من رجل أمن إلى نائب إلى سائق تاكسي

■ النائب الأسبق صالح درويش

ت + ت - الحجم الطبيعي

من رجل أمن إلى نائب، ومن نائب إلى سائق تاكسي. هذه هي السيرة الذاتية لصالح درويش أحد سكان مخيم الشهيد عزمي المفتي، القائم في محافظة إربد شمال الأردن.

ومخيم الشهيد المفتي أو ما يعرف بمخيم الحصن هو مخيم للاجئين الفلسطينيين أنشئ ضمن مجموعة أخرى من المخيمات بعد حرب 1967 لإيواء من قدم من الضفة الغربية وقطاع غزة.

لا يبدو درويش - المقيم حتى الآن في المخيم متواضع الحال - مرتاحاً من تجربته النيابية، إلى حد أنه «صدم من مستوى الحياة السياسية في البلاد». يقول «العمل بالسياسة يشبه العمل بالمافيات».. ويؤكد أنه كان يظنه شيئاً أكبر من ذلك. من رجل أمن إلى نائب إلى سائق تاكسي.. رحلة معقدة لرجل أردني بسيط. رحلة كانت بالنسبة إليه مراحل انتقالية ما بين الحياة العسكرية إلى الحياة السياسية دفعه واحدة. وعنها يقول: لقد صُدمت بالواقع.

بحث عن وظيفة

لم يكن أمام النائب الأسبق أو سائق التاكسي الحالي سوى البحث عن وظيفة يتقنها، فوقعت عيناه على مهنة السائق العام، ولم لا، فالعمل ليس عيباً، وفي النهاية ما يريده الرجل هو أن يعود إلى المنزل وفي جيبه ما يسد حاجات الأسرة.

أسرة مكونة من 11 ولداً وبنتاً، إضافة إلى زوجته ووالدته التي تعيش معه أيضاً، هي أسرة كبيرة، وتحتاج إلى رجل جاد في العمل. «وأنا جاد». يقول.

الأمر بالنسبة له «طبيعي» ولا يحتاج إلى الكثير من التفكير. فبعد أن خرج من مجلس النواب، لم يعد لديه من دخل سوى 500 دولار شهرياً يحصل عليها بعد تقاعده من العمل في مديرية الأمن العام لمدة 20 سنة خدمة. وما يقلق النائب الأسبق هو مطالبات البنك الذي حجز على أملاكه بسبب قروض.

مجرد حلم

ولم ينته الأمر بالنسبة إلى سائق التاكسي، فالعودة إلى النيابة ليست مجرد حلم، بل إنه يؤكد أنه سيخوض تجربة الانتخابات النيابية مرة أخرى، في حال سمحت له الفرصة. وعلى العموم، فإن النائب الأسبق صالح درويش لم يكف عن تقديم خدماته للناس، وعلى حد وصفه فإنه لم يتوقف عن مساعدة الناس بعد خروجه من مجلس النواب، كما وكأنه نائب. «أعيش كأني لم أخرج من مجلس النواب».

في صلب العمل النيابي الأردني يمكن مستوى «الخدمات» أن يكون مؤشراً على نجاح النائب. وهذا ما يتقنه درويش الذي يؤكد أن دخوله المجلس النيابي لم يكن لأهداف مادية، لخدمة الناس.

Email