قيادي منشق عن «الإخوان» لـ«البيان»: مليارات أنفقتها الدوحة على التنظيم

أموال قطر في خدمة الجماعات الإرهــــــــابية لضرب استقرار مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الدعم القطري المتواصل لتنظيم الإخوان الإرهابي وليد لحظة وصول الإخوان لسدة الحكم في مصر وما بعدها من تطورات سياسية، بلغ الدعم القطري للتنظيم مستويات قياسية خاصة عقب سقوط حكم الجماعة الإرهابية، لكنّ ذلك الدعم بدأ يتشكل بوضوح في أعقاب ثورة يناير المصرية.

وحسبما يقول القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي -القريب من دوائر مختلفة داخل وخارج التنظيم- في شهادته التي خصّ بها «البيان» عن العلاقة بين قطر وتنظيم الإخوان، فإن الدوحة موّلت بغزارة الحملة الانتخابية لمرشح حزب الإخوان (الحرية والعدالة) آنذاك محمد مرسي، حيث موّلت حملته الانتخابية بحوالي 100 مليون جنيه مصري.

وتجاوزت دعاية مرسي أثناء الانتخابات التي أجريت في العام 2012 السقف المُحدد قانونا للإنفاق الدعائي، وكانت حملته هي الأكبر مقارنة بباقي المرشحين، وكانت قطر - حسب الخرباوي- لا تراهن على حصان إخواني واحد، فلجأت إلى تمويل المرشح عبد المنعم أبو الفتوح (القيادي الذي خرج من الإخوان).

شبكة تجسس

وتتابع التمويل القطري لتنظيم الإخوان الإرهابي عقب فوز مرسي بالرئاسة، وهنالك العديد من الأمور التي لم يتم الكشف عن الكثير من تفاصيلها حول أسرار الدعم القطري للإخوان. ويرصد القيادي المنشق عن الجماعة أحد تلك الأمور في كشفه عن قيام قطر بتمويل شراء «شبكة تجسس» كاملة على الهواتف الأرضية والمحمولة، وهي شبكة ألمانية الصنع، قدّمتها الدوحة للإخوان إبان فترة حكمها، وتم استقدام خبراء ومهندسين أتراك لتشغيلها، وكان مقرها في مكتب الإرشاد الخاص بالجماعة في ضاحية المقطم بمصر.

ويكشف عن أن المخابرات المصرية آنذاك رصدت تلك الشبكة وقامت بعملية «لم يتم الكشف عن تفاصيلها إلى الآن حسبما يؤكد الخرباوي»، وتم تحطيم وتخريب الشبكة بعملية مخابراتية. يشير الخرباوي إلى أن «تنظيم الإخوان عكف على تولي قيادات موالية لهم قيادة العديد من الأجهزة الأمنية، لكن القيادات الوسطى بتلك الأجهزة كانت تقوم بعمليات بعيداً عن تلك القيادات الإخوانية».

وكان القيادي الإخواني البارز المهندس خيرت الشاطر لفت في زلة لسان بإحدى تصريحاته إلى تلك الشبكة عندما قال في 2013 إنهم - أي التنظيم الإخواني- يعرفون «دبة النملة»، وفق الخرباوي الذي يؤكد على كون تلك الشبكة كانت تعمل على التجسس على القوى السياسية وحتى أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وظلت الدوحة داعما وسندا قويا لتنظيم الإخوان الإرهابي، وظهر ذلك الدعم بصورة قوية في العام 2013 حتى أن القاهرة شهدت تظاهرات المصريين المناهضين لحكم الإخوان أمام مقر السفارة القطرية، حيث أدركوا حقيقة السياسات القطرية، تم خلال تلك التظاهرات رفع لافتات تتهم قطر وقنـــاة الجزيرة بموالاة ودعم الإرهاب.

ويقول الخرباوي في شهادته لـ «البيان»: عقب ثورة 30 يونيو كانت كل القنوات الإخوانية التي تم إطلاقها من تركيا بتمويل من قبل الدوحة التي تقوم على تمويل الإعلام الإخواني، ولم تكتف فقط بما تبثه قناة الجزيرة من تحريض، لافتا إلى أن عضوا عربيا في الكنيست الإسرائيلي هو القائم بدور كبير في معادلة وصفها الخرباوي بـ «صعبة الفهم» إذ قام بدور الوسيط المباشر بين الدوحة والإخوان فيما يتعلق بمسألة القنوات الفضائية والإعلامية الخاصة بالإخوان.

ويكشف القيادي الإخواني المنشق عن معلومات متوافرة لديه تؤكد على أن الدوحة تمول الإخوان الموجودين في قطر وكذا والمتواجدين في تركيا في المقر الخاص بالتنظيم الدولي، ويشير إلى أن كل قيادي إخواني يحصل على راتب شهري من قطر ليضمن معيشة كريمة، يبدأ ذلك الراتب من 3 آلاف دولار شهريا ويصل إلى 8 آلاف دولار، حسب قيمة ومكانة ذلك القيادي في التنظيم الإخواني.

وحصل القيادي الإخواني محمود حسين (أمين عام التنظيم الإخواني) على تمويل قطري قيمته 6 ملايين دولار لينفقها على أنشطة الجماعة بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، إلا أنه أخذ تلك الأموال لنفسه واشترى «فيلا» كبيرة في تركيا، وفق الخرباوي الذي يؤكد أن خلافات داخلية إخوانية كشفت عن تفاصيل تلك الواقعة، عقب أن شهدت الجماعة انقساما داخليا.

دعم مالي

كما يلفت القيادي الإخواني المنشق في معرض رصده للأموال القـــطرية التي تم إنفاقها في خـــدمة الإرهاب في مصر وفق المعلومات المتوافرة لديه، عن تمويل الدوحة لمركز دراسات سياسية واستراتيجية في تركيا، أسسه القيادي الإخواني عمرو دراج، ويعمل به نحو 50 باحثا جميعهم من تنظيم الإخوان الإرهابي، وتقوم الدوحة بتمويل شهري قيمته 45 ألف دولار للإنفاق على رواتب الباحثين في ذلك المركز.

ومن خلال إطلاعه على تفاصيل التحقيقات التي أجريت في عددٍ من القضايا المتهم فيها عناصر إخوانية، يكشف الخرباوي عن أن تحقيقات النيابة - التي لم يتم الكشف عن كثير من تفاصيلها بعد- في قضية اغتيال النائب العام المصري المستشار الشهيد هشام بركات كشفت عن ضلوع قطر في عملية تمويل العناصر المنفذة لتلك العملية.

قيادي مدعوم

وتعتبر قطر شريكا رئيسيا في العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في مصر خلال الفترة الماضية منذ سقوط حكم الإخوان، حسبما يؤكد الخرباوي، الذي يذكر أن قوات الشرطة عندما تمكنت من تصفية القيادي الإخواني محمد كمال (المسؤول عن نشاط العناصر الإخوانية داخل مصر وإدارة أذرع الجماعة المسلحة) عثرت على ما يثبت أن كمال تلقى تمويلات قطرية بقيمة إجمالية تصل إلى 6 ملايين دولار منذ فض اعتصام رابعة وحتى مقتله، من أجل دعم عمليات الإخوان داخل مصر، وحصل آخرون على تمويلات مشابهة مثل القيادي الإخواني محمد عبد الرحمن المرسي، الذي تلقى دعما قطريا بقيمة 3 ملايين دولار.

Email