قصة

رحلة العامل الفلسطيني.. موت في كل خطوة لكسب «العيش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حياة العامل الفلسطيني تحت الاحتلال قصة بحد ذاتها. رحلة العامل الفلسطيني في سبيل لقمة عيش أسرته قصة تبدأ درامية وتنتهي درامية. العامل الفلسطيني يعاني اضطهاداً طبقياً يضاف إليه اضطهاد الاحتلال. يستطيع كل باحث أن يجد قصّة حقيقية مجسّدة بكل عامل يصادفه على حاجز أو قرب ثغرة في جدار الفصل العنصري.

صحيح أن لكل عامل فلسطيني قصّته الخاصة، إلا أن الشكل العام يوحد كل العمال الفلسطينيين في قصّة تكاد تكون واحدة، إذ إن الاحتلال وإجراءاته عنصر بنيوي أساسي في حياة كل العمال الفلسطينيين، بل كل الشعب الفلسطيني.

أحد هؤلاء العمال خالد أبو هنطش (35 عاماً) من نابلس يصف حاله وحال آلاف العمال الفلسطينيين في مصانع الاحتلال في المناطق المحتلة عام 1948، ويقول في حديث لـ«البيان»: «الحياة التي نعيشها لا تشبه حياة البشر، لا قيمة لها ولا اعتبار.. مهمشون بل ممسوحون عن الخارطة الإنسانية. نغيب عن بيوتنا وعائلاتنا ونحن لا نعلم إن كنا سنعود لهم أحياء أم محملين على الأكتاف في سبيل توفير رغيف الخبز والعيش بكرامة. حياتنا باتت أشبه بفيلم رعب نحن أبطاله ونعيشه كل يوم».

أبو هنطش أب لسبعة أطفال يتابع وصف معاناته في الوصول إلى عمله داخل إسرائيل: «في طريقنا إلى مكان عملنا نحن عمال التهريب غير الحاملين لتصاريح عمل بسبب دواعٍ أمنية نشتم رائحة الموت في كل خطوة وتستغرق هذه الرحلة يوماً وليلة نواجه فيها ملاحقات من الجيبات العسكرية عبر جبال الموت التي نصعدها وأحيانا كثيرة يطلقون علينا كلابهم المسعورة لمطاردتنا، رحلتنا هذه عدا عن خطورتها فهي مكلفة ماديا تصل أحيانا إلى 300 شيكل عبر سيارات غير آمنة لعدم قانونيتها، ناهيك عن ملاحقات الشرطة الإسرائيلية لنا داخل إسرائيل وإذا تم القبض على أحدنا يسجن فترة أربعة أشهر ويدفع غرامة مالية، ولخطورة الرحلة أغيب عن أسرتي عدة أسابيع، نفترش قطع الكرتون لننام عليها ونلتحف قطعاً من النايلون، مؤكداً أنه لو لم تكن البطالة تفشّت في سوق العمل الفلسطيني لما اختار تلك الرحلة التي يعتبرها عقاباً يومياً لكسب قوت أولاده.

Email