طائرات سورية أو روسيّة أسقطت قنابل حارقة في ريفي إدلب وحماه

الغرب يصوِّب سهامه على الأسد

■ مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية على ضفة نهر الفرات غرب الرقة | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت واشنطن أنها ستتصدى لأي شخص يرتكب جرائم ضد الإنسانية، وصوّبت دول غربية عديدة سهامها ضد الرئيس السوري بشار الأسد، فيما قال نشطاء والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية سورية أو روسية أسقطت قنابل حارقة على مناطق في محافظتي إدلب وحماة.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب مستعد لإجازة شن ضربات إضافية على سوريا إذا استمر استخدام الأسلحة الكيماوية هناك. كما قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، إن الولايات المتحدة ستتصدى لأي شخص يرتكب جرائم ضد الإنسانية.

وقال تيلرسون للصحافيين أثناء إحياء ذكرى مذبحة ارتكبها النازي في إيطاليا عام 1944 «سنكرّس أنفسنا مجدّداً لمحاسبة أي وكل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء في أي مكان في العالم». وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين للصحافيين إن تيلرسون لن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما يزور موسكو اليوم.

وقال بيسكوف إن من المقرر أن يلتقي تيلرسون بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وأضاف في تعليق على الضربات الصاروخية الأميركية على سوريا الأسبوع الماضي إن هذا التصرف يوضّح عدم استعداد واشنطن على الإطلاق للتعاون بشأن سوريا. وتابع «ليس هناك بديل آخر لمحادثات السلام في جنيف وآستانة». وقال إن الدعوات المتكررة لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد لن تساعد في حل الأزمة.

وأعلن وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس في بيان، أن "تقييم وزارة الدفاع هو أن الضربة ادت الى الاضرار او تدمير مواقع الوقود والذخائر وقدرات الدفاع الجوي و 20 في المئة من الطائرات العاملة في سوريا".غضب متجدّد

وجددت موسكو غضبها من الضربة الأميركية على مطار الشعيرات السوري. وقالت الخارجية الروسية في بيان إن الضربة عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة وتنتهك القانون الدولي. وصدر البيان بعد مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

وقال الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل جون توماس إن جيش الولايات المتحدة ما زال قادرا على تنسيق العمليات مع روسيا فوق سوريا بما يمنع أي صدام بينهما. وأضاف أن اسلحة كيميائية كانت على الارجح مخزنة في قاعدة الشعيرات الجوية التي تم قصفها.

من جانبه، دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون روسيا إلى إنهاء دعمها للأسد الذي وصفه بأنه «سام». ونقلت ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية عن جونسون قوله إن «الوقت قد حان (للرئيس الروسي) فلاديمير بوتين ليواجه حقيقة الطاغية الذي يقوم بدعمه». وأضاف «علينا أن نوضح لبوتين بأن زمن دعم الأسد قد ولّى»، محذراً من أن الرئيس الروسي «يخرّب روسيا» عبر دعمه لرئيس النظام السوري.

تسميم الأبرياء

وأضاف «علينا أن ندرك أن الأسد بات سامّاً بكل ما للكلمة من معنى. إنه يقوم بتسميم الناس البريئين في سوريا عبر استخدامه أسلحة منعت منذ مئة عام ويسمّم كذلك سمعة روسيا» التي تشارك طائراتها في الحرب لصالح القوات الموالية لحكومة دمشق.

وأكد أنه «لا شك بأن التحرك الأميركي قادر على قلب المعادلة في سوريا».

ولم يستبعد جونسون ضربة أميركية جديدة تستهدف قواعد عسكرية للنظام. وقال لصحيفة «ذي صن» البريطانية إن القصف الصاروخي الذي نفذته بوارج أميركية فجر الجمعة الماضي على مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص الشرقي يمكن أن يتكرر مرة أخرى.

وأصرت الحكومة الألمانية على رحيل الأسد. وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت ببرلين إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والحكومة الاتحادية على قناعة في ظل جرائم الأسد ضد شعبه بأنه «لا يمكن تصور حل سلمي يسهم في إحلال الاستقرار للنزاع في سوريا، تحت قيادة الأسد على المدى الطويل». ولكنه أشار بقوله: «ليس منطقياً توقّع أو الأمل في أن تنتهي رئاسته غداً».

قنابل حارقة

ميدانياً قال نشطاء والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية سورية أو روسية أسقطت قنابل حارقة على مناطق في محافظتي إدلب وحماة. وقال المرصد الذي مقره بريطانيا إن طائرات روسية استخدمت مادة حارقة تسمى الثرميت في قنابل أسقطتها على بلدتي سراقب في إدلب واللطامنة في حماة إلى الجنوب منها يومي السبت والأحد. وقال عامل إنقاذ في سراقب إن طائرات حربية أسقطت قنابل فوسفورية هناك لكنه لم يسمع عن استخدام الثرميت.

وقال إن استخدام الفوسفور ليس أمراً جديداً. استعادت القوات السورية والمسلحون الموالون لها بلدة معردس بشمال مدينة حماة، بعد عملية عسكرية واسعة بدأتها أمس، بدعم وتغطية من الطيران الحربي الروسي. بالمقابل استعاد تنظيم «داعش» مواقع كان خسرها قرب مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي، وذلك بعد معارك مع مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية» بعد هجوم بدأه التنظيم مساء الأحد.

دفاع

دافع وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبورن عن الاتحاد الأوروبي ضد الانتقادات الموجهة لسياسته تجاه سوريا. وقال أسيلبورن إن الاتحاد الأوروبي يتدخل في الأزمة السورية على نحو دبلوماسي ويدعم الأمم المتحدة في جهودها تجاه حل الأزمة، كما أنه أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في سوريا، وأضاف: «نفعل في ذلك ما نستطيع فعله».

وأشار إلى أن مفتاح حل الأزمة في يد روسيا والولايات المتحدة، موضحاً أن أوروبا ليس لديها زر سحري لإنهاء الحرب في سوريا. وذكر أسيلبورن أن الاتحاد الأوروبي مستعد لإعادة إعمار سوريا وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.

Email