معدلات مخيفة للتضخم خلال أيام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبير اقتصادي بارز على أن الاقتصاد القطري سيتعرض لحالة اختناق شديدة خلال أيام قليلة بسبب قرار مقاطعتها من جانب السعودية والإمارات والبحرين، وذكر رضا مسلم الشريك في شركة تروث للإستشارات الاقتصادية في أبوظبي لـ«البيان» أن قرار الدول الخليجية الثلاث بإغلاق حدودها الجوية والبرية والبحرية مع قطر سيؤدي إلى وجود ندرة شديدة في السلع الغذائية سواء الاستراتيجية أو التكميلية.

ولفت إلى أن قرار المقاطعة اتسم بالمفاجأة والسرعة الشديدة، مما أفقد قطر تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والدقيق والسكر والزيوت.

ولفت إلى أن قطر تستورد أكثر من 90% من وارداتها الغذائية من السعودية والإمارات بشكل خاص، مشيرا إلى أن القرار المفاجئ بالمقاطعة ظهرت آثاره واضحة أمس وأول أمس بتدفق مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين في قطر على المراكز التجارية الكبرى لشراء أكبر كميات من المواد الغذائية تحسبا لأي شح متوقع.

وأوضح أن حالة الشح ستظهر أولاً بشكل كبير في المواد الغذائية التي يكثر الطلب عليها خاصة خلال شهر رمضان وبخاصة اللحوم والدواجن والأسماك، ومن المتوقع أن نشهد خلال الأيام القليلة المقبلة شحا كبيرا في هذه السلع الغذائية المهمة بعد أن تم إغلاق المملكة العربية السعودية حدودها مع قطر، علما بأن هذه الحدود هي المنفذ الفعال وشبه الوحيد الذي يدخل منه برادات الخضار والفواكه واللحوم من الأردن وسوريا ولبنان ومصر.

وأضاف «من المتوقع أن تشهد العديد من السلع الأساسية ندرة شديدة خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير وخلق موجات خطيرة ومخيفة من التضخم ستؤدي إلى خنق الاقتصاد القطري لا محالة.

النقل الجوي

وينوه إلى أن استمرار إغلاق الحدود السعودية مع قطر سيجبر السلطة الحاكمة في قطر على الاعتماد بشكل أكبر على النقل الجوي، ما سيزيد من كلفة البضائع المستوردة، كما أنها ستحتاج إلى التعاقد مع موردين جدد لتوفير السلع لها بشكل سريع.

ويقول: قد لا تكون التكلفة الباهظة لاستيراد السلع أمرا مقلقا للسلطة القطرية الحاكمة، حيث تتوفر لها الأموال لكن المشكلة هنا أن طول مدة الحصار ستكون مؤلمة وصعبة جدا.

ويضيف: النقل البري هو الأفضل والأرخص لنقل السلع والمواد الغذائية وخاصة الخضار والفواكه، وقطر تعتمد على الخارج في توفير غالبية احتياجاتها المعيشية، حيث إنها دولة استهلاكية بامتياز ولا يوجد لديها إنتاج محلي، وتعتمد اعتماداً كبيراً على الأسواق السعودية خاصة في المواد الغذائية الأساسية بنسبة 90%، وبالتالي ستتأثر بشدة وسيظهر هذا التأثير خلال أيام على الأسعار داخل قطر، حيث سنرى زيادات بمئات المرات.

جشع التجار

ويضيف» مشهد الطوابير الطويلة أمام المتاجر في قطر لشراء المواد الغذائية بدعوى تخزينها خشية أن تنقص من الأسواق سيستمر لأيام كثيرة وستظهر فئات من التجار الجشعين وقد لا تتمكن الحكومة القطرية من السيطرة على الأوضاع.

Email