"داعش" يمنع التجار من توريد المواد الغذائية

الإرهاب والجوع ينهشان غرب الموصل

Ⅶ فتاة عراقية تعبئ مياهاً ملوثة في قارورة في الجزء الغربي من الموصل | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش مدينة الموصل وضعاً مأساوياً وحصاراً اقتصادياً كبيراً وصورة قاتمة من المكابدة والمعاناة اليومية في مواصلة الحياة الصعبة، فما بين سيطرة تنظيم داعش وحصار القوات العراقية والمعارك الشرسة بينهما.

لا يزال نحو 800 ألف مدني يقطنون النصف الغربي من مدينة الموصل، شمالي البلاد، يعيشون تحت وطأة كارثة إنسانية توشك بالفتك بهم مع نفاد مستلزمات الحياتية الأساسية، في ظل اتهامات للداخل والخارج بتجاهل هذه الصورة ما زاد الوضع سوءاً.

فالجانب الغربي من الموصل، بدا خاليا من كافة مظاهر الحياة، حيث الشوارع بلا المارة، لا يُسمع بها غير صوت الهواء والحيوانات السائبة، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها بعد نفاد بضائعها، والتزم السكان منازلهم.

حيث إن الكثير من الرجال والنساء الذين يضعون اللثام على وجوههم خشية معرفتهم، يجوبون المواقع التي تتواجد فيها النفايات ويبحثون فيها للحصول على بقايا الطعام وتنظيفه، ومن ثم تناوله لسد جوعهم وجوع أطفالهم.

وفيات

وذكر المرصد العراقي لحقوق الإنسان أن 25 طفلاً لقوا حتفهم خلال يناير الماضي، ولا تزيد أعمارهم عن الثلاث سنوات. يضيف المرصد أن الأطفال توفوا بسبب الجوع الذي يضرب الساحل الأيمن منذ بدء عمليات تحرير مدينة الموصل. وما يزيد الحال سوءاً، منع تنظيم داعش بطريقة متعمدة تجار المدينة من توريد المواد الغذائية للسكان.

ولجأ سكان الساحل إلى حفر آبار المياه واستخدامها رغم أنها غير صالحة للشرب، فيما تتزايد دعوات المنظمات الإنسانية إلى فتح ممرات جوية لإلقاء المواد الغذائية، وسط مطالبات بالضغط أكثر على الحكومة الاتحادية لإيجاد حل.

نفاد الطعام

الخطر الذي يحدق بأهالي المدينة من كل النواحي، بعد نفاد الطعام والدواء، اضطر الكثير من العائلات إلى الهروب من المدينة والتوجه إلى القوات العراقية المتمركزة على تخوم الموصل. الهروب من المدينة، ليس بالأمر السهل بعد إطباق التنظيم قبضته عليها، فمن يحاول الهروب يكون مصيره الموت، لذا يعمد المدنيون إلى اختيار طرق برية لا يعرفها مسلحو التنظيم.

خطر

من جهة أخرى أكد تقرير مشترك لبرنامج الأغذية العالمي والحكومة العراقية في بغداد، أن أكثر من نصف عدد الأسر العراقية معرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي، ولم يعد بإمكانها استيعاب أي صدمات أخرى مثل الصراعات أو ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.

وجدت الدراسة أن 2.5 في المائة من العراقيين يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي، وهو مستوى من العوز يستلزم تقديم الدعم. وأشارت إلى أن نحو 75 في المئة من الأطفال دون سن 15 عاماً يعملون لمساعدة أسرهم في توفير الطعام بدلاً من تلقيهم التعليم.

Email