غضب فلسطيني.. وعريقات يحذّر

واشنطن تدفن «حل الدولتين»

■ الجدار يعزل أبو ديس عن القدس في سياق تهويد المدينة | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض، أن حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس السبيل الوحيد الممكن من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط.

بينما رد الفلسطينيون بحدة على هذا الموقف المتعارض مع التزامات الإدارات الأميركية المتعاقبة من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ حذّر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من مخاطر التخلي عن رؤية حل الدولتين.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتانياهو، أمس: «أنظر إلى حل الدولتين وحل الدولة... إذا كانت إسرائيل والفلسطينيون سعداء، فسأكون سعيداً بالحل الذي يفضلونه. الحلان يناسبانني».

وأكد ترامب أن «إدارتنا ملتزمة بالعمل مع إسرائيل وحلفائنا المشتركين في المنطقة، من أجل مزيد من الأمن والاستقرار، وهذا يشمل اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين». وكان ترامب سجّل طوال حملته الانتخابية مواقف موالية لإسرائيل، مؤكداً في الوقت نفسه أنه في حال انتخابه سيرعى اتفاق سلام.

وقال أيضاً إن «الولايات المتحدة تؤيد السلام واتفاقاً حقيقياً للسلام».

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ترامب يوفر «فرصة غير مسبوقة» لدفع السلام.

وأشار، في هذا الصدد، إلى أنه «للمرة الأولى منذ قيام البلاد، لا تعتبر الدول العربية في المنطقة إسرائيل عدواً لها»، من دون تقديم تفاصيل. ومع ذلك، دعا ترامب الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تقديم تنازلات.

وحض إسرائيل على إظهار مرونة وضبط النفس حيال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إن مسألة المستوطنات ليست في صلب النزاع مع الفلسطينيين، الذين طالبهم بالاعتراف بإسرائيل دولةً يهوديةً.

من جانبه، دعا ترامب الفلسطينيين إلى التخلص من الكراهية تجاه الإسرائيليين، بحسب قوله.

تصريحات مماثلة

وكان مسؤول في البيت الأبيض أعلن، مساء الثلاثاء، أن واشنطن لن تصر بعد الآن على حل الدولتين، ولن تملي بعد الآن شروط أي اتفاق سلام محتمل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ودافع جميع الرؤساء الأميركيين السابقين عن حل الدولتين، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين. أما فيما يتعلق بالمسألة المثيرة للجدل حيال نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ماطل الرئيس الأميركي مجدداً بالقول: «نحن نفكر في الأمر جدياً... سنرى ما سيحدث».

من جهة ثانية، أكد ترامب أنه لن يسمح أبداً لإيران بحيازة السلاح النووي، مكرراً الإشادة بالعلاقات الثنائية المنيعة مع إسرائيل. وقال: «بهذه الزيارة، تؤكد الولايات المتحدة مرة أخرى علاقاتنا المنيعة مع حليفتنا القيّمة إسرائيل».

وتابع أن «التهديدات الأمنية التي تواجهها إسرائيل هائلة، بما فيها خطر طموحات إيران النووية الذي تحدثت عنه كثيراً».

وأوضح الرئيس الأميركي «أن الاتفاق النووي الإيراني هو من أسوأ الاتفاقات التي رأيت. سبق أن فرضت إدارتي عقوبات جديدة على إيران، وسأقوم بالمزيد لمنع إيران في أي وقت من تطوير سلاح نووي». بالمقابل، رد الفلسطينيون بحدة، أمس، على موقف واشنطن المتعارض مع التزامات الإدارات الأميركية المتعاقبة من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وحذّر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من مخاطر التخلي عن رؤية حل الدولتين. وقال، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة أريحا في الضفة الغربية، إن «البديل الوحيد لخيار الدولتين يتمثل في دولة ديمقراطية واحدة، وحقوق متساوية للجميع، لكن ذلك يحتاج إلى التزام من الطرفين».

وأضاف أن «الطرف الإسرائيلي غير مستعد لتطبيق خيار الدولتين أو دولة واحدة ديمقراطية، وكل سياساته تقوم على محاولة فرض واقع الدولة الواحدة بنظام الأبارتهايد».

دفن الدولتين

واتهم عريقات إسرائيل بأنها «تسعى لدفن حل الدولتين وإلغاء فكرة إقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967، عبر جملة من السياسات المتمثلة بتوسيع المستوطنات وسرقة الأرض والموارد والمياه». وقال: «كمنظمة تحرير ودولة فلسطين، خيارنا حل الدولتين على حدود عام 1967، وقدمنا لهذا الغرض تنازلات كبيرة ومؤلمة دعماً لهذا الحل وللمسار السلمي والقانون الدولي».

وأضاف: «نقول لجميع من يريد دفن خيار حل الدولتين أو من يريد مساعدة الحكومة الإسرائيلية على دفن خيار حل الدولتين، إن البديل لن يكون الدولة بنظامين». وجدد عريقات دعوته دول الاتحاد الأوروبي والدول التي لم تعترف بفلسطين إلى القيام بذلك فوراً، تكريساً لحل الدولتين ودعم جهود تحقيق السلام المنشود.

Email