قصة

روائح الشواء لا تكسر إرادة الأسرى

المستوطنون خلال حفل الشواء العنصري | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ بدأ الأسرى الفلسطينيون باستخدام سلاح الإضراب عن الطعام مطلع السبعينيات، لم تتورّع إدارات سجون الاحتلال الإسرائيلي عن استخدام أي وسيلة إجرائية أو نفسية في محاولة لكسر إرادة الأسرى وإفشال إضرابهم.

وبلغ الأمر ببعض الإدارات حد انتزاع قاصرين من غرفهم ونقلهم إلى أماكن فيها مأكولات «شهية»، من أجل التأثير على الأسير المضرب وتحويله إلى حلقة أولى مكسورة في سلسلة المضربين، لكن تاريخ الحركة الأسيرة لم يسجل أي نجاح للاحتلال في محاولاته.

وفي كثير من تجارب الإضراب، كان بعض السجّانين يشوون اللحوم وبعض الخضار التي تثير روائح قوية قرب نوافذ غرف الأسرى، أو يطرقون بالعصي على أوان لإصدار أصوات مزعجة، ذلك أن المضرب عن الطعام تستفزه الأصوات العالية.

حفل شواء

يوم أمس، حيث دخل الأسرى يومهم الرابع في معركة الأمعاء الخاوية، وبعد أن اصطدمت الإجراءات العقابية الهستيرية بجدار من الإرادة الصلبة للأسرى، تداعى المستوطنون واليهود الأشد تطرّفاً لخدمة الجلادين في حربهم العنصرية، ولجأوا لأسلوب أقل ما يمكن أن يوصف به هو «السادية».

فقد تجمّع قطيع من هؤلاء العنصريين على مقربة من سجن عوفر التابع لجيش الاحتلال جنوب غرب رام الله، وأقاموا حفلة شواء، حيث يقبع مئات الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام قرب مكان الشواء.

بعضهم قال إنه جاء للاحتفال بعذاب وجوع الأسرى المضربين عن الطعام فيما أفصح البعض الآخر عن تقاطع الغاية مع الجلاد، إذ أكد أن الهدف هو كسر روح الأسرى الفلسطينيين عبر إطلاق العنان لروائح اللحم والشواء حتى تدخل غرفهم و«يسيل لعابهم».

المجربون

الأسرى الذين لديهم تجربة في معارك الإضراب يؤكدون أن هذه الوسائل المفرطة في العنصرية والسادية تؤدي فعلاً إلى سيلان لعاب المضرب كأي شخص جائع.

لأن المسألة لا إرادية، لكنها لا تجدي نفعاً حين توجّه ضد أسرى قرّروا بكامل إرادتهم وقناعتهم وبدفع من القهر وبؤس ظروف الاعتقال، أن يناضلوا بأمعائهم الخاوية في سبيل تحقيق مطالبهم وتحسين ظروف اعتقالهم، إذ إن سياسات الاحتلال ترمي إلى تفريغهم من إنسانيتهم وإرادتهم وتحويلهم إلى كم مهمل.

أخصائيو الطب النفسي يؤكدون أن روائح اللحوم المشوية لها الأثر ذاته على أي إنسان مضرب أو غير مضرب، حيث ستزيد من إفراز اللعاب وتحيي الرغبة في تناول الطعام، لكن مفعولها عكسي مع أبطال يحاربون المحتل بأمعاء خاوية، فهم ليسوا جوعى بسبب ظروف، إنما مضربون بقرار نضالي.

تغذية قسرية

في استباق لأي وسيلة قمعية يلجأ إليها الاحتلال ضد الأسرى، حذّر وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع من أن تقوم إدارة مصلحة سجون الاحتلال بتطبيق قانون التغذية القسرية على الأسرى المضربين عن الطعام، والذي قد يؤدي إلى ارتقاء شهداء بينهم، على غرار ما حدث في إضراب سجن نفحة العام 1980، حيث استشهد آنذاك ثلاثة أسرى.

Email