الصحافة الغربية تشن هجوماً عنيفاً على اللاعب الإسباني

تشافي ينسى 192 قتيلاً من أجل عيون رعاة الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

استحق الإسباني تشافي هيرنانديز لاعب برشلونة السابق، والذي فضل الانتقال إلى أحد أندية قطر التي ترعى الإرهاب بدلا عن اعتزال اللعب، والاحتفاظ بتاريخه الجيد مع برشلونة والمنتخب الإسباني، الهجوم الذي شنته عليه الصحافة في بلاده وعدد من الدولة الأوروبية أمس بعد تصريحات هاجم فيها مقاطعة الدولة التي ترعى الإرهاب.

وركزت الصحافة الصادرة في إسبانيا وإنجلترا أمس على تصريحات تشافي معتبرة أن اللاعب المخضرم وقع في فخ رعاة الإرهاب، الذين يغدقون له العطاء عبر راتب ضخم في النادي الذي يلعب معه، وكذلك عبر مجموعة من الإعلانات التجارية لأحد البنوك الداعمة للإرهاب، والذي بات محتكرا للاعب الإسباني، الذي يقدم جميع إعلانات هذا البنك، ويقبض الملايين مقابل هذه الإعلانات.

وأعادت مجموعة من الصحف الغربية الصادرة أمس نشر تصريحات تشافي وكتبت بالقرب منها ملايين داعمي الإرهاب تنسي تشافي 192 قتيلا في قلب العاصمة الإسبانية، وأضافت الصحافة الصادرة أمس أن تشافي لا يفكر كما ينبغي لشخص في مكانته وتاريخه، فالحديث عن رفع المقاطعة وعدم صحة القرار هي أمور لا يجب أن يتطرق لها.

وكان عليه أن يكتفي بأن يقبض الملايين من قطر من غير أن يتحدث عن العلاقات الخارجية وما يحدث في العالم، فالذي حدث ببساطة أن تشافي بتصريحاته هذه تنكر لبلاده بأكملها، ولـ 2000 ضحية سقطوا في محطة قطارات مدريد عام 2004، عندما ضرب الإرهاب قلب العاصمة الإسبانية.

ومضت المصادر نفسها: كان على تشافي أن يفكر ألف مرة قبل أن يدافع عن دولة تأوي الرجل الذي خطط ونفذ هذه العملية التي دفع 192 حياتهم ثمناً لها، إلى جانب إصابة أكثر من 2000 شخص في ذلك اليوم الرهيب.

43

وتساءلت الصحافة الغربية هل يعلم تشافي بهذا الأمر أم أنه يدعي عدم معرفة ما يدور حوله، وهل يعلم بأن عبد الحكيم بلحاج الرجل الذي خطط ودبر ونفذ تفجيرات مدريد عام 2004، يعيش على بعد أمتار من مقر سكن تشافي، بعد أن منحته الدولة التي ترعى الإرهاب رعايتها الكاملة.

ونشرت مصادر بريطانية تاريخ الإرهابي عبد الحكيم بلحاج أحد مجموعة الـ43 الإرهابية، بين أشخاص ومنظمات تتولى تمويلهم الدولة التي ترعى الإرهاب، وأن بلحاج أحد من يعيشون فعليا في الدوحة عندما لا تكون لديه مهمة إرهابية.

وقالت المصادر إن عبد الكريم بلحاج وهو ليبي الجنسية، بدأ رحلة الإرهاب منذ وقت مبكر، حيث اتهم بالتخطيط وتنفيذ تفجيرات محطة القطارات الرئيسية في العاصمة الإسبانية مدريد عام 2004، ومن بعد ذلك عاد إلى ليبيا، وأنشأ بعد ذلك وبات القائد السياسي والعسكري لفرع تنظيم القاعدة الإرهابي في لبيبا، عبر مجموعة متطرفة تسمى «المجموعة الإسلامية الليبية المقاتلة»، ومضى التقرير.

وصل بلحاج إلى مكانة عالية في عالم الإرهاب، حتى أن أيمن الظواهري الرجل الذي يدير تنظيم القاعدة الإرهابي، أثنى على بلحاج وصار يناديه «أمير المجاهدين» وهو اللقب الذي ظل بلحاج محتفظا به حتى دخوله إلى السجن في أيام حكم الراحل معمر القذافي، قبل الثورة الليبية التي أطلقت سراحه من السجن كالمئات من أبناء ليبيا الأحرار الذين كان يحتجزهم نظام القذافي.

لكن السلطات الليبية لم تكن تعرف أنها أطلقت الدمار على نفسها، حيث تبنت الدولة التي ترعى الإرهاب بلحاج، وأحضرته إلى الدوحة مع مجموعة من الليبيين، وبعض العناصر المتطرفة الأخرى من بقاع مختلفة من العالم، ثم عاد إلى بلاده، وهو يقود مجموعة إرهابية جديدة تسمى بـ«لواء ثوار طرابلس»، والتي تم تدريبها على يد قوات خاصة في قطر، وتم وضعها تحت قيادة بلحاج الذي يقاتل بها ضد أهله في الجزء الغربي من ليبيا.

مساندة

وساندت الصحافة البريطانية الصادرة أمس نظيرتها الإسبانية، في الهجوم على تشافي بل ومضت الصحافة البريطانية خطوة استباقية في الأمر بعد أن نشرت معلومات عن رفيق بلحاج رمضان عبادي، وقالت المصادر البريطانية، حتى لا يخرج علينا لاعب إنجليزي أو مدرب أو أي من كانت له علاقة بالرياضة الإنجليزية بدعوى مساندة قطر على أنها دعوى إنسانية عليه أن يتذكر مدى الإنسانية التي يتمتع بها رمضان عبادي رفيق عبد الحكيم بلحاج، والذي تنقل معه في كل مكان منذ أن جمعت بينهما الدولة التي ترعى الإرهاب في «لواء ثوار طرابلس»، ومضت المصادر كان معهما سلمان عبادي ابن رمضان عبادي، والذي تربى على يد أبيه وبلحاج، ورضع الإرهاب منذ نشأته، وهو المتهم الأول بتفجيرات «مانشستر آرينا» الشهر الماضي والتي أدت إلى اغتيال 22 شخصا.

هجوم

وكانت ديلي ميل البريطانية قد وجدت في القائمة الإرهابية التي أعلنتها دول المقاطعة ضالتها.

فقد دعت الصحيفة البريطانية أول من أمس بقوة ووضوح إلى ضرورة سحب مونديال 2022 من الدولة التي ترعى الإرهاب.

وقالت الصحيفة لا يعقل أن دولاً مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية والمملكة البحرينية ومصر، تجمع على تسمية 43 مؤسسة وشخصاً وجمعية، على أنها إرهابية، ولا تكون كذلك، فطبيعي أن لا تتفق دول بهذه المكانة على موضع في قمة الخطورة بتوجيه اتهامات إرهابية، إلا إذا كانت تملك من الأدلة ما يؤكد ذلك، ومضت الصحيفة بالطبع دول المقاطعة على حق وهي متأكدة من قائمة الإرهاب، ولكن الذي لا يعرف ما يجري ولا يريد أن يعترف بالحقيقة هو الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وواصلت ديلي ميل متى يدرك الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أنه يقود اللعبة الشعبية الأولى نحو الهلاك، فبعد الخطأ التاريخي بمنح تنظيم المونديال إلى الدولة التي ترعى الإرهاب، وعدم رغبة «فيفا» في سحب التنظيم منها على الرغم من ملف الفساد، ومحاولات من قبل بعض المسؤولين السابقين والحاليين في «فيفا» على التستر على ملف الفساد، فإن الملف الأخير لا يمكن السكوت عليه، إنه ملف الإرهاب.

دعوة

ودعت الصحيفة البريطانية العريقة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إلى احترام العالم الرياضي، والإنسانية، والإعلان عن تصحيح الخطأ التاريخي وإبعاد المونديال عن قطر، راعية الإرهاب.

وواصلت من السهل على «فيفا» القول إن هذا الموضع غير مرتبط بكرة القدم وأنه صراع سياسي، ولكن على «فيفا» أن يتذكر أن المنتخبات التي تشارك في المونديال تمثل في الأصل الدولة التي يأتي منها المنتخب، والتي لن تنظر إلى الأمور كما يفعل بعض قادة «فيفا» الذين يخشون من ردة فعل الدولة التي ترعى الإرهاب، والذين يتقاضى بعضهم رواتب من ملف الفساد.

فالدولة ستضع في اعتبارها أولا وقبل كل شيء سلامة مواطنيها اللاعبين والمشجعين، وحتما لن ترمى بهم في أحضان دولة ثبت رعايتها للإرهاب.

ومضت الصحيفة: على «فيفا» أن يمتلك الشجاعة ويعلن مبكرا عن نقل هذه البطولة، إذا أراد لها أن تقام بالفعل، واستمرت الصحيفة، على قادة الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يمضوا في الطريق الصحيح، ولا يجب أن توقفهم أية مطالبات متوقعة من قبل الدولة التي ترعى الإرهاب، فلا يوجد محكمة في أي مكان في العالم يمكن أن تصدر أمرا لصالح إرهابي، بل إن قطر ستجد حرجا شديدا في مقاضاة فيفا إذا قرر أن ينقل مونديال 2022 إلى دولة أخرى، فما هي المبررات التي ستسوقها ضد «فيفا» من أجل طلب التعويض، عندما يتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» قرارا بنقل البطولة لأنه يخشى عليها من الإرهاب.

Email