قتلى في صفوف الميليشيات وحالة ارتباك تنتابهم

«التحالف» يمهد لمعركة الحديدة بقصف جوي وبحري

عنصر من المقاومة الشعبية خلال الاشتباكات مع الانقلابيين في ميدي | تصوير: علي جعبور

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتضح يوماً بعد آخر، أن الشرعية اليمنية باتت جاهزة أكثر من أي وقت مضى لتحرير محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من سطوة الميليشيات الانقلابية، إذ تلقت هذه الميليشيات ضربات موجعة براً وجواً وبحراً خلال الساعات الماضية أوقعت قتلى في صفوفها وجعلتها في حالة استنفار وحملتها على مغادرة أماكن تواجدها في الساحل الجنوبي لمدينة الحديدة.

وقال سكان محليون إن مقاتلات التحالف والبوارج البحرية دكت خلال الساعات الماضية مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع في جزيرة الطرفة الواقعة قبالة سواحل منطقة الطائف الساحلية بمحافظة الحديدة التي تبعد ستة كيلو من شاطئ الطائف.

وأشارت المصادر إلى أن القصف العنيف استهدف أيضاً مناطق ساحل جنوب الحديدة، ومنها سواحل الدريهمي والنخيلة والجاح والدوار وساحة العروض. وأضافت أن تبادلاً للقصف المدفعي حدث بين بوارج التحالف وميليشيات الانقلاب، سقط على إثره عدد من القتلى والجرحى في صفوف وقيادات ميليشيات الحوثي والمخلوع.


وأكدت مصادر محلية لـ«البيان» وجود تحليق مكثف لمروحيات الأباتشي التي استهدفت مواقع الميليشيات في المنطقة الممتدة من الدوار جنوب مدينة الحديدة مروراً بسواحل الدريهمي وحتى إلى ما بعد سواحل منطقة الطائف.

وسط حالة من التوتر والانتشار الكثيف لعدد كبير من العربات العسكرية التابعة لمسلحي الميليشيات. وقتل 13 من المتمردين الحوثيين وأصيب عدد آخر بجروح في غارات وقصف لمروحيات التحالف جنوب المدينة.

وقالت مصادر إن الهجمات الجوية استهدفت مقار للمتمردين في منطقتي الطائف والنخلية الساحليتين على بعد حوالى 10 كيلومترات جنوب مدينة الحديدة. وأضافت أن الهجمات أدت أيضاً إلى تدمير خمسة قوارب صيد كان يستخدمها الحوثيون لنقل أسلحة إلى جزيرة طرفة قبالة المدينة، من ميناء الحديدة.


ونقلت مصادر إعلامية عن شهود عيان في مديرية بيت الفقيه، أن حالة من الهلع والرعب تنتاب مسلحي الميليشيات الذين عمدوا إلى نشر عدد كبير من الأطقم والمسلحين على امتداد الساحل.


وشاهد سكان محليون سيارات الميليشيات وهي تنقل جثث قتلى وجرحى من مواقعها، حيث وصلت جثث خمسة قتلى إلى منطقة العباسي من أبناء المنطقة وأربعة من منطقة القباصية وواحد من العرارا، بحسب مصادر محلية، فيما تم نقل 26 جثة من عناصر الميليشيات إلى محافظات صعدة وحجة والمحويت وعمران.


وتحدث نشطاء ميدانيون عن وجود حالات خوف وارتباك في صفوف الميليشيات الانقلابية داخل الحديدة، بالتزامن مع قرب انطلاق عملية التحرير. أكدت المصادر أن الوضع المالي بدأ يتأزم في صفوف الميليشيات، بسبب الهزائم التي تتكبدها في مختلف الجبهات.
في الأثناء، ذكرت مصادر إعلامية يمنية، أن منظمات إغاثية عالمية في الحديدة أبلغت موظفيها بالعودة إلى صنعاء، وأنهت تعاقداتها مع بعض الموظفين المحليين. وأفادت المصادر بأن تخوفات المنظمات جاءت بعد أن أوعزت إليها قيادات مقربة من المخلوع علي صالح بأنهم لن يستطيعوا الدفاع عن الحديدة في حالة قيام التحالف بعملية عسكرية لأنهم لا يمتلكون الإمكانات اللازمة لذلك.

وفي محافظة تعز، تمكنت قوات الجيش الوطني من تحرير تلة الخزان والمستوصف في الكدحة غرب المدينة، فيما تشهد الجبهة، حسب قيادة محور تعز العسكري، تقدماً آخر نحو استعادة جبل علقة بالكدحة غرب المدينة.


من جهة أخرى بدأ الانقلابيون في اليمن، أمس، محاكمة 36 مختطفاً لديهم داخل مبنى جهاز المخابرات، بتهمة تأييد الحكومة الشرعية، ونهبوا المساعدات المخصصة لليمنيين، بينما دعت الحكومة المبعوث الأممي إلى عدم تجاهل قضية المعتقلين.

وذكر المحامي في منظمة «هود» للحقوق والحريات أن المختطفين الـ36 عرضوا على محكمة أمن الدولة في صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين داخل مبنى جهاز الأمن السياسي.


وقال المحامون المتطوعون إن المختطفين عُرضوا على رئيس المحكمة، التي أصدرت حكماً بإعدام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بتهمة انتحال صفة رئيس الجمهورية، كما حكم بإعدام مسؤولين حكوميين آخرين بتهمة الخيانة العظمى.


من جهته، دعا نائب رئيس الحكومة عبد الملك المخلافي، المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى عدم تجاهل قضية المعتقلين لدى الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لهم.


في سياق آخر، اقتحم مسلحون تابعون لميليشيات الحوثي وصالح مخزناً للمساعدات والمواد الإغاثية في أحد مخيمات النزوح بمدينة إب. وأكدت مصادر محلية بإب لـ«البيان» أن المسلحين حضروا على متن إحدى العربات العسكرية، وكسروا الأقفال، واقتحموا المخزن المخصص لمجموعة من النازحين في مدرسة الشعب وسط مدينة إب، ونهبوا كميات كبيرة منه.

Email