تقارير «البيان»

مواجهة حتمية بين الحشد الشعبي و«سوريا الديمقراطية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدت المساحات تتقلص والخطوط تتلاشى بين المعارك الدائرة في العراق ضد تنظيم «داعش» وتلك التي تجري في سوريا على أكثر من صعيد مما يشي بتغير في قواعد الاشتباك والحرب، وبدا ميدان القتال في البلدين مفتوحاً على بعضه أكثر مما مضى فقد أعلن الحشد قبل يومين أنه دخل الأراضي السورية بعمق 10 كيلومترات في الداخل السوري دون أن يصدر عن النظام السوري أي موقف.

وفتح هذا التوغل احتمالات مواجهة مع فصائل الجيش الحر التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية خصوصا في منطقة التنف، فيما اقتربت في الوقت ذاته ميليشيات الحشد الشعبي من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، الأمر الذي اعتبره الناطق باسم «قسد» طلال سلو أن أي دخول لميليشيات الحشد إلى الأراضي السورية سيكون قيد التعامل معه عسكريا، رافضا انتشار أي قوات في الأراضي السورية.

هذا الشد والجذب على الحدود السورية العراقية كان محط تجاذب أميركي روسي في الآونة الأخيرة، فقد رفضت روسيا في تصريحات على لسان مسؤولين أن توغلاً لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، وقالت إنها لن تسمح بانتشار هذه القوات في البادية السورية، بينما شهدت الآونة الأخيرة تمددا للميليشيات الطائفية الشيعية على الأراضي السورية، بينما حذرت الولايات المتحدة الأميركية الميليشيات الاقتراب من القوات الحليفة لها سواء قسد أو الفصائل الأخرى.

وقالت مصادر كردية رفيعة لـ«البيان» إن قوات سوريا الديمقراطية مستعدة لمواجهة أي تدخل من أي قوى خارج الجغرافية السورية، مؤكدة أن المواجهة لم تعد بعيدة مع هذه الميليشيات خصوصا وأنها بدت واضحة الارتباط بإيران التي تعادي أي مشروع كردي في المنطقة.

بدوره اعتبر الخبير في الشؤون العسكرية أحمد حمادة أن مثل هذه التحركات العسكرية من قبل الحشد الشعبي لن تتوقف عند الأراضي العراقية، وبالتالي دخولها إلى سوريا أمر محتمل ومتوقع منذ البداية، لافتا إلى أن المواجهة مع هذه القوات ستكون حتمية على الأراضي السورية.

أطماع طهران

وبحسب خبراء، تسعى إيران عبر ميليشياتها في العراق، لبسط نفوذها على الطرق البرية الرابطة ما بين الأراضي العراقية والسورية لدعم نظام الأسد وانتهاء بسواحل المتوسط، وهو الأمر الذي يتطلب تشريد أهالي القرى الواقعة في هذه الخطوط، وما يترتب عليه من انتهاكات ضد حقوق المدنيين وتغيير ديموجرافي على أسس طائفية بحتة.

وأشار محللون إلى أن سيطرة الميليشيات الإيرانية على محافظة نينوى بالتزامن مع الحدود السورية العراقية، من شأنها أن تمنح إيران نفوذا سياسيا وعسكريا أكبر على الساحة العراقية ومن بعدها سوريا، خاصة في ظل تقهقر عناصر داعش وخسارتهم لنحو 95% من الأراضي الشاسعة التي كانوا يسيطرون عليها.

وتصاعدت المطالب في الفترة الأخيرة، للإدارة الأميركية بالوقوف في وجه التمدد الإيراني على المعابر والمنافذ الاستراتيجية التي ستمكن لها من تنفيذ مشاريعها الطائفية في المنطقة، في وقت تستخدم إيران الميليشيات المحلية لتنفيذ هذه التحركات بدلاً من إرسال مقاتليها على الجبهات، وهو ما قد يحدث نوعاً من الشرخ الاجتماعي والطائفي بين أبناء الدولة الواحدة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد انتقد السياسة الإيرانية في العراق، واتهم طهران بأنها تسعى للهيمنة عليه عبر استغلال فراغ السلطة وخروج القوات الأميركية.

Email