قرابة المئة قتيل و500 جريح.. واستمرار تنفيذ اتفاق »المناطق الأربع«

تفجير إرهابي يستهدف حافلات إجلاء أهالي كفريا والفوعة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قتل قرابة 100 شخص من أهالي الفوعة وكفريا وأصيب نحو500 بجروح أمس، في تفجير إرهابي استهدف حافلات كانت تقل خمسة آلاف شخص تم إجلاؤهم أول من أمس، من هاتين البلدتين المواليتين للنظام السوري، ضمن ما يعرف بـ«اتفاق المناطق الأربع» الذي يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في سوريا، وانتظر أهالي البلدتين أكثر من 35 ساعة قبل إجلائهم من منطقة «الراشدين»، بعد خلافات على عدد الذين تم إجلاؤهم، وبعد التفجير بساعات انطلقت الحافلات باتجاه حلب بالتزامن مع خروج حافلات مضايا والزبداني. ويأتي التفجير غداة إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص من البلدات الأربع.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن العشرات من أهالي الفوعة وكفريا، قتلوا وأصيبوا «في التفجير الذي نفذه انتحاري كان يقود شاحنة صغيرة تقل مواد غذائية» في منطقة الراشدين التي تسيطر عليها فصائل المعارضة غرب حلب.

واستهدف التفجير حافلات تقل خمسة آلاف شخص تم إجلاؤهم الجمعة، من البلدتين المواليتين للنظام والمحاصرتين من قبل المعارضة المسلحة في محافظة إدلب (شمال غرب). وأفاد المرصد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نتيجة وجود إصابات خطرة. وأفادت مصادر متطابقة أن عدد القتلى يقترب من المئة بينهم 39 طفلاً والجرحى يناهزون الـ 500 بعضهم حالاتهم حرجة.

مشاهد مرعبة

وكشفت المشاهد في المكان عن جثث متفحمة وأطفال يسبحون في دمائهم على الأرض وحافلات محترقة تماماً، وسط حالة من الهلع والخوف بين الناجين من أهالي البلدتين.

وتنتظر 75 حافلة و20 سيارة إسعاف تقل الآلاف من أهالي الفوعة وكفريا منذ أكثر من 35 ساعة في منطقة الراشدين بانتظار السماح لها بإكمال طريقها إلى مدينة حلب.

وجرى، أول من أمس، إجلاء 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موالٍ للنظام من الفوعة وكفريا، و2200 ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق، في إطار اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران أبرز حلفاء دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة.

وكان من المفترض أن تتوجه قافلة الفوعة وكفريا إلى مدينة حلب ومنها إلى محافظات تسيطر عليها قوات النظام، على أن تذهب قافلة مضايا والزبداني إلى محافظة إدلب، أبرز معاقل الفصائل المعارضة، إلا أن عراقيل وقفت أمام إكمال القافلتين طريقهما، قبل أن يتم حسمها لاحقاً.

وبحسب المرصد السوري ومصدر في الفصائل، فإن هذا الانتظار ناتج عن خلاف على عدد الذين تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا. واتهم مصدر في لجنة اتفاق المدن الأربع، إيران بانها أخلت بالاتفاق الذي تم مع جيش الفتح حيث أخرجت المدنيين من بلدتي كفريا والفوعة، وأبقت المسلحين. كما تنتظر حافلات مضايا والزبداني منذ أكثر من 15 ساعة في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات النظام غرب حلب أيضاً.

إدانة

ودان العالقون في الحافلات في منطقة الراموسة التفجير الذي استهدف أهالي الفوعة وكفريا. وأصدروا بياناً باسم «أهالي مدينة مضايا» العالقين في الحافلات في الراموسة، ناشدوا فيه «الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، والمنظمات الدولية المعنية، بتأمين الحماية اللازمة لإيصالنا نحو وجهتنا في إدلب، بعد الاحتقان الحاصل إثر التفجير الذي استهدف منطقة الراشدين».

وقال الناشط ناهل نور، الذي يستقل إحدى الحافلات التي غادرت مدينة مضايا، إن الناس انتظروا في محطة حافلات في منطقة الراموسة في حلب.

وأضاف أن الوضع كان صعباً، لم ينم الناس أو يأكلوا منذ ساعات طويلة، دورة مياه واحدة فقط لـ 3000 شخص.

ومن المفترض، بموجب الاتفاق، أن يتم على مرحلتين، إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني. ودخل الجيش السوري إلى مضايا بعد خروج القافلة منها، بينما لا يزال المقاتلون المعارضون في الزبداني ينتظرون إجلاءهم.

Email