تقارير «البيان»

شماتة إسرائيلية بالفلسطينيين بعد مواقف ترامب

■ فلسطينيون يحملون أمتعتهم بعد هدم الاحتلال لمنزلهم في الضفة | إي.بي إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

«لقاء ودي ورائع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يوم ناجح لدولة إسرائيل»، هكذا وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لقاءه مع ترامب في البيت الأبيض الليلة قبل الماضية، في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر.

وزراء إسرائيليون عبّروا بمواقف أكثر وضوحاً ومنهم من شمت بالفلسطينيين من خلال الإشادة بمواقف ترامب الذي نعى تقريباً «حل الدولتين». من هؤلاء وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي الذي قال إن «العلم الفلسطيني نزل عن السارية»، في إشارة إلى انتهاء فكرة إقامة دولة فلسطينية، وأضاف «الفلسطينيون يملكون دولتين في غزة والأردن، لا حاجة لدولة ثالثة»، فيما قال وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان من «الليكود»: «إن تصريحات ترامب تثبت أننا في عهد جديد».

وزير العلوم الإسرائيلي اوفير اكونيس اعتبر أن الموقف الأميركي «يمثل نهاية فكرة خطرة وخاطئة، وهي إقامة دولة إرهابية فلسطينية في قلب أرض إسرائيل»، حسب تعبيره. أما وزيرة الثقافة ميري ريغيف فقالت إن هذه التصريحات تشكل «بداية لمرحلة دبلوماسية جديدة» بالإضافة إلى «نهاية التجميد الاستيطاني» في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تحوّل

ومنذ تنصيب ترامب، أقرت إسرائيل مخططات لبناء أكثر من ستة آلاف وحدة استيطانية في القدس والضفة الغربية المحتلتين، قبل أن يعلق البيت الأبيض على الموضوع على نحو خجول، إذ طالب ترامب إسرائيل بممارسة نوع من «التحفّظ» إزاء الخطط الاستيطانية، وهذا تعبير أميركي غير مسبوق في «نعومته» إزاء الاستيطان الذي كان دائماً في الأدبيات الأميركية «غير شرعي» ثم «عقبة في طريق السلام».

الرئاسة الفلسطينية اختارت التحفظ واللهجة الهادئة، ويبدو واضحاً أن القيادة الفلسطينية الرسمية حذرة تجاه فتح معركة دبلوماسية مع واشنطن، لذلك اكتفت ببيان يؤكّد «تمسكها بخيار الدولتين»، مشيرة إلى استعدادها «للتعامل بإيجابية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لصناعة السلام».

المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب اعتبر في تصريح لوكالة «فرانس برس» أن وضع السلطة الفلسطينية «صعب للغاية»، مشيراً إلى أن السلطة «في وضع لا يمكنها الإدلاء بتصريحات عنيفة ضد الإدارة الأميركية وسياستها وضد حكومة الاحتلال الإسرائيلية».

حرب أشار أيضاً إلى الصعوبة التي تواجهها القيادة الفلسطينية في فتح قنوات اتصال مع إدارة ترامب، مشيراً إلى أن من البدائل المتاحة أمام الفلسطينيين شن «هجوم سياسي دبلوماسي يمكن استخدامه من خلال الأمم المتحدة والمحاكم الدولية على الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو تفعيل المقاومة الشعبية بشكل واسع ضد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين».

موقف

لكن بلا شك فإن الفلسطينيين عموماً في موقف صعب عبّرت عنه صحيفة «القدس» الفلسطينية الأكثر انتشاراً، حيث قالت إن «غياب حل الدولتين يعني الدولة الواحدة ولو العنصرية». وتساءلت «بعد أن فاوضنا أكثر من عشرين عاماً وبعد أن قبلنا بـ 22في المئة من فلسطين التاريخية، السؤال الكبير ماذا علينا أن نفعل وكيف نتصدى لهذه التحديات؟».

الفصائل الفلسطينية تجد نفسها أكثر تحرراً في التعبير عن غضبها من المواقف الأميركية، مثلما بدا في تعقيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خالد البطش الذي دعا إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة تداعيات الموقف الأميركي والتبجح الصهيوني المعلن على القضية الفلسطينية. البطش اعتبر أن الموقف الأميركي والتبجح الصهيوني المعلن في أعقاب لقاء واشنطن «شَكَل رسالة مشتركة من ترامب ونتانياهو للنظام الرسمي العربي والسلطة الفلسطينية بأن مشروع التسوية السياسية الملهاة وعنوانه العريض حل الدولتين شارف على الانتهاء الآن».

انسحاب

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من جانبها اعتبرت مواقف ترامب - نتانياهو نقلةً لا ينقصها الوضوح في مساعي تصفية القضية الفلسطينية. ورأت في المواقف الأميركية المُعلنة في هذا المؤتمر، «إعادة تأكيد على الانحياز الأميركي السافر، والداعم بشكل مطلق للكيان الصهيوني»، ودعت لإعلان موقف فلسطيني موحد يرفض المواقف الأميركية والإسرائيلية وطالبت بالانسحاب من اتفاقيات أوسلو وسحب الاعتراف بـ«إسرائيل».

Email