ارتفاع أسعار الأراضي في بعض المدن

"الاستيطان" يقطع أوصال الضفة ويهدد الزراعة الفلسطينية

مستوطنة عوفرا ، شمالي مدينة رام الله | ا ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الاستيطان» هو الغول الأكبر الذي يهدد وينغص حياة المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما هو الحال نفسه يلتهم المزروعات الفلسطينية ويهدد السلة الغذائية الفلسطينية، بعد مسح الأراضي المزروعة لبناء بؤر استيطانية مكانها أو مستوطنات إسرائيلية، أو شق طرق وشوارع للمستوطنات.

وخسر عدد كبير من المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية مساحات واسعة من أراضيهم نتيجة التوسع الاستيطاني وجدار الفصل، وعزل أراضيهم على بقيتها، متحدياً بذلك الزراعة الفلسطينية ويلتهمها.

وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الأراضي في بعض المدن الفلسطينية مثل قلقيلية نتيجة محدودية المساحات المعروضة للبيع، بعد الزحف العمراني السكاني، رغم تميزها بخصوبتها.

وبعد يومين من تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، أعلنت إسرائيل عن مقترح لضم مستوطنة معالية ادوميم إلى القدس، وسريان القانون الإسرائيلي عليها، ويعني ذلك القضاء على فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

مصادرة الأراضي

وصودرت أراضي مستوطنة معاليه ادوميم عام 1975 باعتبارها أملاك دولة، ويتجاوز مخططها الهيكلي المصادق عليه 35 كيلومترا مربعا، علماً أن المبني منها حتى الآن 10 كم مربع، ويمتد مجال نفوذ المستوطنة إلى غور الأردن والبحر الميت، وهي ذات أفضلية إسرائيلية.

وتكمن خطورة المستوطنات في أنها ستبدو مثل المنشار الذي سيشطر الضفة الغربية إلى نصفين شمال وجنوب، دون رابط جغرافي، وبالتالي سيكون تنقل الفلسطينيين عبر المستوطنات بإذن إسرائيلي.

كما يعني ضم المستوطنة للقدس رفع أعداد المستوطنين اليهود في المدينة، مما يعطل إمكانية استعادة شرق القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، المطلب الرئيسي للسلطة الفلسطينية، لأن تطبيقه يعني نسف مبدأ حل الدولتين.

خطوة أحادية

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للسعي إلى محاولة تأجيل طرح المشروع، ليس حرصاً على إقامة الدولة الفلسطينية، إنما بدافع عدم مفاجأة الرئيس الجديد ترامب بخطوة أحادية قبل اللقاء الثنائي بينهما، المتوقع الأسبوعين المقبلين.

وقال خبير الاستيطان خليل التكفجي، إن مستوطنة معالية ادوميم، تم إعلانها كأول بلدية استيطانية في الضفة الغربية، وانه تم وضعها ضمن المناطق التي سيجري ضمنها ترتيب عملية تبادل الأراضي مع السلطة الفلسطينية كجزء من إسرائيل.

وأكد أن قرار ضم المستوطنة له بعد ديمغرافي، يستهدف رفع نسبة المستوطنين مقابل المواطنين الفلسطينيين المقدسيين، في الوقت الذي اعتبرت فيه الرئاسة الفلسطينية أن أي قرار إسرائيلي بشأن ضم معالية ادوميم، يعد تصعيدا خطيرا ومرفوضا.

وصرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن هذه الخطوة ستنهي كل علاقة بأي مسيرة سلمية خاصة إذا ما ترافق ذلك مع الحديث عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهذا الإجراء سيفضي إلى مرحلة جديدة لا يمكن السيطرة عليها. إلا أن وجود ترامب في اللعبة السياسية كان ضوءا أخضر لمزيد من مشاريع الاستيطان، وسيدعم قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية على حساب المشاريع الاستيطانية.

قرارات

قال المحلل السياسي عمر جعارة، إن شخصية ترامب المتفردة قد ترتكب أفعالاً وتتخذ قرارات، مغايرة عن قرارات الإدارة الأميركية، التي ادعت عدم دعمها للاحتلال وللمشاريع الاستيطانية التي تقوم بإنشائها إسرائيل.

Email