تستند إلى كل المستويات الاقتصادية والإنسانية واللوجستية

الإمارات تتبنى مقاربة شاملة بشأن اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الإمارات أنها تتبنى مقاربة شاملة في دعم اليمن، على مختلف المستويات، اقتصادياً وإنسانياً ولوجستياً، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية، مع تبوئها المركز الأول كأكبر مانح للمساعدات بمبلغ فاق المليارين و850 مليون درهم.

وأطلقت الأمم المتحدة، أمس، مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاجها 12 مليون شخص في اليمن الذي يواجه خطر المجاعة، مشيرة إلى أن 70 في المئة من اليمنيين بحاجة إلى إغاثة عاجلة، في وقت تبوأت الإمارات المرتبة الأولى كأكبر مانح مساعدات لليمن بقيمة بلغت مليارين و853 مليون درهم.

وفي إطار إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017 الخاصة باليمن من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أكد عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم عمل الأمم المتحدة.

إيماناً منها بدورها الإنساني في دعم الشعوب وتخفيف معاناتهم وخاصة الشعب اليمني الشقيق، وكذلك وفاء لقيم دولة الإمارات وثوابتها الأصيلة وإيمانها وفلسفتها الإنسانية الراسخة التي أصبحت نهج عمل مؤسساتها وهيئاتها الإنسانية والخيرية كافة.

وشدد في هذا السياق، أن دولة الإمارات تتبنى مقاربة إنسانية شاملة في دعم اليمن على مختلف المستويات، اقتصادياً وإنسانياً ولوجستياً، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية، من خلال عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار.

مجهود متكاملوأشار إلى أن المجهود الإغاثي للإمارات العربية المتحدة في دعم اليمن هو عمل حكومي وشعبي تشارك فيه مختلف مؤسسات الدولة الإنسانية والخيرية كهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وغيرها من مؤسسات وجمعيات الدولة الإنسانية.

واستعرض السفير الزعابي في هذا السياق عدداً من المبادرات التي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة لدعم الأشقاء في اليمن والمتمثلة في إطلاق حملة «عونك يا يمن» من قبل الهلال الأحمر الإماراتي والتي تهدف إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني لتمكينه من التغلب على الأوضاع الصعبة التي يعيشها بسبب الأزمة التي تمر بها بلاده.

مشيراً إلى مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتكفّل هيئة الهلال الأحمر بعلاج 1500 جريح يمني ممن تأثروا من جراء الصراع في اليمن.

كما تم تسيير جسر مساعدات جوي وبحري للشعب اليمني، حيث أرسلت عشرات من طائرات الشحن والسفن والبواخر لتوفير المواد الإغاثية للشعب اليمني تم تأمين توزيعها ووصولها للمحتاجين والمشاركة في جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة، وتوفير طرود غذائية للأسر والتي يقدر عددها بعشرات الآلاف.

كما نبه إلى مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتحسين خدمات الأمومة والطفولة في اليمن، حيث تتضمن المبادرة توفير الدعم اللازم لـ 15 مشروعاً في عدن والمحافظات المجاورة تشمل المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمياه والكهرباء والطاقة إلى جانب دعم المرأة وتأهيل ذوي الإعاقة وتحسين خدمات المأوى في المناطق النائية.

ومنها دعم مركزي التواهي للولادة وكريتر للنساء وكلية علوم المجتمع والمعهد التجاري في خور مكسر والمعهد المهني الصناعي إضافة إلى إطلاق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كذلك أكبر حملة لإغاثة 10 ملايين متضرر يمني، وتعزز هذه الحملة الدور الإنساني الذي تقوم به الإمارات لتخفيف معاناة المتأثرين من الحرب من خلال توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية.

إعادة إعمار

واشار إلى المساهمة في إعادة إعمار البنى التحتية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، باعتبارها من القطاعات الرئيسية المهمة للشعب اليمني، وفي هذا السياق يعمل الهلال الأحمر على إعادة إعمار وترميم 154 مدرسة في محافظة عدن.

حيث تم تسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظة بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي، لتستقبل الطلاب الذين انتظموا في صفوفهم الدراسية بمختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس محافظة عدن ومديرياتها.

إضافة إلى توزيع المستلزمات المدرسية على الطلبة والطالبات الذين بدأوا عامهم الدراسي الجديد، فيما بلغت القيمة الإجمالية لصيانة المشاريع التعليمية وإعادة إعمارها 81 مليوناً و300 ألف درهم إماراتي.

أما في القطاع الصحي فأوضح أن دولة الإمارات حرصت على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات التي تضررت من جراء المواجهات، وتعهدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بصيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية منها خمسة مستشفيات كبيرة وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة إجمالية 48 مليوناً و500 ألف درهم.

كما رصدت الهيئة أربعة ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى بجانب مبلغ خمسة ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل. كما استقبلت عدداً كبيراً من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة.

مركز أول

وفي ختام كلمته، أكد السفير الزعابي أن دولة الإمارات تبوأت المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية استجابة للأوضاع الإنسانية خلال الأزمة اليمنية، وذلك حسب بيانات المنظمات الدولية المعنية التابعة للأمم المتحدة، فيما لعبت الجهات المانحة الإماراتية دوراً رئيسياً في إغاثة المتضررين جراء الأوضاع الإنسانية الراهنة، حيث بلغت المساعدات التنموية لليمن أكثر من 2.853.1 مليار درهم أي بواقع (776.8 مليون دولار).

وشدد أن دولة الإمارات ستظل داعماً قوياً لليمن وشعبه بالتعاون مع الأمم المتحدة وكل الفاعلين الإنسانيين من أجل الاستجابة لاحتياجات الأشقاء في اليمن ومساعدتهم على إعادة بناء بلدهم ودعم استقراره وأمنه.

يأتي ذلك في وقت، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي مكجولدريك، في وثيقة مناشدة تدعو إلى جمع أكثر من ملياري دولار لليمن، إن «الوضع في اليمن كارثي ويتدهور بسرعة». وأضاف أن «نحو 3.3 ملايين شخص بينهم 2.1 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد». وأوضحت الأمم المتحدة أن قرابة 19 مليون يمني في المجمل - أي أكثر من ثلثي تعداد السكان - بحاجة للمساعدة والحماية.

من جهتها، قالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في اليمن د. مرتشل ريلان إن الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن، تسببت في زيادة الاحتياجات الإنسانية الطارئة لأكثر من 70 بالمئة من السكان.

وأضافت خلال مؤتمر صحافي في عدن أن أكثر من 14 مليون يمني يعيشون من دون مياه صالحة للشرب، و14 مليون شخص بالكاد يحصلون على الخدمات الصحية وحوالي 2 مليون نازح نصفهم من الأطفال و2 مليون طفل خارج المدارس.

Email