أردوغان يسعى لفتح صفحة علاقات جديدة مع واشنطن

مدرعات أميركية تفصل بين أكراد سوريا وتركيا

دخان يتصاعد جراء غارات على منطقة الغوطة في ريف دمشق | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجددت الاشتباكات بين القوات التركية ومقاتلين أكراد عبر الحدود السورية التركية، ما دفع بوحدات الحماية الكردية إلى التهديد بإيقاف معركة الرقة في حال لم توقف أنقرة ضرباتها ضد قواتها.

وأمام هذا التوتر نشرت الولايات المتحدة مدرعات عسكرية على نقاط حدودية بين سوريا وتركيا لضمان عدم تجدد القتال الكردي التركي، في حين يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى كسب ود واشنطن، إذ أعلن رغبته فتح صفحة علاقات جديدة معها.

وفي تطور جديد في مسار الجبهات المتعددة في سوريا، نشرت قوات أميركية مدرعات وآليات عسكرية تابعة لها في نقاط على الجانب السوري من الحدود مع تركيا. وتمركزت دفعة من هذه القوات قربة مدينة الدرباسية التي شهدت اشتباكات وقصف متبادل بين الجيش التركي ووحدات حماية الشعب الكردية خلال الساعات الماضية.

اشتباكات دامية

وقبل الانتشار الأميركي بساعات، أفادت مصادر أن الجيش التركي قال إنه قتل 11 عنصراً من وحدات حماية الشعب الكردية بعد شن الأخيرة هجوما صاروخيا على بلدة تركية حدودية. وذكر بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية أن الجيش رد بالمثل على قذائف صاروخية، أطلقت من مناطق على مخفر حدودي بقضاء جيلان بنار بولاية شانلي أورفة التركية.

بدورها، نشرت وسائل إعلام مقربة من القوات الكردية مقطع فيديو يظهر فيه تدمير آلية عسكرية ومدرعة في نقطة عسكرية تركية على الحدود.

تهديد كردي

في هذه الأجواء، هدّدت وحدات حماية الشعب الكردية الولايات المتحدة بإيقاف معارك الرقة في حال لم تتخذ إجراءات تجاه الضربات التركية ضد قواتها في سوريا.

وقالت الناطقة الرسمية باسم الوحدات نسرين عبدالله، إن الوحدات ستنسحب من الرقة في حال لم تتحرك واشنطن وتقوم برد فعل ملموس تجاه الضربات التركية المتواصلة، واصفةً إياها بأنها غير مقبولة بحسب القانون الدولي.

وسبق ان اندلعت اشتباكات الأربعاء بين القوات التركية ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في نقطة حدودية أبعد غرباً.

ووقعت تلك الاشتباكات بعد يوم من قصف الطيران التركي موقعاً للمقاتلين الأكراد قتل خلاله 28 شخصا معظمهم مقاتلون وأصيب 19 بجروح، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، أعلن الأكراد عن «انقطاع مياه الشرب عن مدن الحسكة ورأس العين وتل تمر وأريافها نتيجة استهداف الجيش التركي لمحطة كهرباء مغذية لمحطة ضخ المياه» تعد المصدر الوحيد لمياه الشرب في المنطقة.

وقال مسؤول تقني في المحطة إن المياه قطعت عن نحو 250 بلدة وقرية، لافتا إلى أنه يجري العمل لإعادة تغذية المحطة بالكهرباء خلال الساعات المقبلة.

مسعى تركي

في غضون ذلك، أعلن الرئيس التركي أنه يعتزم أن يفتح مع نظيره الأميركي دونالد ترامب «صفحة جديدة» في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة التي يزورها في منتصف الشهر المقبل.

وقال أردوغان خلال ندوة نظمها مكتب «أتلانتيك كاونسيل» للدراسات في اسطنبول «إنني على ثقة بأننا سنخط مع ترامب صفحة جديدة في العلاقات التركية الأميركية». وأضاف إن الدعم والمساعدة الملموسة التي تقدمها الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية تضر بروح التحالف بين البلدين.

وكرر من جهة أخرى أنه يتوقع من الولايات المتحدة اعتقال وتسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب في يوليو الماضي.

وقال الرئيس التركي إن تمكن غولن المقيم في بنسيلفانيا من الاستمرار في مزاولة نشاطاته بحرية... يثير استياءنا بشدة.

Email