الاجتماع مع سليماني كشف التنسيق القطري الإيراني في العراق

عراقية ضحية الانهيار الأمني في العراق تبكي خلال نزوحها من الموصل أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

غرابة تطبع موقف قطر من أزمات العراق المتلاحقة والمتفاقمة كما يرى مراقبون، مشيرين إلى أنّ الدوحة تقول إنّها تسعى للمصالحات الوطنية والدفاع عن المكون السنّي الذي تحاول فرض الوصاية عليه، عبر إغداق المال على تيار الإخوان المسلمين بعكس الجهات الأخرى، وفي الوقت نفسه تتغاضى عن تدخلات إيران والانتهاكات البشعة التي ترتكبها ميليشياتها الطائفية.

وذكرت مصادر سياسية عراقية وعربية، إلى أن هناك مؤشرات على وجود تنسيق «قطري - إيراني» لإدامة حالة الفوضى في العراق، مشيرة في هذا المجال إلى ما كشفت عنه مصادر إعلامية عن اجتماع سري جمع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في بغداد، وما خلص إليه الاجتماع من «ترتيبات سرية» كانت وراء تمرّد الدوحة على قرارات القمة العربية الإسلامية الأميركية.

ويعرب مراقبون سياسيون عن بالغ دهشتهم في الكشف عن تفاصيل تتعلق بصفقة المليار دولار لإطلاق سراح الصيادين القطريين الذين كانوا مختطفين لدى ميليشيات إيرانية بوساطة من مسؤولين عراقيين خابت آمالهم في ضياع العمولة.

ووفق مصادر مسؤولة في مطار بغداد الدولي، فإنّ القوات الأميركية وليس العراقية هي من وضعت اليد على طائرة النقود وسلمتها للحكومة العراقية بمستندات بعد اتفاق على عدم اعتبارها غسيل أموال تعاد إلى المصدر وفق القوانين، وليست أموالاً لدعم الإرهاب.

شق صف

ويشير سياسيون عراقيون إلى وجود علاقات متشابكة بين قطر وإيران، إلّا أنّ الحكومة القطرية تجاهر بدعمها للمكون السنّي من خلال استضافتها مؤتمرات وشخصيات منتقاة، يبدو واضحاً فيها تبني تيار الإخوان المسلمين غير المرغوب به في الوسط السني على حساب التيارات الأخرى، الأمر الذي أدى إلى تعميق هوّة الخلافات السنيّة - السنيّة، وعدم التوصل حتى الآن لاتفاق على مرجعية مشتركة تلائم تطلعات الشعب العراقي الذي يميل لنبذ التطرف الطائفي والعرقي.

دعوات محاكمة

ويقول الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، إنّ مؤتمرات الدوحة سابقة سيئة وتدخل سافر في الشأن الداخلي العراقي، وخرق واضح لمبادئ العلاقات الثنائية المبنية على أسس الاحترام المتبادل لسيادة الدول وشؤونها الداخلية، وأنّ من شأنها الإساءة للعلاقات الأخوية التي تجمع العراق بدولة قطر.

بدوره، يرى نائب رئيس الوزراء السابق سلام الزوبعي، أنّ على جامعة الدول العربية محاكمة قطر بتهمة خيانة الأمة العربية ودولة العراق، كونها تسببت في إثارة الفوضى من خلال التنظيمات الإرهابية في مصر وليبيا والعراق.

ويوضح الزوبعي أن سياسات قطر أصبحت الآن تضر كل الدول العربية، وجعلت العراق دولة صغيرة تسودها الفوضى بسبب التدخلات من الدول المجاورة والأجنبية في آنٍ واحد.

اتهامات نواب

واتهم النائب في البرلمان العراقي إبراهيم الركابي في وقت سابق، قطر بتنفيذ أجندات إسرائيلية ودولية لتحويل العراق إلى ساحة للصراع السياسي والطائفي لضرب الاقتصاد والعملية السياسية في البلاد.

من جهته، اعتبر النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان قطر دولة ليست صديقة للعراق، مشيراً إلى أن دعوتها لمطلوبين للسلطات العراقية بتهم الإرهاب تدخلاً في الشؤون الداخلية.

إلى ذلك، قال النائب مفيد البلداوي، إنّ قطر تتدخّل في شأن العراق الداخلي، مضيفاً: «لدى قطر دور وأجندات في العراق، وهي تقدم دعماً مالياً ولوجستياً لإدخال العناصر الإرهابية إلى محافظتي الأنبار ونينوى. وشدّد البلداوي على ضرورة تقديم الأدلة التي يمتلكها العراق عن التدخّل القطري السافر في الشأن العراقي إلى الأمم المتحدة.

Email