الشارع الموريتاني يرحّب بقطع العلاقات مع قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحب الشارع في موريتانيا بقرار حكومته قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وقال مراقبون إنّ قرار نواكشوط قطع العلاقات مع قطر وإن كان جاء في سياق موقف عربي حازم من تجاوزات قطر.

فإنّه يأتي كذلك بعد أن طفح كيل موريتانيا من تدخل الدوحة في شؤونها الداخلية، وعمل قطر الدؤوب على تقويض المبادئ التي تأسس عليها العمل العربي المشترك ودعم التنظيمات الإرهابية، وترويج الأفكار المتطرفة، والعمل على نشر الفوضى والقلاقل في العديد من البلدان العربية، وفق ما أكّد بيان وزارة الخارجية الموريتانية.

وقرّر الحزب الحاكم في موريتانيا إطلاق حملة إعلامية لشرح خطوة الحكومة الموريتانية بقطع العلاقات مع قطر، وذلك عبر وسائل إعلام مرئية موريتانية وأجنبية، فضلاً عن تكليف نشطاء ينتمون له بمواقع التواصل الاجتماعي.

وأكّدت مصادر حزبية أن قيادة الحزب انتدبت متحدثين لشرح خطوتها بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، في مختلف القنوات الرسمية والخصوصية في موريتانيا وعدد من القنوات الإخبارية العربية.

دعم حزبي

في السياق، رحب حزب الديمقراطية مباشرة الخطوة الحكومية الموريتانية، إذ قال في بيان: «أعلنت الخارجية الموريتانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، بعدما أصبح دعم الدوحة للعصابات الإرهابية يشكّل خطراً على الأمن القومي العربي، ونحن بدورنا نعلن دعمنا الثابت للمواقف الوطنية والقومية والإسلامية الرائدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وإشادتنا بهذه الخطوة التاريخية التي تأتي انتصاراً للعرب في موريتانيا وليبيا وسوريا واليمن.

وكل المتضررين من عصابات الإرهاب التي ترعاها الدوحة تدريباً وتسليحاً وتمويلاً، ونثمّن الهبّة العربية لتحجيم قطر وقطع دابر الإرهاب الذي دمر الدول وشرد الشعوب وأعاد الوطن العربي قروناً عديدة إلى الوراء».ودعا الحزب الرأي العام الموريتاني والعربي لتثمين هذه الخطوة التاريخية والدفاع عنها في كل المنابر الإعلامية والسياسية.

إلى ذلك، نشرت صحيفة الشعب الموريتانية أن قرار نواكشوط جاء ردّاً على سياسات قطر الداعمة للتنظيمات الإرهابية في المنطقة وترويجها للأفكار المتطرفة، مشيرة إلى أنّ قطر عملت على نشر الفوضى والقلاقل في العديد من البلدان العربية، ما نتج عنه مآسٍ إنسانية كبيرة في تلك البلدان وفي أوروبا وعبر العالم، وأدى لتفكيك مؤسسات دول شقيقة وتدمير بناها التحتية.

تبرم من قطر

وخصّص كبار الكتاب والمحللين في موريتانيا مساحات واسعة لتأكيد أهمية قطع العلاقات مع قطر. وكتب المحلل والناشط السياسي محمد ولد الشيخ أن قرار قطع العلاقات مع إسرائيل كان مغايراً لتطبيع قطر مع الإسرائيليين واستضافتهم أكبر مخطط فكري وسياسي وعسكري وإعلامي لتدمير العراق وحضارته وقيادة الفوضى وتمويل ميليشيات الإرهاب التي دمرت كلاً من ليبيا وسوريا واليمن.

وأضاف أنّ قطع العلاقات مع قطر قرار سيادي موريتاني يحمل في ثناياه تبرّماً من دور إقليمي قطري أساء للقيم العربية، مردفاً:«الحل بيد الأمير تميم والخروج من النفق متاح لدولة قطر، قطع العلاقات هو نداء من أجل وقف شلال نزيف دماء العرب، وكف أذى تدمير أوطانهم لحساب المجهول، ووقف تهجير عقولهم ويدهم العاملة نحو الغرق في البحار، أو الضياع في مخيمات اللجوء».

وأوضح أنّ قطر إذا ما عادت إلى رشدها وانحازت إلى الوسطية والاعتدال وقبلت الآخر، بدل العمل على تدميره وتطويعه لأجندتها، فإن العرب سيقبلون مجتمعين العهد القطري الجديد، وسيفتحون صفحة عنوانها العفو عن الأخ الأصغر.

في السياق، قال الدبلوماسي والمحلل السياسي السعد ولد عبد الله ولد بيه: «علينا فهم أن موريتانيا دولة عربية، ومنخرطة في السياسة العربية، فهي استضافت القمة العربية ورأستها وأسهمت في جهود التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب»، لافتاً إلى أنّ للدبلوماسية الموريتانية وجهة نظرها المتحفظة على الثورات المناهضة للاستقرار والداعمة للعنف.

حظر إخوان

كشفت صحيفة الطوارئ الإلكترونية الموريتانية النقاب عن وجود توجه في موريتانيا لحظر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل الإخواني. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع لم تكشف عن هويته قوله إنّ الحكومة الموريتانية تدرس بجدية حل وحظر أنشطة حزب تواصل.

Email