ترامب: السعودية تقوم بجهد عظيم لمكافحة الإرهاب

قرقاش: الوساطة تبدأ بتنفيذ قطر للشروط

خادم الحرمين في استقبال ملك البحرين في جدة أمس] إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، معالي الدكتور أنور قرقاش، أمس، أن الوساطة لحل الأزمة مع قطر تأتي مع بدء تنفيذ الشروط، داعياً الدوحة إلى الالتزام بأمن منطقة الخليج واستقرارها، في وقت اعتبر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن الإجراءات ضد قطر هي لمصلحة قطر أولاً ومصلحة المنطقة، بينما دعت فرنسا نظام الدوحة إلى الرد على أسئلة الجيران. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن السعودية تقوم بجهد عظيم لمكافحة الإرهاب، وعرض استضافة اجتماع في البيت الأبيض لحل الأزمة.

ودعا معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، دولة قطر إلى الالتزام بأمن واستقرار منطقة الخليج، مشيراً إلى أن قطع العلاقات مع الدوحة حصيلة تراكمات سنوات عديدة من السياسات القطرية التخريبية ودعم المنظمات المتطرفة والإرهابية.

وقال معاليه في تصريح له أمس، «إن قطر جارة وعليها أن تلتزم بقواعد أمن واستقرار الخليج»، مضيفاً أن عليها «التوقف عن لعب دور المروج الرئيسي للتطرف والإرهاب في المنطقة».

وأوضح أن «الأزمة كبرت ونحن بلغنا طريقا مسدوداً في مساعي إقناع قطر بتغيير مسارها». وأشار الوزير إلى سلسلة خطوات على الدوحة القيام بها لإعادة العلاقات معها، أولها وقف دعم التطرف والإرهاب، مؤكداً الحاجة إلى انخراط سياسي واضح يعكس تغييراً في مسار السياسات القطرية.

وذكر أن «الدوحة تحاول الإيحاء بأن الدول الخليجية والعربية المقاطعة لها تسعى إلى اختطاف سياستها الخارجية، إلا أن هذا الأمر غير صحيح». وشدد معاليه على وجوب أن تكون هناك خريطة طريق واضحة لتنفيذ خطوات تم الاتفاق عليها خلال أزمة مشابهة عام 2014 شهدت أيضاً قطع علاقات مع الدوحة. ونوه بأن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني تعهد حينها أن تنفذ بلاده هذه الخطوات لكنها لم تفِ بتعهداتها.

ورأى معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش أن الوساطة في الوقت الحالي لن تؤدي إلى نتيجة، معتبراً أن الوساطة تأتي مع بدء تنفيذ الشروط، واصفاً أمير دولة الكويت الشقيقة صباح الأحمد الجابر الصباح بأنه «أحد أبرز قادة المنطقة ونحن نكن له كل الاحترام».

وفي إشارة إلى قناة «الجزيرة» الفضائية، قال معاليه إن «على قطر وقف استخدام الإعلام من أجل الترويج لأجندة متطرفة». وطالب الدوحة أن تتحرك في مواجهة العديد من الأفراد الذين فرضت الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة عليهم عقوبات ويقيمون حالياً في قطر وبينهم من يسهم في تمويل تنظيم «القاعدة». وأشار إلى عناصر في جماعة «الإخوان المسلمين» الذين ينشرون التعصب في المنطقة ولا يجب أن يكون لهم ملجأ في قطر.

كما أكد معاليه أن إيران المستفيدة من الأزمة، فهي تستفيد من أي أزمة بين جيرانها، وأن علاقات قطر مع إيران جيدة، وهما تتشاركان حقلاً للغاز، موضحاً أن قطر تريد أن تبقي على كل خياراتها مفتوحة.

وقال معالي الوزير «إنه لا علاقة للأزمة الحالية بقاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، فهذه ليست مسألة تعنينا».

من جهته، أكد الجبير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني في برلين، أن الإجراءات ضد قطر هي لمصلحة قطر أولاً ومصلحة المنطقة، وأن الأزمة يتم حلها في إطار دول مجلس التعاون. وأوضح قائلاً: «تناولنا الأزمة في الخليج وأسباب الإجراءات التي اتخذناها تجاه قطر، ولم نطلب وساطة من ألمانيا أو فرنسا». وقال: «نتمنى من قطر أن تستجيب لمطالب دول الخليج». وأكد أن الإرهاب مرفوض أياً كان مصدره وتمويله «ونواجهه بالتعاون مع أصدقائنا».

وأوضح أن «السعودية عانت الإرهاب، ونحن في مقدمة الدول التي تحاربه». وأضاف: «بحثنا مع ألمانيا مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب وموضوعات عديدة منها الأوضاع في سوريا وليبيا».

وعبر وزير الخارجية السعودي عن أمله في أن تنهي قطر دعمها للمنظمات المتطرفة والتدخلات في شؤون دول المنطقة. وقال إنه شرح أسباب اتخاذ المملكة وعدد من الدول إجراءات ضد دولة قطر، و«الأمل في أن تستجيب دولة قطر الشقيقة لدعوة أشقائها بأن تنهي دعمها للمنظمات المتطرفة وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة وأن تصبح جاراً وشريكاً». ولفت الجبير إلى أن قطر لم تتعامل بالشكل المطلوب مع التزاماتها بشأن دعم بعض المنظمات والأفراد أو التدخلات في شؤون دول أخرى، وهو ما أدى إلى اتخاذ بعض الدول إجراءات ضدها.

وفي موضوع اختراق وكالة الأنباء القطرية، قال الجبير إنه لم يتم إخطاره رسمياً بأي تحقيق أميركي في هذا الشأن. وأضاف أنه علم من خلال وسائل الإعلام بإجراءات أخذها مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف.بي.آي) في هذا الصدد، لكنه لم يبلغ بذلك رسمياً، ولا يمكنه التعبير عن أي موقف رسمي في هذا الصدد.

من جانبه، قال وزير خارجية ألمانيا زيجمار جابرييل: «سنؤيد كل الإجراءات التي تسهم في نزع فتيل الأزمة». وأضاف أنه يجب على كل أعضاء التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش منع أي تمويل حكومي أو خاص للتنظيمات الإرهابية.إلى ذلك، قالت فرنسا إن على الدوحة التحلي بالشفافية والرد على أسئلة جيرانها. وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية، كريستوف كاستانيه، للصحافيين في إفادة أسبوعية: «يجب على قطر التحلي بالشفافية التامة والرد على أسئلة جيرانها». ورداً على سؤال عما إذا كانت باريس تعتقد بأن الدوحة تدعم جماعات إرهابية، قال كاستانيه: «يجب على قطر التحلي بالشفافية التامة والرد على أسئلة جيرانها».

في الغضون، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أن المملكة العربية السعودية «تقوم بجهد عظيم ومميز لمنع تمويل الإرهاب». وأوضح خلال كلمة له في فعالية بمدينة كونيتيكت في ولاية أوهايو أن «هذه بداية النهاية للإرهاب». وأضاف، «سنواجه الإرهاب بكل حزم وقوة وسنقضي عليه».

على صعيد متصل، شدد ترامب في مكالمة هاتفية مع أمير قطر تميم بن حمد على ضرورة التعاون من كل الدول لوقف تمويل الإرهاب، حسبما أعلن البيت الأبيض. وأضاف في بيان أن «الرئيس عرض مساعدة الأطراف في حل خلافاتهم بما في ذلك من خلال لقاء يعقد في البيت الأبيض إذا دعت الضرورة».

لقاء جدة

في سياق آخر، أعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال زيارة لجدة في المملكة العربية السعودية أمس، عن تقديره للمملكة «على الدعم الذي تحظى به مملكة البحرين لحفظ أمنها واستقرارها على ضوء التدخلات القطرية الإيرانية التي امتدت إلى فترة قد جاوزت عدة قرون من الزمان». وبحث حمد بن عيسى مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العلاقات التاريخية المتينة والمتميزة، إضافة إلى مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، والقضايا موضع الاهتمام المشترك.

وكان ملك البحرين قال لدى وصوله إلى السعودية أمس، «كما مست تلك التدخلات من القيادة القطرية أشقاءنا من الدول العربية والإسلامية والتي لم تترك لنا خياراً لحفظ أمن واستقرار دولنا إلا باتخاذ ما اتخذناه من إجراءات». وشدد على ضرورة أن «تقوم القيادة القطرية بتصحيح مسار سياستها، وأن تفي بالتعهدات التي سبق وأن التزمت بها لسد مداخل الفوضى والقضاء على كل الممارسات التي تهدف إلى زعزعة أمن دولنا، وتهدد وحدة مجتمعاتنا وسلامة أوطاننا لتعود العلاقة، كما كانت لخير أهلنا الأعز اء في قطر وللجميع». وأكد أن البحرين «اختارت على مدى تاريخها التضامن مع المملكة العربية السعودية الشقيقة للمحافظة على الدين والعروبة والتعايش والتسامح وحفظ الكيان وحسن الجوار».

Email