نواب وأكاديميون عراقيون لـ «البيان»:

اتساع الهوة بين الجيش وسكان الموصل

■ مسنة تحمل متعلقاتها وتنزح من مناطق المعارك في الموصل | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبدى نواب في البرلمان العراقي وأكاديميون وإعلاميون عراقيون، قلقهم إزاء ما أسموه بـ «الوحشية» التي تمارسها بعض من فصائل القوات العراقية التي تخوض معركة الموصل، وذهب بعضهم إلى وصف ما يجري في غرب المدينة بالمرعب، محملين الشرطة العراقية مسؤولية توسيع الهوة بين سكان الموصل والقوات المقاتلة، وعثر على 16 جثة في منطقة بالموصل القديمة.

وطالب عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، النائب زاهد الخاتوني، القوات العراقية بتغيير استراتيجيتها في الموصل، وقال لـ «البيان»، يجب على القوات تعديل خططها العسكرية في المدينة، مشيراً لضرورة تقليل الخسائر بين صفوف المدنيين، بينما وصف الباحث والمحلل السياسي في مركز العراق للدراسات الاستراتيجية، يحيى الكبيسي، ما يجري في غرب الموصل، بأنه استراتيجية «التدمير والتقتيل»، وقال الكبيسي إن الثقة بين أهل الموصل والقوات العراقية أصلاً معدومة، جراء 11 عاماً من الممارسات اللا إنسانية، المتمثلة في الإذلال والقهر التي ظلت تمارسها القوات العراقية تجاه أهل الموصل، وأضاف في حديثه لـ «البيان» أن ثقة أهل الموصل معدومة تماماً في تلكم القوات، ولفت الكبيسي إلى أن احتلال «داعش» للموصل، ما كان ليتم، لولا انعدام الثقة وإحساس القوات العراقية البالغ تعدادها 55 ألفاً، بأنها في بيئة معادية لها، دفعها إلى الفرار أمام مئات فقط من عناصر «داعش»، غير أن الكبيسي استثنى من عمليات التقتيل والقصف العشوائي، قوة مكافحة الإرهاب، والتي وصفها بأنها تعمل وفق مهنية عالية، تعود إلى قيادتها الاحترافية، غير أنه حمل الشرطة العراقية مسؤولية إزهاق أرواح المدنيين في غرب الموصل، من خلال القصف العشوائي للمناطق المأهولة.

وبدوره، وصف رئيس اللجنة المركزية للمشروع الوطني العراقي، جمال الضاري، عملية استعادة مدينة الموصل، بأنها «إبادة جماعية».

بينما كشف الإعلامي والصحافي العراقي عمر سلمان، أن أحياء كاملة في غرب الموصل، سويت بالأرض، وقال سلمان لـ «البيان» إن أرقام الضحايا المدنيين، أكبر من ذلك بكثير، مشيراً إلى أن المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أعلن أن الدفاع المدني وبمعداته البسيطة، انتشل ما لا يقل عن 500 جثة من تحت أنقاض المنازل يوم الجمعة الماضية.

وأضاف أن الحكومة العراقية غدرت بالناس، مشيراً إلى إلقاء ملايين المنشورات عبر الطائرات التي تطالب السكان بالبقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم، في حين طمرتهم داخلها عبر القصف الجوي والمدفعي.

في الأثناء، قال الملازم في قوات الرد السريع، التي تتبع وزارة الداخلية، كريم ميزان النعيمي، إنه «تم العثور على 16 جثة تعود لمدنيين، بينهم أطفال ونساء في منطقة رأس الجادة بالموصل القديمة». وأضاف «يبدو أنه تم إعدامهم رمياً بالرصاص، وفق المعاينة الأولية، ومن المرجح أنهم سعوا للهروب من مناطق سيطرة داعش باتجاه القوات الأمنية العراقية». على صعيد متصل، قال العقيد في الجيش العراقي، خالد علي الحلي، إن «داعش قتل مدنيين اثنين بإطلاق نار أثناء محاولتهما الفرار من منطقة باب لكش وسط الموصل من الجانب الغربي باتجاه القوات الأمنية».

إحراق مصرف الدم

وفي شأن آخر، أضاف الحلي «تنظيم داعش أقدم مساء السبت على إحراق مصرف الدم الرئيس بالمجمع الطبي بمنطقة المستشفى في حي الشفاء غربي الموصل».

هجوم

تسببت الأنواء الجوية المتقلبة، وانخفاض دعم الطيران الدولي والعراقي، للقوات العسكرية التي تطوق جامع النوري ومنارته الحدباء، في تقدم عناصر تنظيم داعش، من خلال شنه هجمات مكثفة على بعض المناطق التي تمت استعادتها حديثاً. وقال مصدر أمنى مسؤول، إن تنظيم داعش سيطر على أجزاء من حي محرر في الجانب الأيمن لمدنية الموصل، في تقدم نادر منذ انطلاق الحملة العسكرية في 19 فبراير الماضي.

Email