الضربة الأميركية تعيد أجواء التوتر مع روسيا.. والأسد يرد بقصف خان شيخون

ترامب يطوي صفحة أوباما في سوريا ويـحذر «الدكتاتور»: عهد اللاحساب انتهى

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طوت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس صفحة سياسة سلفه، باراك أوباما، في سوريا، حيث شن الجيش الأميركي ضربة صاروخية قوية بـ59 صاروخ توماهوك استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري.

وذلك رداً على الهجوم الكيميائي لنظام الرئيس بشار الأسد على بلدة خان شيخون في ريف إدلب بينما تعهدت واشنطن بالمزيد من الضربات اذا استوجب الأمر ذلك. وتفتتح الضربة عهداً جديداً في التعامل مع الأسد مفاده أن «عهد اللاحساب انتهى» على حد وصف سيناتور أميركي.

وهو ما رفع منسوب التوتر مجدداً بين واشنطن وموسكو التي اعتبرت أن الخطوة الأميركية ألحقت ضرراً هائلاً بالتفاهمات التي جرت بين البلدين، ما يمهد لوضع قواعد جديدة في اللعبة السياسية في المنطقة رغم أن التأثير العسكري المحدود للضربة ذات الوظيفة الردعية.

وقال مسؤول في البيت الأبيض أن 59 صاروخاً موجهاً من طراز توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري «المرتبط ببرنامج» الأسلحة الكيميائية السوري و«المتصل مباشرة» بالأحداث «الرهيبة» التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون، البلدة الواقعة في شمال غرب سوريا.

وأسفرت الضربة الصاروخية عن تدمير عدد من الطائرات الحربية،إضافة إلى تدمير مدرجين وخزان وقود ومستودعات أسلحة. إلا أن خروج القوات السورية والروسية من القاعدة قبل تعرضها للقصف قلل من حجم الأضرار البشرية التي بلغت تسعة أشخاص، من بينهم أربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد».

وأعلنت مصادر أن الجيش الأميركي أبلغ الجانب الروسي بالضربة قبل وقوعها. تغيير سلوك الأسد

وبعد دقائق من بدء الضربات، وجه ترامب كلمة قائلاً: «شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوماً مروعاً بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء». وأضاف: «باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة».

وقال الرئيس الأميركي: «أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي. أن من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة.

ليس هناك أدنى شك في أن سوريا استخدمت أسلحة كيميائية محظورة وانتهكت التزاماتها المنصوص عليها في معاهدة الأسلحة الكيميائية وتجاهلت دعوات مجلس الأمن الدولي».

وأردف: «لقد فشلت سنوات من المحاولات السابقة لتغيير سلوك الأسد، وفشلت فشلاً ذريعاً، ونتيجة لذلك، لا تزال أزمة اللاجئين تتفاقم، ولا يزال استقرار المنطقة يتزعزع ».

تجاوز الخط

واتهم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون روسيا بعدم تحمل مسؤولياتها في سوريا، مشيراً إلى أن الضربة الصاروخية دليل على استعداد الرئيس الأميركي للتحرك عندما تقوم دول «بتجاوز الخط».

وعبر قادة كتل الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس الأميركي عن دعمهم لقرار ترامب،. وقال سيناتور جمهوري إن أيام اللاحساب انتهت بالنسبة لبشار الأسد.

وفي مجلس الأمن حذرت واشنطن من انها مستعدة لشن ضربات جديدة وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكلي هايلي "نحن مستعدون للقيام بالمزيد لكننا نأمل بالا يكون ذلك ضروريا".

روسيا: ضرر هائل

في المقابل، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الضربة الأميركية هي «عدوان على دولة ذات سيادة» تستند إلى «حجج واهية»، بحسب ما قال ناطق باسم الكرملين. وقال دميتري بيسكوف إن «عمل واشنطن هذا يلحق ضرراً هائلاً بالعلاقات الروسية الأميركية التي هي أساساً في وضع سيء».

بدوره، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن الهجمات كادت أن تؤدي إلى اشتباك مع الجيش الروسي. وأخطر مسؤولون أميركيون القوات الروسية قبيل الضربات وتجنبوا إصابة العسكريين الروس.

وأعلنت روسيا تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين فوق سوريا بعد الضربة الصاروخية الأميركية غير ان اميركا اعلنت انه لايزال سارياً.

النظام يرد

إلا أن النظام السوري الذي ندد بالضربات الأميركية بأشد العبارات، لا يتوقع أن تكون الضربة بداية تصعيد عسكري أميركي غير مسبوق. وقال وزير الإعلام السوري رامز ترجمان إن الضربة محدودة في الزمان والمكان وكانت متوقعة.

وبعد ساعات من توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لمطار الشعيرات السوري في حمص وتدميره، جاء رد النظام السوري كما هو متوقع، في قلب سوريا وفي موقع رمزي حيث شنت طائرات حربية قصفاً عنيفاً على بلدة خان شيخون التي كان قصف سابق لها بالغاز سبباً للضربة الأميركية ضد النظام.

فرقاطة

توجهت فرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش» الروسية المزودة بصواريخ «كاليبر» المجنحة إلى مياه البحر المتوسط لتنضم إلى مجموعة السفن الحربية الروسية هناك، حسبما أفاد مصدر مطلع لـ «إنترفاكس».

وأوضح المصدر أن الفرقاطة تعود إلى مياه المتوسط بعد انتهاء تدريبات مشتركــــة بين أسطول البحر الأسود الروسي والبحرية التركية الأربعـــاء الماضي. وفي نوفمــــبر الماضــــي وجهت «الأميرال غريغوروفيتش» ضربة بصواريخ «كاليبر» إلى مواقع الإرهابيين في سوريا.

 

35.000

تنشر الولايات المتحدة قدرات عسكرية قوية في محيط سوريا. وبحسب تقدير لمركز هيريتدغ الأميركي للدراسات، هناك 35 ألف عسكري تابعين لقيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

ويمكن للولايات المتحدة أن تعتمد في ضرباتها ضد النظام السوري على بوارج من الأسطول السادس موجودة في نابولي في ايطاليا، وقادرة على إطلاق صواريخ من طراز توماهوك على أهداف على الأرض على بعد اكثر من ألف كيلومتر.

وتوجد المدمرتان »يو اس اس بورتر« و»يو اس اس روس« اللتان شنتا القصف على مطار الشعيرات، في شرق البحر المتوسط، بحسب مسؤول في البحرية الأميركية. وتوجد سفينة النقل »يو اس اس ميزا فيردي« أيضاً في شرق البحر المتوسط. واشنطن - وكالات

47

في سبتمبر 2014، أطلقت السفن الأميركية 47 صاروخاً من طراز »توماهوك« على سوريا، في أول ليلة من القصف على مواقع تنظيم داعش في سوريا.

كما توجد بواخر من الأسطول الخامس الذي يتخذ من البحرين مقراً، في مياه الخليج أو في مياه البحر الأحمر. وتجوب حاملة الطائرات »جورج إتش.دبليو. بوش« حالياً مياه الخليج، في مهمة دعم للعمليات الجارية ضد تنظيم داعش الإرهابي.

3

تستخدم الولايات المتحدة قواعد عسكرية عدة في ثلاث مناطق بالشرق الأوسط، أقربها إلى سوريا قاعدة إنجرليك في جنوب تركيا. كما تستخدم قاعدة في الأردن، وقواعد جوية كبيرة في الخليج العربي.

وتنشر في المنطقة نخبة قطع سلاحها الجوي، من طائرات »اف-15« و»اف-16« و»اف-22«، وطائرات الرادار من طراز »أواكس« وقاذفات استراتيجية من طراز »بي-52«.

22

تم استخدام طائرة الشبح »اف-22« للمرة الأولى في سوريا في سبتمبر 2014 ضد تنظيم داعش. ومن الصعب جداً رصد هذه الطائرة التي تباع الواحدة منها بمبلغ 360 مليون دولار، وهي قادرة على التحليق بسرعة كبيرة جداً، وعلى إلقاء قنابل موجهة بالليزر على بعد 25 كيلومتراً من الهدف. واشنطن - وكالات

900

نشرت الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا حوالي 900 مستشار عسكري وعناصر من القوات الخاصة ومن سلاح المدفعية. وتساعد مدافع تابعة لسلاح البحرية الأميركي قوة كردية-عربية في تنفيذ هجوم في محافظة الرقة. وقام الأميركيون بتجهيز مدرج لهبوط الطائرات في كوباني قرب الحدود التركية ليتمكنوا من استقبال طائرات شحن أميركية.

 

2011

في 18 أغسطس 2011 دعا أوباما مع حلفائه الغربيين للمرة الأولى الرئيس بشار الأسد إلى التنحي. في 24 أكتوبر من السنة نفسها غادر السفير الأميركي سوريا »لأسباب أمنية«.

كما استدعت دمشق سفيرها في واشنطن. وخلال السنتين التاليتين دأب السفير روبرت فورد على التنقل مراراً بين الولايات المتحدة وتركيا، والتقى مراراً مسؤولين في المعارضة السورية قرب اسطنبول.

2013

في صيف 2013 تراجع باراك أوباما في اللحظة الأخيرة عن قصف البنى التحتية للنظام السوري، رغم استخدام الجيش السوري لأسلحة كيميائية ضد مدنيين في أغسطس من العام نفسه. وجاء هذا الموقف رغم إعلان الرئيس الأميركي مراراً خلال الفترة نفسها أن الولايات المتحدة ستتحرك في حال تجاوزت دمشق هذا »الخط الأحمر«.

2014

في 23 سبتمبر 2014 وجهت الولايات المتحدة للمرة الأولى بالتعاون مع حلفائها من الدول العربية، ضربات لمواقع لتنظيم داعش.

منذ ذلك التاريخ، نشرت الولايات المتحدة في شمال شرقي العراق نحو 900 مستشار عسكري وعناصر من القوات الخاصة وخبراء المدفعية. كما تدعم واشنطن قوات سوريا الديموقراطية في هجومها لاستعادة الرقة معقل التنظيم الإرهابي في سوريا.

2015

في 30 سبتمبر 2015 باشر الطيران الروسي توجيه ضربات جوية في سوريا دعماً لقوات النظام التي كانت تعاني من مصاعب كثيرة، ما شكل بداية دور حاسم لروسيا في سوريا.

وتراجع الدور الأميركي في سوريا منذ ذلك الحين حيث باتت روسيا تمسك بالملف السوري، وأدى ذلك إلى خيبة أمل لدى حلفاء واشنطن، وعلى رأسها تركيا التي تقاربت مع روسيا.

2016

في العام 2016، عملت الولايات المتحدة وروسيا على إقرار سلسلة اتفاقات لوقف إطلاق النار بين المتحاربين في سوريا، لم تصمد.

وفي 30 ديسمبر أقر وقف لإطلاق النار من دون الولايات المتحدة، وذلك بموجب اتفاق روسي تركي. وقبل ثمانية أيام من هذا التاريخ تمكنت القوات السورية من السيطرة على القسم الشرقي من حلب الذي كان خارج سيطرتها.

2017

في 30 مارس 2017 أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من تركيا أن مصير الأسد »يقرره الشعب السوري«. لكن في الرابع من أبريل شدد البيت الأبيض لهجته إزاء الأسد الذي يحمله مسؤولية هجوم يشتبه أنه كيميائي أوقع 86 قتيلاً.

وأمس أطلقت سفينتان حربيتان أميركيتان في البحر المتوسط 59 صاروخ توماهوك على قاعدة عسكرية للنظام السوري.

Email