غالبية قراء الـ البيان .. وسيـــــــــــاسيون وخبراء عرب:

قطر وإسرائيل تعاون وثــــيق لتــفتيت الأمـــــة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تبدأ العلاقات القطرية الإسرائيلية في 2009، قدر ما كان ذلك العام تتويجاً لها، وخروجها من السريّة إلى العلن، صاحب ذلك بوادر تحول كبير في السياسة القطرية، تجاه دول المنطقة برمتها. علاقة قطر بإسرائيل التي بدأت في العام 1996 عبر غرفة مصالح مشتركة وعلاقات دبلوماسية قوية، ومصالح اقتصادية سرعان ما تطورت وبلغت حد توقيع اتفاقيات صفقات التسليح وبيع الغاز القطري لإسرائيل في العام 2008، ومضى الأمر ليصل حد مطالبة الدوحة برفع الحظر الاقتصادي عن إسرائيل.

كما أن العلاقة الدافئة التي جمعت قطر وإسرائيل ساهمت بشكل كبير في تعزيز الانقسام بين الفلسطينيين، وإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية، لصالح المشروع التوسعي الإسرائيلي في المنطقة. وأكد استطلاع أجرته «البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»وشارك فيه نحو 3300 شخص، أن هدف علاقة قطر وإسرائيل هو دعم المشروع التوسعي الإسرائيلي، وتعزيز الانقسام بين الفلسطينيين، إضافة إلى إدارة غزة بذراع إخوانية.

ورأى 8% من أصل 1020 شاركوا في الاستطلاع على موقع «البيان» الإلكتروني، أن هدف علاقة قطر مع إسرائيل هو دعم المشروع التوسعي الإسرائيلي، بينما اعتبر 4% من المستطلعة آراؤهم، أن هدف هذه العلاقة هو تعزيز الانقسام بين الفلسطينيين، فيما اعتبر 12% أن إدارة غزة بذراع إخوانية هو هدف العلاقة، في حين قال 76% من المشاركين في الاستطلاع إن الهدف منها هو كل ما سبق.


وعلى حساب الصحيفة في موقع التواصل الاجتــماعي «تويتر» والذي شارك فيه 2252 شخصاً، رأى 12% من القراء، أن دعم المشروع التوسعي الإسرائيلي هو هدف علاقة قطر مع إسرائيل، بينما اعتبر 40% من المستطلعة آراؤهم أن الهدف من تلك العلاقة هو تعزيز الانقسام بين الفلسطينيين، فيما اعتبر 11% أن إدارة غزة بذراع إخوانية هو الهدف من تلك العلاقة، في حين قال 73% من المشاركين في الاستطلاع إن هدف العلاقة بين قطر وإسرائيل هي الأسباب الثلاثة سالفة الذكر.

فلسطين

قطر سوّقت حماس بديلاً لمنظمة التحرير

يقول القيادي الفلسطيني المخضرم ومستشار الرئاسة الفلسطينية للعلاقات الدولية د. نبيل شعث، إن أخطر ما في الموقف القطري والذي يرسم علامات استفهام وتعجب واضحة، أنها بدأت بتسويق حركة حماس التي تحتضن مكتبها السياسي وتربطها معها علاقات قوية، لتكون بديلاً أمام كل من أميركا وإسرائيل، عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، مؤكداً رفض القيادة الفلسطينية أن ينعكس الصراع القطري للظهور بدور إقليمي على الموضوع الفلسطيني.

وأضاف شعث لـ«البيان»: «نتطلع لضغط قطري على حركة حماس لتدوير الزوايا الحادة في مواقف الحركة، وإلزامها بتنفيذ اتفاق المصالحة، حرصاً على وحدة الصف الفلسطيني، وإقناعها بالانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، بدلاً من محاولة تسويقها لوراثة الممثل الشرعي والتاريخي للفلسطينيين، ومحاولات تسويقها أمام المجتمع الدولي، وخصوصاً أميركا وإسرائيل، فهذه محاولات تثير القلق، ومن شأنها تعميق الانقسام الفلسطيني، وهذا لا يخدم إلا المشروع الإسرائيلي.

محاولات إضعاف الجبهة العربية

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي محمـد التميمي مع ما ذهب إليه شعث، قائلاً إنّ قطر شعرت بأن دورها في المنطقة سيتقلص ويتحجّم، ما دفعها للارتماء في أحضان إيران من جديد، باعتقادها أن طهران ستكون درعها الواقي، فعمدت إلى شق الصف الخليجي والعربي، لافتاً إلى أن الدور القطري يبرز في أكثر من دولة عربية تعاني الحروب والويلات، وكل ذلك لتمرير الأطماع الإسرائيلية في المنطقة، ومحاولات إضعاف الجبهة العربية، أمام محاولات السيطرة الغربية، وتغذية الأطماع الإسرائيلية، وهو ما يضع الدور القطري، أمام علامات استفهام كبيرة.

ويمضي التميمي إلى القول، إن العلاقة الإسرائيلية القطرية بدأت من بوابات تجارية واقتصادية وبمرور الوقت تطورت إلى أمنية، مضيفاً: «لا شك أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من كل ما يجري على يديّ قطر في المنطقة، اليوم يدور الحديث عن طرد قيادات حماس من قطر، ولمن لا يعلم فإن إسرائيل، كانت وما زالت تراقب كل تحركات حماس على الأراضي القطرية، ويمكن أن يكون ذلك في سياق محاولات نقل مكاتب الحركة من جديد إلى طهران، خصوصاً في ظل التقارب الحاصل حالياً بين قطر وإيران، ورغم أنه من المبكر الحديث في هذا الأمر، إلا أنّه لا يلغي بوادر فرص دبلوماسية أكثر قوة ومتانة بين قطر وإسرائيل».

علاقة أخطر

ووفق الخبير والمختص بالشأن الإسرائيلي عبد القاهر الأمير، فإن قطر تلعب دوراً محورياً في المنطقة العربية، من خلال المساهمة في تدمير اليمن وسوريا والعراق خدمة لإسرائيل المستفيد الوحيد من الأوضاع الراهنة، وهو ما يصب في إناء دعم المشروع التوسعي الإسرائيلي، وينعكس سلباً على الفلسطينيين بفقدانهم الظهير والسند العربي، بعد تجريد الأنظمة والدول العربية من مصادر قوتها، وجعل تفكيرها ينصبّ فقط على أوضاعها الداخلية.

وأوضح الأمير لـ«البيان»، أنّ قطر تتولى مهام تدمير القوة العربية نيابة عن إسرائيل، موضحاً أنّ مغازلتها لإيران في الأيام الأخيرة ما هي إلا لتمرير مخططات إيرانية، من شأنها إضعاف دول المنطقة والأمن القومي العربي برمته. ويضيف أن التقارب القطري الإسرائيلي يستدعي الإبقاء على قطر دائمة الخلاف مع الدول العربية للمساهمة في حفظ الأمن الإسرائيلي بانشغال الدول العربية بأوضاع الجوار، علاوة على أوضاعها الداخلية.

موقف مشبوه

ويرى الكاتب الصحافي محمـد جودة، أن الدور المشبوه الذي تعلبه قطر في المنطقة كعرّاب للسياسة الأميركية والإسرائيلية لم يعد خافياً على أحد، مشيراً إلى التعاون الإعلامي من خلال قناة الجزيرة التي تدّعي الحيادية والموضوعية والمهنية لتمرير الموقف الإسرائيلي باستضافتها أبرز قادة الجيش الإسرائيلي والناطقين باسمه. ووفق جودة، فإن الأدلة التي وثقتها الحالة الفلسطينية تؤشر بوضوح إلى دور قطر المتخاذل في خدمة الاحتلال الإسرائيلي تارة بمحاولات شق الصف الفلسطيني بمحاولة تسويق حركة حماس كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، وقبل ذلك عند دعوتها أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2009 إلى عقد قمة عربية في غزة، متجاهلة السلطة الفلسطينية، ومحاولة إظهارها كمن يدعم المحتل في عدوانه.

تمرير دولة غزّة

لم تتوان دولة قطر لحظة عن التدخل في قطاع غزّة، فحاولت منذ 2006 إقناع حركة حماس بخوض الانتخابات التشريعية المبرمة وقتها، وساهمت بعد فوز كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس بعمل أجهزة أمنية للسيطرة على القطاع. وزار وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم غزة قبل أسبوعين من سيطرة حماس على القطاع بالقوة المسلحة، مما أثير حينها بتحريض وتدخل من قطر لفرض السيطرة على القطاع.

المحلل السياسي وسام الفقعاوي قال لـ«البيان»: «إنّ دعم قطر ساهم في إطالة عمر الانقسام، لأن حركة حماس اعتمدت على الدعم القطري في حلّ مشكلات غزّة، وتدخلت لدى العديد من الأطراف في هذا الشأن».

ولم يقتصر دور قطر على ذلك، بل عملت الكثير من أجل إبقاء حماس على سدّة الحكم، فدفعت رواتب موظفي حكومة حماس في القطاع لمرات عدّة، وعملت على تقديم الدعم المالي المباشر لها لإخراجها عن الشرعية الفلسطينية، حسب ما وصف الفقعاوي. استمرار دفع قطر أموالٍ لصالح حركة حماس يكشف بوضوح دعمها لاستمرار الانقسام، والانحياز ضدّ السلطة الوطنية الفلسطينية المعترف بها من قبل 137 دولة حول العالم، كما وتحظى بعضوية كاملة في الأمم المتحدة. وأضاف الفقعاوي أن «تدخل قطر في الشأن الفلسطيني ودعمها لحركة حماس يضعف القضية الفلسطينية أمام المحافل الدولية، خاصة وأنّ حركة حماس غير معترف بها كممثل للفلسطينيين، ومصنفة على قائمة الإرهاب».

وبعد العدوان الإسرائيلي الثاني على القطاع عام 2012، زار أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني غزة، وتبرع بقرابة 400 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزّة، من خلال بناء مدينة حمد وإصلاحات في شوارع القطاع وإقامة عدد من المشاريع الصغيرة.

«تبرع قطر لم يكن لصالح المتضررين من العدوان الإسرائيلي ولا لصالح المحتاجين كما جاء في خطاب الشيخ حمد بن خليفة أثناء زيارته القطاع، بل كان لصالح حكومة حماس، والتي استفادت من بيع الشقق السكنية في مدينة حمد التي أقيمت جنوب القطاع» نوّه الفقعاوي.

ويرى المحلل السياسي وسام الفقعاوي، أنّ دفع المستفيدين من شقق حمد سعرها يأتي لتمرير مالٍ سياسي لحركة حماس بطرق مجملة، وتعزيزاً لوجود حماس في غزة، خاصة وبعد تعهد قطر للرئيس الفلسطيني عباس بعدم إدخال أموالٍ لحماس. وتساءل الفقعاوي لماذا لم تقدم قطر مشاريع مماثلة في الضفة، ولم تقف بوجه الاستيطان الإسرائيلي من خلال مشاريع مضادة كبناء ما يدمره الاحتلال هناك، إذا كانت مصلحتها على الشعب الفلسطيني وقضيته.

وفي خطوة غير مسبوقة، اتخذت قطر قراراً ببناء بيتٍ للسفير القطري ومقر للجنة الإعمار في قطاع غزّة على أرضٍ حكومية. وأشار الفقعاوي أنّ المقر المنوي بناؤه في غزّة يعد بمثابة سفارة قطرية وليس بيتاً للسفير القطري، منوّهاً أنّ على قطر التراجع عن هذه الخطوة أو نقل البناء إلى القدس أو الضفة الغربية إذا كانت نيتها سليمة.

وبيّن الفقعاوي أنّ المدقق في تفاصيل الدعم القطري لغزّة يجده مقتصراً على حركة حماس، ويرمي لفصل غزّة عن باقي أراضي السلطة، ويهدف لإطالة أمد الانقسام بدلاً من السعي للمصالحة الفلسطينية.

وعبّر عدد من المواطنين في أحاديث منفصلة لـ"البيان" عن غضبهم وسخطهم من قرار بناء مقرٍ لسفير القطري في غزّة لأنّ ذلك يعبّر عن خطوة لفصل القطاع عن أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.

في السياق ذاته ذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي في حركة فتح الفلسطينية أيمن الرقب، في أنّ العلاقات القوية بين قطر وإسرائيل ليست بالجديدة، ملمحاً أنه كانت هناك علاقات سرية بين الدولتين قبل 1993، أي قبل اتفاق أوسلو، وبعد الاتفاق مباشرة كانت قطر أول دولة تدعم علاقتها بإسرائيل بشكل علني، بل كانت هناك زيارات متبادلة لوفود على أعلى مستوى بين الجانبين.

وقال الرقب لـ «البيان» إن التعاون القطري الإسرائيلي يأخذ أبعاداً أكبر من القضية الفلسطينية نفسها، وتتمثل هذه الأبعاد في بسط السيطرة الكاملة لإسرائيل على المنطقة، عبر دعم الجماعات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي لإثارة الفوضى في المنطقة وتحويل الدول العربية إلى دويلات.

الأردن

دعم الإرهاب لتفتيت المنطقة

أما النائب الأردني السابق محمد الحجوج فيقول إن قطر تقوم بإمداد حركة حماس على حساب إرادة الشعب الفلسطيني وبالتالي عملت على تأسيس الانقسام وتعزيزه وأطالت من أمده، وهذا أمر غير مستغرب لأن قطر منذ عشرين عاماً وهي تقوم بدعم الجماعات المتطرفة.

ويؤكد المحلل السياسي والمختص في الفكر الصهيوني علي نجم الدين، أن الهدف من علاقة قطر بإسرائيل هو دعم المشروع التوسعي الإسرائيلي من خلال إدارة غزة بذراع إخوانية وبالتالي تعزيز الانقسام الفلسطيني.

وقال: قطر منذ الخمسينيات تقدم الدعم لإسرائيل وتتعامل معها بعيداً عن تعريفها كعدو، فالعلاقات بينهما علنية من خلال الزيارات المستمرة والدعم المادي، فمن المعروف أن قطر تستورد كميات كبيرة من السلاح من إسرائيل بالإضافة إلى أنها بالوجه الآخر تقوم بتزويد «حماس» وتقدم لها الدعم لاستمرار وجودها، وهذا يعني تأكيداً على الانقسام وعدم وجود ممثل واحد عن الفلسطينيين.

يضيف نجم الدين: هنالك علاقات ظاهرة وأخرى خفية بين قطر وإسرائيل، ولا ننسى أن هنالك اتفاقيات تربط الدولتين لتصدير الغاز لإسرائيل، كل هذه المحاور تؤكد العلاقة الوثيقة بين الطرفين، دور قطر في المنطقة مؤسف ولا يسهم إلا في تمويل كل ما شأنه أن يزيد الخلافات بدلاً من أن تلعب دور المتضامن مع الدول المحيطة بها.

الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، أكرم الحمصي يجد أن الهدف بين الدولتين يعزز الانقسام بين الفلسطينيين، ومن المفترض أن يكون لقطر دور آخر غير تعزيز الانقسام في كونها دولة عربية شقيقة. الانقسام بين الفلسطينيين هدف أثاره خطيرة ويأتي في سياق ومصالح الإسرائيلييـن فــي نهايــة المطاف.

الكاتب الصحافي أحمد الطيب يرى في كون قطر تطبق في أهدافها أجندة غربية غير معلنة من خلال دعمها لحركة حماس في غزة، وهذا من شأنه أن يزيد من التضارب وبالتالي الانقسام بين «حماس» والسلطة الفلسطينية. الدعم الذي تقدمه قطر للإخوان واضح ومعلوم من خلال إمدادهم بالدعم المادي بالإضافة إلى استضافة شخصيات وقادة من الإخوان.

مصر

قطر أداة إسرائيل لاستكمال مخططاتها التوسعية

ومن القاهرة، أكد خبراء ومحللون أن العلاقة الدافئة التي جمعت قطر وإسرائيل ساهمت بشكل كبير في تعزيز الانقسام بين الفلسطينيين، وقال المحلل السياسي الفلسطيني جهاد الحرازين، إن قطر وإسرائيل تربطهما علاقة وطيدة خلال السنوات الأخيرة في جميع المجالات، وبشكل خاص على المستوى التجاري والسياسي لخدمة أهداف الدولتين في المنطقة، موضحاً أن الدوحة لم تحاول يوماً إخفاء هذه العلاقة وقوتها، بل كانت تحتمي بها عندما تشتد الصعاب.

وبسؤاله عن أهداف هذا التقارب بين الدولتين، قال الحرازين لـ «البيان»، إن قطر سعت إلى دعم المشروع التوسعي الإسرائيلي في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية، موضحاً أنها لعب دور الوسيط بين إسرائيل وحماس، وهو ما صرح به علانية قبل أيام سفير قطر في أميركا مشعل بن حمد آل ثاني، عندما تحدث عن دور بلاده كوسيط بين حماس وإسرائيل، وتقريب وجهات النظر بين الجانبين، وهى الوساطة المشبوهة التي أضعفت القضية الفلسطينية وعززت الانقسام بين الفلسطينيين.

وأشار المحلل السياسي الفلسطيني، إلى أن قطر عبر هذه الوساطة لعبت الدور الأكبر في انقلاب حماس على شرعية السلطة الفلسطينية بحركة انقلابية في قطاع غزة، وبالتالي إنهاء مشروع الدولة الفلسطينية، موضحاً أن أمير قطر الحالي أعلن ذلك صراحة، أخيراً، عندما اعتبر حركة حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، دون أي اعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي يصب في المقام الأول لصالح إسرائيل.

ونوه الحرازين بأن دعم قطر لحماس ومساعدتها على الانقلاب على الشعب الفلسطيني، كان يهدف لإنجاح مشروع حماس بغزة، باعتباره مشروعاً إخوانياً يمهد لإقامة كيان لهم داخل فلسطين، وبحيث يكون هذا المشروع بداية لتمكين جماعات الإسلام السياسي في المنطقة، حتى لو كان ذلك على حساب الشعب الفلسطيني وضياع الحقوق الفلسطينية. وخلص المحلل السياسي إلى القول، إن الأفكار التي تبنتها ومولتها قطر في فلسطين، ودعمها لحركة حماس كانت تصب في صالح المشروع الإسرائيلي في المنطقة.

أداة إسرائيل

من جانبها، اعتبرت الكاتبة الصحافية سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس المصري السابق عدلي منصور، أن قطر طالما سمحت لنفسها بأن تكون أداة إسرائيل لاستكمال مخططاتها التوسعية في المنطقة، فكان من الطبيعي أن تقوم قطر بتعزيز الانقسام بين الفلسطينيين بهدف تمكين إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وعلى رأسها القدس، بالإضافة إلى دعم وتمويل الإرهاب الذي يهدف للنيل من الدول العربية وتفتيتها إلى دويلات صغيرة. ويمكن القول، والكلام لسكينة فؤاد، أن كل ما فعلته وتفعله قطر حقق ما تحلم وما لم تكن تحلم به إسرائيل، بعدما سعت الدوحة بكل ما تملكه من أموال لدعم الجماعات الإرهابية وبث الفتنة في المنطقة، وهو ما يصب في صالح المشروع التوسعي الإسرائيلي في المنطقة.

تونس

الدوحة خنجر في خاصرة العرب

وفي تونس، أكد محللون سياسيون أن قطر ظلت خنجراً في خاصرة الأمة العربية تسعى عبر مشروع ظاهره الرحمة وباطنه العذاب والتدمير لوحدة الصف الفلسطيني، مشيرين الى أن ممارسات قطر ومتاجرتها في العلن بقضية العرب الأولى وإظهار نفسها متحدثاً أوحد باسم القضية والبقية خونة ويعلمون لصالح إسرائيل، بينما في الحقيقة أن قطر هي الداعم الاول لإسرائيل وحامي مصالحها والعميل النشط لتنفيذ مخططاتها.

ويرى المحلل السياسي عمر الحاج، أنّ على حكام قطر أن ينتهجوا منهج الحكمة في فهم طبيعة التوازنات في المنطقة والعالم، وأن لا يخوضوا حربا ضد بقية دول الخليج والدول العربية، من خلال مخطط جهنمي ، أفلح الى حد الآن في تخريب العراق وسوريا وليبيا واليمن وفرق بين الأشقاء في فلسطين، ووضع لبنان على حافة الهاوية وعمل على بث الفوضى في مملكة البحرين، وسعى إلى مساعدة الجماعات الإرهابية في دول أخرى، وكان الهدف من كل ذلك قلب موازين القوى، وإعادة خلط الأوراق والاستحواذ على دور الرياض.

وأوضح الحاج عمر أن قطر تقود مشروعاً مناقضاً لمصلحة مجلس التعاون الخليجي وللمصلحة العربية ورب ضارة نافعة، فقد كشفت السياسات القطرية عن نفسها بسرعة عندما التجا تميم إلى حليفه الإيراني، ثم عندما اندفع نحو «تتريك» الدولة ونحو تدويل الخلاف، وكذلك نحو الادعاء بأنّ المقاطعة تحولت الى حصار، وعندما تم تجييش زعماء الإرهاب للإفتاء بدعم قطر، وهذه كله يؤكد أن الدوحة خرجت عن الصف الخليجي والعربي.

زيارة

بدأت قطر علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.

لقاء

تشهد العلاقات القطرية الإسرائيلية خفاءً في الإعلام والتلفزيون المحلي بينما تشهد علاقات متينة في السر، حيث التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سراً مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم في باريس للحديث عن موضوع السلام الفلسطيني وصفقة التبادل مع جلعاد شاليط

تذليل

يقول مؤلف كتاب «قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية» الإسرائيلي سامي ريفيل الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس والذي عمل في السابق مديراً لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل ومديراً لمكتب المصالح بين البلدين في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999 انه من الصعوبة بمكان ترتيب العلاقات القطرية الإسرائيلية لولا حكومة قطر التي ذللت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسؤولين قطريين كبار.

وسيط

كشف سامي ريفيل أيضا أن الشيء الرئيسي لعلو شأن دولة قطر يعود إلى الدور الذي تلعبه كجسر معلق بينها وبين إسرائيل، ملمحا إلى الدور الذي لعبته قطر في دعوة الكثير من الدول العربية ولاسيما دول المغرب العربي على فتح العلاقات تجاه الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية.

تعويض

أبدت دولة قطر استعدادها تزويد إسرائيل بالغاز وإلى مدة غير محدودة وبأسعار رمزية. بعد توقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى إسرائيل، قامت السلطات القطرية بعملية تزويد سريعة لإسرائيل من خلال ضخ الغاز الطبيعي لها عوضا عن توقف الغاز المصري.

تحريض

يفضح ريفيل أيضا في كتابه تحريض قطر على السعودية والإمارات لدى إسرائيل، مستشهداً بالاتفاق القطري - الإسرائيلي لإنشاء مزرعة متطورة تضم مكانا لإنتاج الألبان والأجبان اعتماداً على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية، لأجل منافسة منتجات السعودية والإمارات.

رفض

رفضت إسرائيل عرضا قطرياً في العام 2010، لاستعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل، والسماح بإعادة البعثة الإسرائيلية في الدوحة، بشرط أن تقوم إسرائيل بإصدار بيان علني تعرب عن تقديرها لدور قطر والاعتراف بمكانتها في الشرق الأوسط.

مشاركة

عندما مُنحت قطر شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 أعلنوا عن السماح لإسرائيل بالمشاركة في البطولة إذا حققت متطلبات التأهل.

60

نقلت مجموعة من حوالي 60 من اليهود من اليمن عبر الدوحة على الخطوط الجوية القطرية إلى اسرائيل. وقد أجريت العملية تحت رعاية دولة إسرائيل، وتهدف إلى ترحيل 400 شخص ما تبقى من اليهود من اليمن.

 

Email