«خان شيخون» تضع ترامب وبوتين أمام صِدام دبلوماسي

اجتماع مجلس الأمن بلا نتائج.. وأميركا تلوح بعمل في سوريا

■ طفل سوري يحمل شقيقه بعد أن هرب وعائلته من الرقة | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لوحت الولايات المتحدة الأميركية بعمل منفرد في سوريا حال إصرار روسيا على عرقلة قرار مجلس الأمن بشأن هجوم "خان شيخون" في وقت أنهى المجلس اجتماعاً طارئاً لبحث مشروع قرار قدمته باريس ولندن وواشنطن تتهم فيه دمشق بقصف المدينة بغازات سامة ما دفع الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الى تصنيفها كـ«جريمة حرب»، فيما سارعت روسيا الى اعتبار نص القرار الأممي «غير مقبول»، واضعة نفسها في مسار صدام دبلوماسي مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

في الأثناء أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن طائرات حربية نفذت أمس خمس ضربات على الأقل على مناطق في مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي لمدينة إدلب شمالي سوريا، التي لم تفق من هول غارات المروحيات الحكومية التي استخدمت غازات سامة، وصل عدد ضحاياها إلى 72 قتيلاً على الأقل، بينهم 20 طفلاً و17 سيدة.

موقف حازم

وحذرت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي من ان الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات احادية في سوريا إذا فشلت الامم المتحدة في الرد على الهجوم الذي يشتبه في انه كيميائي وخلّف 72 قتيلا. وقالت هايلي خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الهجوم الذي استهدف خان شيخون في إدلب بشمال غرب سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة باستمرار في مهمتها القاضية بتحرك جماعي، هناك أوقات في حياة الدول نجبر فيها على التحرك بأنفسنا".

لكن هايلي احجمت عن شرح ما تقصده بتحرك احادي، علما بانه احد المواقف الاكثر قوة ووضوحا للولايات المتحدة منذ وقت طويل حول النزاع السوري. وفي مستهل الاجتماع، هاجمت هايلي روسيا لعدم ممارسة نفوذها على حليفها السوري.وقالت هايلي "كم من الاطفال يجب ان يموتوا بعد لكي تبدي روسيا اهتماما بالامر؟".واضافت "اذا كانت روسيا تملك التأثير الذي تدعيه في سوريا، فعليها ان تستخدمه"، عارضة امام اعضاء المجلس ما قالت انه صورتان لضحايا الهجوم الكيميائي المفترض الثلاثاء.

وطالبت موسكو ايضا بـ"وضع حد لهذه الافعال الوحشية"، قائلة "انظروا الى هذه الصور".وكانت روسيا رفضت مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يندد بالهجوم واعتبرته "غير مقبول" في ما يعكس انقساما جديدا بين الغربيين وموسكو حول الملف السوري.ولم يصوت المجلس على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والذي تمت صياغته في صفحتين و أدان الهجوم المحتمل بشدة وطالب بسرعة الكشف عن ملابساته. غير أن مشروع القانون لم يتضمن عقوبات، ولكنه هدد بها دون تحديدها.

إلا أن نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اعتبر أن تلك التصريحات «تعطي فسحة للنظام لارتكاب مزيد من الجرائم». وقال عبد الحكيم بشار خلال مؤتمر صحافي في انقرة «حتى الآن هذه ألإدارة لم تفعل شيئاً بل بقيت متفرجة».

وفي وقت دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى فرض «عقوبات» على النظام السوري، ندد السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر في مجلس الأمن بـ«جرائم حرب، وبجرائم حرب على نطاق واسع، وبجرائم حرب بأسلحة كيميائية». أما السفير البريطاني ماتيو ريكروفت فانتقد من جهته موسكو معتبراً أن فيتو روسياً محتملاً يعني «انهم يمضون مزيداً من الوقت في الدفاع عمن يصعب الدفاع عنه».

وفي بروكسل قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «اعتقد انه لا يمكن لأحد أن يعارض منطقياً قراراً مماثلاً بوعيه الكامل» داعياً في ذات الوقت الاسد للرحيل. إلا أن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاغاروفا اعتبرت أن «النص المطروح غير مقبول على الإطلاق»، مضيفة انه «يستبق نتائج التحقيق ويشير بشكل مباشر الى المذنبين».

غازات أعصاب

وتحدثت منظمة الصحة العالمية في جنيف عن «مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة». بدورها، آكدت منظمة أطباء بلا حدود أن أعراض بعض ضحايا «تظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين» على غرار «حريق في العيون وتشنج في العضلات وتقيؤ».

ووصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «قاتل» محملاً اياه مسؤولية الهجوم. واعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن «النظام السوري هو المسؤول الرئيسي عن الفظاعات (...) ومن يدعمونه يتقاسمون المسؤولية».

إدانات دولية

وتوالت الإدانات الدولية والإقليمية للمجزرة وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون د. عبداللطيف بن راشد الزياني أن دول المجلس تدين بشدة الهجوم المروع الذي تعرضت له مدينة خان شيخون باعتبارها جريمة حرب تتطلب موقفاً صارماً وحاسماً من المجتمع الدولي تجاه ما يتعرض له الشعب السوري من اعتداءات وانتهاكات لجميع القوانين الدولية.

وقال: «إن دول مجلس التعاون تدعو مجلس الأمن الدولي إلى إدانة هذه الجريمة البشعة ومحاسبة مرتكبيها وفق القوانين الدولية والعمل على وقف جرائم الحرب التي ترتكب ضد أبناء الشعب السوري ووضع حد للمأساة المؤلمة التي تعيشها سوريا منذ ست سنوات».. فيما وصفت كل من مصر والأردن المجزرة بالمروعة.

Email