مثلث قطر والإرهاب وإيران.. حقائق جديدة تتكشف

ت + ت - الحجم الطبيعي

نقلت تقارير صحافية سعودية مقابلة مع معتقل سابق في غوانتانامو كان أيضاً مطلوباً للمملكة، اعترف فيها بتورط قطر في «توفير دعم مالي لأنشطة تنظيم القاعدة الإرهابية». وأكد المعتقل السابق أيضاً أنه «تلقى إبان وجوده في إيران لمدة طويلة للعمل لصالح تنظيم القاعدة الإرهابي، دعماً مالياً ولمرات عدة من شخصيات قطرية لصالح التنظيم وعناصره».

ونشرت صحيفة عكاظ السعودية اليومية بعضاً مما جاء في اعترافات صالح القرعاوي، في التحقيقات الأمنية معه عقب تسلم السلطات السعودية له قبل خمس سنوات. ووصفت القرعاوي بأنه «أحد أخطر عناصر تنظيم القاعدة ومؤسس كتائب عبدالله عزام».

وجاء في اعترافاته «أنه عمل فترة ارتباطه بحركة طالبان على موافقة الحكومة القطرية خلال قيادتها مفاوضات بين الحركة والحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية على تسلمها معتقلين أفغانيين من غوانتانامو ومنحهم الجنسية القطرية».

عبر الدوحة

ومن بين هؤلاء الذين عادوا من غوانتانامو إلى قطر مقابل إفراج طالبان عن جندي أميركي أسير لديها في 2014، خمسة تعتبرهم واشنطن «من أخطر عناصر الإرهاب». وتعرض الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، لانتقادات حادة في الداخل الأميركي لموافقته على الصفقة، التي توسطت فيها قطر باعتبارها تضر بالأمن القومي الأميركي.

حتى أن الأجهزة الأمنية الأميركية، كما نقلت عنها وسائل الإعلام الأميركية في ذلك الوقت، شككت في التزام قطر بتعهداتها بشأن هؤلاء الإرهابيين.

وذكر مسؤولون في المخابرات بمثال سابق في رئاسة جورج بوش حين تعهدت قطر باستلام مواطنها جار الله المري من غوانتانامو على أن توقف نشاطه وتبلغ الأجهزة الأميركية بأي تغيير في وضعه.

حدث ذلك في يوليو 2008، وقبل نهاية العام كان المري في بريطانيا في جولة للترويج للأفكار المتطرفة مع عدد آخر من المتشددين والمتطرفين، مما أثار حنق الإدارة الأميركية. وأعيد المري إلى قطر، لكن لم يعرف عنه شيء بعد.

إرهاب حر

ولم يمضِ وقت قصير على صفقة 2014 إلا ونقل الإعلام الأميركي عن دبلوماسيين في الدوحة قولهم إن الإرهابيين الخمسة يتحركون بحرية في الدوحة، وأن اتفاق أوباما مع قطر لم يكن يتضمن «التقييد الشديد عليهم».

وبنهاية العام، كانت مواقع أميركية تنشر أخباراً عن ثلاثة من الخمسة شوهدوا مع داعش في العراق وسوريا هم: محمد فضل وعبد الحق واثق ونور الله نوري.

وقالت السلطات الأميركية إنه لا يوجد دليل على ذلك، وأن الاتفاق مع قطر على أن يبقوا في الدوحة عاماً في شبه إقامة جبرية.

إلا أن معلومات مصادر أمنية تعمل على الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا أفادت أن الثلاثة هم «معروفون لديهم ويقاتلون مع جبهة النصرة (التي أصبحت «جبهة فتح الشام» وزعيمها أبو محمد الجولاني المرتبط بقطر وتستضيفه قناة الجزيرة).

لكن التجارب بين واشنطن والدوحة في مسألة التعاون لمكافحة الإرهاب لم تطمئن الكثيرين في الولايات المتحدة، إذ تعود المراوغة منذ بداية عهد الأمير السابق وقت أن كان ولي عهد وبعد انقلابه على والده في أواسط التسعينيات.

وأوت الدوحة وقتها العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 خالد شيخ محمد، وحين علمت الأجهزة الأميركية مكانه في قطر أبلغته السلطات القطرية، فاختفى.

Email