"الجزيرة".. دور مشبوه في التطبيع وتمرير الرواية الإسرائيلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ساهمت قناة الجزيرة القطرية في تعميم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتمرير الرواية الإسرائيلية عبر فتح أثيرها للمسؤولين الإسرائيليين لتبرير جرائم الاحتلال، بينما عززت الانقسام وشق الصف الفلسطيني عبر تقوية نفوذ حركة حماس على حساب السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.

وأعطت قناة الفتنة «الجزيرة»، المسؤولين الإسرائيليين حصة واسعة على منبرها ليعبروا عن الموقف الإسرائيلي، لتوصل رسالة بأن الاحتلال وجهة نظر والانتهاكات والعدوان على قطاع غزة رأي، ويخرج الإسرائيلي على المنبر الأكثر انتشاراً ليخاطب الجمهور العربي والفئة المستهدفة من 300 مليون لتبرير جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

ويقول المحلل السياسي مهند عبدالحميد، إن فضائية الجزيرة أتاحت للإسرائيليين مخاطبة الجمهور الفلسطيني والعربي من خلالها، وساوت الضحية بالجلاد، في حين أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تسمح لعربي أو فلسطيني بالرد على الجرائم الإسرائيلية عبر فضائياتها، لكنها تسمح لفئة معينة من جهات التطبيع للظهور على فضائياتها لأن مواقفهم مؤيدة لإسرائيل.

وأوضح أن الجزيرة تقدم صفات شعبين بخطاب شعبوي، وهو دائماً مبني على السلم ويستعرض كل شيء سلبي وتكون النتيجة محبطة، وهنا تجاوز لأخلاقيات المهنة من خلال الخطاب الشعبوي، لأن الجزيرة في كثير من الأحيان تكتب على شريطها الإخباري مواقف من نوع خيانة وتكفير وبذلك تكون منبر فتن، وكأن الجزيرة مخولة لإعطاء شهادات للبعض.

وأشار المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن قناة الجزيرة بانحيازها الواضح وتحريضها على السلطة عززت الانقسام الفلسطيني، من خلال أخبارها وبرامجها، ومع ذلك هناك تطبيع بينها وبين إسرائيل وتحاول في الفترة الأخيرة اجتثاث الناصرية، في حين أن قطر تجلس على قاعدة أميركية وتحرض على أميركا، «هناك تناقض»، وتحقق في الوقت ذاته هدف إسرائيل بتعزيز فصل غزة عن الضفة. من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي عمر حلمي الغول، أن فضائية الجزيرة وجدت لتكون أداة فتنة في العالم العربي وليس في فلسطين فقط.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية د. أسامة شعث، إن الجزيرة فقدت مصداقيتها ومكانتها لدى غالبية الشعب الفلسطيني بسبب دورها التخريبي على الساحة الفلسطينية. وأضاف أن «الجزيرة لعبت دوراً أساسياً في نشر الفتنة وتأجيج الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين أثناء الأحداث المؤسفة عبر بث مشاهد ولقطات تثير الرأي العام ضد طرف بعينه».

Email