالمي ضد الإرهاب، بات لا يقبل مثل هذه السياسيات المدمرة، وبالتالي، فإننا في مثل حالة العلاقة بين قطر والتنظيمات الإرهابية، نحن أمام علاقة مخالفة للأعراف والقوانين الدولية، وبطبيعة حال، فإن قطر تضع نفسها في مواجهة المجتمع الدولي، وهذا ما يدفع العالم لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد مثل هذه السياسيات.

ليبيا

نقل غازات سامة إلى سوريا

منذ أكثر من خمسة أعوام، تواترت اتهامات لدولة قطر بنقل غازات سامة من ليبيا إلى سوريا، لوضعها بين أيدي الجماعات الإرهابية التابعة لها، وخاصة جبهة النصرة، جناح تنظيم القاعدة في بلاد الشام، غير أن تلك الاتهامات كانت تتعرض للتهميش والتجاهل لسبب أو لآخر، وخصوصاً أن الإدارة الأميركية السابقة كانت متورطة في المخطط التي تزعمته قطر في المنطقة.

وفي أبريل الماضي، كشف تقرير استقصائي للصحافي الأميركي الشهير سيمون هيرش عن تورط المخابرات القطرية، والقيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة، عبد الحكيم بلحاج، ومليشيا الفاروق المتطرفة، مع قوى إقليمية ودولية في تهريب كميات من غاز السارين من ليبيا إلى سوريا. وأشار التقرير إلى أن كميات من غاز السارين، كانت مخزنة في منطقة صحراوية بليبيا، تم نقلها إلى سوريا عبر تركيا، لجبهة النصرة الإرهابية لاستخدامها ضد الجيش السوري، أو ضد بعض قوى المعارضة، واتهام قوات النظام بذلك. وأوضح هيرش أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، كانا على علم بما قامت به المخابرات القطرية. وبحسب مراقبين، فإن قطر نقلت عن طريق عملائها في ليبيا، كميات من غاز السارين لدعم حلفائها في سوريا، وبخاصة من الجماعات الإرهابية، التي كانت الدوحة تهيئها للسيطرة على مقاليد الحكم في دمشق، في حال الإطاحة بنظام الأسد.

كما سبق أن أكد السياسي الليبي أحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، استيلاء المتطرفين في ليبيا على غاز السارين القاتل، الذي كان موجوداً في مخازن بصحراء جنوبي البلاد. وأضاف أن المتطرفين، ومنهم تنظيم داعش، قاموا بنقل كميات كبيرة من هذا الغاز المحرم دولياً إلى مدن الشمال، بما فيها طرابلس، مشيراً إلى أن الغاز جرى استخدامه بالفعل، وأن دولاً غربية رصدت هذا الأمر، وغضّت الطرف عنه في حينه.

وتشير مصادر استخباراتية إلى أن النظام الليبي السابق، كان يمتلك مخزوناً من غاز السارين في منطقة صحراوية جنوبي سرت، وأن المليشيات المتشددة الحليفة لقطر، وضعت يدها على ذلك المخزون، وتم نقل لترين منه إلى الأراضي السورية، في حين لا تزال كميات أخرى لدى جهات مرتبطة بتنظيم القاعدة، وتشير ذات التقارير إلى أن أطرافاً إقليمية ودولية حذرت المليشيات الليبية من استعمال تلك الغازات السامة، خشية أن تبرر بذلك أي تدخل خارجي للقضاء عليها.

مصالحة

وتتجه ليبيا نحو تحقيق المصالحة الوطنية بعد تحجيم الدور القطري وإخراج المليشيات المدعومة من قبل الدوحة من العاصمة الليبية، وفي هذا الإطار، فوجئ الليبيون بالإعلان عن تنظيم مأدبة إفطار رمضانية في أحد أكبر فنادق طرابلس، حضره عدد من كبار رموز النظام السابق، ومن بينهم عبد الله السنوسي والبغدادي المحمودي والساعدي القذافي وأبو زيد دوردة، مع أفراد من أسرهم وقيادات اجتماعية وأعيان القبائل التي ينتمون إليها. وعلمت «البيان» أن رموز النظام السابق الذين كانوا مقيمين داخل سجن الهضبة تحت سيطرة الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة الإرهابي عبد الحكيم بالحاج، تم نقلهم للإقامة في عدد من الفنادق وبعض الفلل في أحياء طرابلس الراقية، على أن يتم الإفراج عنهم قبل عيد الفطر. وكانت كتيبة ثوار طرابلس قد سيطرت على سجن الهضبة، وطردت عناصر الجماعة المقاتلة من طرابلس في شهر مايو الماضي، بما يعني استبعاد عصابات قطر من العاصمة الليبية.

لبنان

رهان فاشل على حرب طائفية

منذ حرب تموز 2006، ومفاعيل «شكراً قطر» مستمرة حتى اليوم، هي العلاقة بين قطر وحزب الله الإرهابي التي استمرت بعد عام 2006 في الظلام، وتكرست بالدعم المالي والمعنوي، من خلال مفاوضات كفريا والفوعة، وصفقة المليارات للإفراج عن 26 صياداً كانوا ينتمون للأسرة الحاكمة في قطر.

وتخلص مصادر متابعة من تيار «المستقبل»، إلى أن القطريّين يسعون إلى حرب طائفية في لبنان، متوسّلين المال السياسي والإعلام لتحقيق ذلك، وما دعمهم المكشوف لحزب الله الإرهابي، إلا اجتهاد إضافي خارج «النصّ الخليجي».

ولأن القطريين حاولوا، دون جدوى، تثبيت أرجلهم في لبنان، لعلمهم أنه «بوّابة الحدث السياسي الإقليمي ومفتاحه»، نظراً إلى موقعه الجغرافي، وإلى تركيبته، وما يحمله من مقوّمات سياسيّة تصلح لكل من يدخل على خطّه أنْ يتحول إلى لاعب مهمّ في المنطقة، شدّدت المصادر نفسها على أن لبنان بات أكثر حضوراً على الساحة، ولم تعد قطر اليوم، بالنسبة إلى فريق كبير من اللبنانيين، كما كانت عليه عام 2008، إذ إن دورها السياسي بالنسبة للبنان، لا يزال محصوراً ضمن إطار كونها على علاقة بإسرائيل وإيران في آنٍ معاً، فيما التمسّك اللبناني بسياسة النأي بالنفس، لا يلغي التزامه بموجبات التضامن العربي، وبأنه جزء لا يتجزأ من العالمين العربي والإسلامي، الذي اجتمع في الرياض، وأطلق رؤية تاريخية تلتقي مع رسالة لبنان. كما أن دورها الإقليمي والدولي ليس في أفضل حالاته.

قوة محدودة

وبناءً على ما تقدّم، تخلص مصادر نيابية من «قوى 14 آذار»، إلى القول إن قوّة قطر باتت محدودة، فقوة المال لا تكفي وحدها للإمساك بزمام الأمور، فيما لا مصلحة للبنان على الإطلاق، في ظلّ ظروفه الراهنة، من الوقوف في وجه الإجماع العربي والإسلامي والدولي على التصدّي للأطماع الإيرانية في المنطقة، أو مسايرة حلفاء طهران، وعلى رأسهم حزب الله، لأن لذلك تداعيات بالغة السلبيّة على الوضع اللبناني سياسياً واقتصادياً. أما الخلافات القطرية- الخليجية، فلا حلّ لها، إلا على حساب تغيير الدوحة لسياساتها الخارجية، سواء في مصر أو سوريا أو العراق، كما في لبنان، بمعنى المراجعة الشاملة والعودة إلى حجمها الطبيعي، لكون المشكلة تتعلق بأصل الموقف من القضايا الخلافية، وليس بآليات العمل وأدواته.

 

Email