أطفال المحويت ضحايا الانقلابيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل يوم تتكشف جريمة جديدة من جرائم الحوثيين، إذ رصدت منظّمة حقوق الإنسان تجنيد ميليشيات الانقلاب 117 طفلاً في محافظة المحويت والزج بهم في جبهات القتال.

وتخول ميليشيات الحوثي التربويين والمشايخ والوجاهات الذين تمّ استهدافهم في عدد من الدورات التدريبية، عملية اصطياد الأطفال في محافظة المحويت عبر وسائل ملتوية تتمثّل في الكذب على آباء الأطفال وإقناعهم أنّ الهدف من تدريب أبنائهم ليس إرسالهم للقتال في الجبهات، بل إعدادهم كلجان أمنية لحماية وتأمين المدن ومديريات المحافظة.

ويتم إلحاق هؤلاء الأطفال بدورات تدريبية تقام في منطقة الأهجر بشبام أو في مدينة المحويت، يتم إرسالهم بعد الانتهاء منها إلى معسكرات التدريب «معسكر وادي الحسي» بملحان، أو معسكرات أخرى في الحيمة وأرحب وذمار.

وتشير عدة مصادر لوجود خبراء تدريب عراقيين وإيرانيين وآخرين من حزب الله في معسكر وادي الحسي، وحيث يتم تعرّيض المقاتلين الصغار خلال التدريب لعملية ممنهجة من غسيل الدماغ والتحريض والعنف الفكري والطائفي. وتعاني ميليشيات الانقلابيين من نزيف مستمر وخسائر بشرية فادحة في عدد من الجبهات، إذ استقبلت محافظة المحويت منذ بداية العام الجاري جثامين ما يربو على 107 قتلى ممن لقوا حتفهم في الجبهات.

وتجنّد ميليشيات الحوثي الأطفال لتعويض النقص في المقاتلين ولتخفف الأطفال من التبعات التي تثقل تحركات المقاتلين البالغين كالالتزامات الأسرية، وقلة تكاليف نفقات أسر وذوي القتلى بخلاف إذا كان القتلى أصحاب مسؤوليات عائلية، إضافة لسهولة التمويه وسرعة استجابة الأطفال للتوجيهات والأوامر، وعدم قدرتهم على تمييز المخاطر وغيرها من الأسباب.

وتستغل الميليشيات الأطفال ليكونوا حطباً لمشروعها الانقلابي من خلال الزجّ بهم في القتال المباشر أو توظيفهم للقيام بخدمات أخرى كالمناوبة والإمداد، ونقل الأغذية والذخائر واستخدامهم كحراس وكشافة وغيرها من المهام التي تتطلبها طبيعة المعارك. وكشفت تقارير حقوقية يمنية العام الماضي عن قيام الميليشيات بتجنيد ما يقارب 10 آلاف طفل بما يهدّد الطفولة في اليمن.

وينتهك كافة المواثيق والأعراف الدولية. ودانت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته أواخر العام الماضي ميليشيات الحوثي لقيامها بتجنيد الأطفال بشكل واسع والدفع بهم إلى جبهات القتال، مشيرة إلى أنّ عدد الأطفال الذين جنَّدتهم زاد بنحو خمسة أضعاف مقارنة بالعام 2014، وأنّ مقاتليها من الأطفال يشكلون ما يقارب ثلث المقاتلين في صفوف الحوثيين.

Email